ذات مساء
ذات مساء
كنت أواصل رحلتي
في البحث عن الأحزان
وحقيقة الأحزان
وكانت غيوم السماء
تواصل معي حكايتي
التي طالت وامتزجت
بعطر أزهار الياسمين
التي تفوح وتنشر عبيرها
ليعانق في سمائي الكبرياء
لم أكن أدرك أن الحب
هو إحدى صور الأحزان
وأن الأرض هي أمها
وان الذكرى هي أرشيفها
أما الوطن فهو شهيد الأحزان
كنت أقلب ذاكرتي
أعود بها إلي الوراء
ابحث بين صفحاتها
أشتم عطر زهراتها
أعانق وأقبل كلماتها
وحين رفعت شفتاي عن خدها
كان وجهي مضرجا
بحرارة الدموع
كانت الذكرى أيضا
تواصل ذرف الدموع
كانت دموعنا تغرق في الدموع
كانت لا تزال ناضرة الوجه
كما عهدتها
رغم كل عذابات السنين
ورغم الفراق الطويل
مذ كنا نلتقي لقاء العيون
أذكر كم كانت ترمقني ؟
كلما مررت أمامها
كما يمر الربيع على باقي الفصول
اذكر ما كانت تقول
وحين افترقنا
عندما ودع كل عصفور عشه
وسافرت بنا الأمواج بعيدا
وحل خريف أسقط أوراق الشجر
كان قد بدا لنا ما يخفي القدر
كانت هي ترحل مسرعة
وكنت أنا أرقبها
من خلف جذع الشجرة
وبقلمي حفرت على
جذعها كلمة واحدة
فقط كلمة …….
وكانت هي تستمر في الرحيل
ذات مساء
رحلت الذكرى
وتركتني وحيداً أقلب صفحاتها كل مساء
كلمات راقت لي فوضعتها هنا