أنا يا ليلُ مذبوحٌ يُغَنّيْ
لذابحهِ مدى الأيامِ لَحْنا
ولو يبكي الذي أبكاهُ يوماً
يصبحُ لدمعِ منْ أبكاهُ عَيْنا
أُجَرِّبُ في جراحي كلَّ نارٍ
ولا يجدي الجراحَ سوى دموعي
ولما تَنضُبُ الأجفانُ منها
يفيقُ القلبُ يبكي في ضلوعي
وحظيّ منك أقصرُ من عذابي
كعمرِ الوردِ من عمرِ الربيعِ
فزيديني جراحاً إن في قلبي
جراحاتٌ تزوَّجها النزيفُ
كأوراقٍ تشبثُ في غصونٍ
وتموتُ.. وليسَ يَرْحَمُها الخريفُ
ويرميها الزمانُ وكان يوماً
تظلل تحتها حتى المساءِ
وهذي أنت يا دنيا فدوسي
على قلبي، وذِلِّي كبريائي
وامضي في هواكِ وأنت نارٌ
تَقَدَّرَ أن تكونَ بلا انطفاءِ
مضى عهدُ اللقاءِ بلا وداعٍ
إلى عهد الوداعِ بلا لقاءِ
فلا الدنيا مُقرِّرَةً وجودي
ولا الدنيا مقرِّرَةً فنائي
وبيني وبين البقاءِ الموتُ حَدٌ
وبيني وبين الردى حدُّ البقاءِ
فأحلامٌ تهاجرُ كلَّ فجرٍ
وأحزانٌ تعودُ مع المساءِ
أنا جرحٌ بقلبِ الدهر عمري
وأيامي دماءٌ للسنينِ
أنا بحرٌ من الذكرى فمُرّي
يماماتٍ على البحرِ الحزين