بسم الله الرحمن الرحيم
بعضُ الكلام دُرٌّ ثمِين
حُظوظ الناس
الناسُ هـذا حَظـُهُ مالٌ وذا ... عِلـمٌ وذاك مَكارمُ الأخلاق
فالمالُ إنْ لم تدَّخِرْهُ مُحَصَّناً ... بالعلمِ كان نِهايةَ الإمْلاق
والعلمُ إنْ لم تكْتَنِفـْهُ شمائِلٌ ... تـُعْـلِيهِ كان مَطِيَّة الإخفاق
لا تحْسَبَنَّ العلمَ ينفعُ وحدَهُ ... ما لـم يُتــوِّجْ رَبـَّهُ بخـَلاق
سَطوَة العِلم
العلمُ مُبلِغُ قومٍ ذرْوَةَ الشرَفِ ... وصاحِبُ العلمِ مَحفوظ مِن التلفِ
يا صاحبَ العلمِ مَهْلاً لا تدَنسْهُ ... بالمُوبقاتِ فما لِلعِلم مِن خلـَفِ
العِـلـمُ يَرْفعُ بَيْتاُ لا عِمادَ لهُ ... والجَهْلُ يَهدِمُ بَيْتَ العِزِّ والشرَفِ
الصَّبر مِفتاحُ الفـَرَج
إنْ ضاقَ رِزقُ اليَومِ فاصْبرْ إلى غَدٍ ... عَسَى نَكَبات الدهرِ عنكَ تزولُ
ولا خيرَ في وُدِّ امْرِيءٍ مُتـَلوِّنٍ ... إذا الرِّيحُ مالتْ ، مالَ حَيْثُ تمِيلُ
وما أكثرَ الإخوانِ حِينَ تعُدُّهُمْ ... ولكِنـَّهـــــــــمْ في النائِباتِ قليــــــلُ
شرُوط الصَّداقة
إذا المَرْءُ لا يَرْعاكَ إلاَّ تكَلـُفا ... فدَعْهُ ولا تـُكثِرْ عَليْهِ التـَّأسُفا
ففِي الناسِ أبْدالٌ وفِي التَّرْكِ راحَةٌ ... وفي القلبِ صَبْرٌ لِلحَبيبِ وَلوْ جَفا
فما كلّ مَن تهْواهُ يَهْواكَ قلبُهُ ... ولا كلّ مَن صافيْتَهُ لكَ قدْ صَفا
إذا لم يكُنْ صَفو الودادِ طبيعَة ... فلا خَيْرَ في وُدٍّ يَجيءُ تَكَلـُفا
ولا خيرَ في خِلٍّ يخونُ خليلـَهُ ... ويَلقاهُ مِنْ بَعدِ المَوَدّةِ بالجَفا
ويُنكِرُ عَيْشاً قد تقادَمَ عهدُهُ ... ويُظهِرُ سِراً كان بالأمسِ قدْ خَفا
سلامٌ على الدّنيا إذا لم يَكُنْ بها ... صَديقٌ صَدوقٌ صادِقَ الوَعْدِ مُنْصِفا
تقلـُّب الأيام
الدَّهْرُ يَوْمانِ ذا أمْنٌ وذا خَطَرٌ ... والعَيْشُ عَيْشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ
أما ترَى البَحْرَ تعْلو فوْقـَهُ جِيَفٌ ... وتسْتَقِــرّ بأقصَى قاعِـــهِ الدُرَرُ
وفي السّماءِ نجومٌ لا عَدادَ لها ... وليْسَ يُكسَفُ إلا الشَّمْسُ والقمَرُ
كـُن ذاتك
إنَ الفقيهَ هوَ الفقيهُ بفعـلِــهِ ... ليْسَ الفقيهُ بنـُطقِـهِ ومَقالِـهِ
وكذا الرَّئيس هوَ الرئيسُ بخلقِهِ ... ليس الرئيسُ بقوْمِهِ ورجالِهِ
وكذا الغنِي هوَ الغنِيُ بحالـِهِ ... ليْسَ الغنِيُ بمُلـْكِـهِ وبمالِـهِ
توكـَّلْ عَلى الله
سَهِرَتْ أعْيُنٌ ونامَتْ عُيونُ ... في أمورٍ تكونُ أو لا تكونُ
فادْرَأ الهَمَّ ما اسْتطعْتَ عَن النفسِ ... فحِمْلانكَ الهُمومَ جُنونُ
إنَّ رَباًّ كَفاكَ بالأمْسِ ما كانَ ... سيَكْفِيكَ في غـَدٍ ما يَكونُ
الرِّزق بيَد الله
توَكـَّلتُ في رزقِي على اللهِ خالِقِي ... وأيْقنـْتُ أنَّ اللهَ لا شَكَّ رازِقِي
وَما يَكُ مِن رزقِي فليْسَ يَفوتُنِي ... ولوْ كانَ في قاعِ البحارِ العَوَامِقِ
سَيَأتِي بهِ اللهُ العَظيـــمُ بـِفـَضْلِــهِ ... وَلوْ لمْ يَكـُنْ مِنـِّي اللسانُ بناطِقِ
ففِي أيِّ شيْءٍ تذهَبُ النفسُ حَسْرَةً ... وَقدْ قسَمَ الرَّحْمنُ رِزْقَ الخلائِقِ
م / ن