"مأســــاة معلمة"
هذه القصيدة كتبتها على لسان معلمة, وهي تحكي معاناة ومآسي كثير من المعلمات :ـ
من ذا يـــــــــــودعُ مجمـــــــــــــــــع الأخيـــار
فلسوف أمضـــــــــي الآن فـــــــي أسفــاري؟!
بُشِــــــــرتُ بالتعــــــــييـــن لكن الأســـــــــى
عزفـــوه ـ يا قــــــــومي ـ علـــــــــى أوتاري
قــــالوا : أغادر بلدتـــــي ومدينـتــــــــــــــي
وأنــــــــا تعيــــق مســيــــــــــرتي أعـــذاري
فذهبتُ للمسؤول أرجــــو رحمــــــــــــــــــــة
وأقـــــــــــول : لطفـــك يا أخــــــــــــا الأحرار
فأبــــــي يعانــــــــــي (جلطةً) يا سيــــــــــدي
تــأخـــــذه أخـــــــــذ المستـــــبـــد الضـــاري
أرجــــــــوك تعيينـــي يكـــــــون بقربـــــــــه
فأبــــــــــى وأظــهـــر أشنــــع الإنكـــــــــــار
فكأنما قلـــب الموظــــــــــــف صخــــــــــرة
وكأنــــه حجــــــــــــرٌ مـــــــن الأحجــــــار
آهٍ.. وتخنقني المآســـــــي جهـــــــــــــــــرة
وأهيـــــــــم ليلــــــــــي كلــــــه ونهــــاري
فيقول محبوبـــي العزيـــــــز بُنَيّتــِـــــــــي:
امضــي إذا كـــــــان الخيـــــــــــار خياري
فأقول: عــذرا يا أبـــــــــــي فسعادتــــــــي
هي أن تكــــــون بجانبــــــــــــي وجــواري
سنعيش يا أبتـــــاه رغـــــــــم تسلــــــــطٍ
وتغطرسٍ مــــــــن صاحــــــــــبٍ لقـــــرارِ
فيقـــول: بل كونـي كمــــــا هـــــــنّ النســا
يمضين فجــــرا بــــــــــل مــــــع الأسحــار
فمضيت قبل الفجـــــر أبكــــــــــي حرقــةً
وأنـــا أودع والــــــــــــــدي وديـــــــــاري
وأبــــــي يودعنــــــــــي بسيــــــل دموعه
وكأنـــــه نهــــــر مـــــــــن الأنهـــــــــار
بل إن قلـــــــب الشيــــــــــخ أصبـح معدما
وبه جحيم فائـــــــرٌ مــــــــــــن نـــــــــار
غادرت قبــــل الفجــــــر لا أدري بمـــــــــا
كتب الإلــــــه مقـــــــــــــــدّر الأقــــــــدار
ومعي زميلاتي وسائقنــــــــــا الــــــــــــذي
يمضي بنا كالسهم وســــــــــط قفــــــــــار
وإذا بصوت فـــــــــــي الإطـــــــــار يهزنـا
ونصيح بالصــوت الجهـــــــــور: حــــذارِ
ويحيد ركــــــــــــب الأمهـــــــات مـــبــــدلا
ذاك المسار ـ أحبتـــــــــــــــي ـ بمســــــار
ورأيـــت سائقنــــــــــا القديـــــــر محــــاولا
يأتي اليميـــــــــــــن وينتهــــي بيســـــــــار
وتحــــــــــــــل كارثةٌ وأفقـــــــــد بعــــــــدها
وعيي , وأفقــــد ملبســـــــــــي وخمـــــــاري
وإذا بشمس الصبــــــح تشـــــرق حينــــــــها
وأفيق والجســــــــــــــد الممـــزق عـــــــــارِ
وأتى المغطــــــــــــي راميــــــا بشمـــــــاغه
فوقـــــــــــــــي كستـــــــرٍ ليـــــس كالأسـتارِ
فسألتـــــــه أيـــــــن الرفــــــــــــاق فقال لي:
ذهبوا إلى الـــــــــرب الرحيـــــم البــــــاري
فبكيت من حـــــــــــزن يمــــزّق خافـــقــــي
وعلى فؤادي مثـــــــــــل ثقــــــــل جـــــدار
ناديته والموت يدنـــــــــــو مسرعــــــــــــا
مني , ونزعي زاد مــــــــــــن إنــــــــذاري:
يا أيها الشهـــــــم الميمــــــــم بلدتـــــــــــي
ها قد نزعــــــــــــت من اليمين ( سواري)
أبلغه والــــــــــــدي الحنـــــون هديـــــــــةً
فبقلبــــــــــــه ـ لا شــك ـ كــــالإعصــــــار
ذكره أن الصبـــــر مــــــــن أخلاقـــــــــــه
وليرض فالقـــــــــــدر المحتــــــم جـــــــار
بالله أبلـــــــــــغ قصتـــــــــي وروايتــــــي
من فيــه ذرة غيــــــــــرةٍ أو عــــــــــــارِ
قل للموظــــــــف قد لقيــــت منـــــيتــــــي
فليـــــعــــــــدمـــــــنّ إذا أراد قـــــــراري
أرجــــــــــوك ـ والــنــزع المهيـب يشدني ـ
استر تكشــــــــــف هالــــــكٍ منهـــــــــار
سأكـــــــــــون أَبْلَـغ قصــــــةٍ وروايــــــةٍ
يحكي أساهـــــــــــا مجمـــع السمـــــــــار
أرجو الإلـه سعـــــــــــادةً فــــــي جنة الـ
فردوس مـــــــــــأوى الرســــل والأبرار
آمنـت بالـــــــــــرب المهيمـــــن واحــــدًا
وبأحمــــــــــــد المعصـــــوم والمختــــار
***
شعر / علي بن يحيى العطيفي ــ جازان
منــــــــــــــــــــــــقوووول