مَاقصَّرت استَاذ ( كحِيــلان ) بُورِك المَولَى فِيكَ على هَذَا المَوضُوع ..
وبِصَرَاحَة يَجِدُ الإنسَان نَفسه أحياناً مُجبَراً عَلَى(الرَّشوَة)لأنَّ هُنَاكَ فِئَة من النَّاس
لايُمكِن أن تُعطِيكَ حَقَّكَ المُستَحَق ألاّ حِينَمَا تَدفَع وإن لم تَدفَع فَلَن تُبَارِح مَكَانك
بينَمَا غَيرُكَ يَتَقَدَّمُ خَطوَات وخَطوَات..ألَيسَ هَذَا مُوجِعَاً عَلَى نفُوسِنَا الحَسَّاسَة؟!
أذهِب وإن شِئتَ إلَى بَعض ( المَطَارَات ) فِي دِوَل العَالَم ..
فَأنَّكَ وَفِي حَضرَة آلاف المُسَافرِين..فَلايُمكِن لَكَ أن تَتَحَرَّكَ من مَكَانكَ قيد أنمَلَة
مَالَم تَدفَع ( رَشَاو ) كَي يَأخذُوكَ فِي الأحضَان وعَلَى كفُوف الرَّاحَة ..
إلَى بَوَّابَة الخرُوج وَالمُغَادَرَة كَمَا حَصَلَ مَعِي فِي ذَات يَوم بجمهُورِيَّة مِصْر العَرَبِيَّة
وكَذَلك ( الهِند )!!
ولا أخفِيكَ سِرَّاً فَأنَّ (الرَّشوَة) قَد تَفَشَّت لَدَينَا فِي أرجَاء الوَطَن الكَبِير وَبِشَكِل
يُصعَب عَلَيكَ إحتِوَاءُهَا وَلَملَمَتْهَا فَأينَمَا ذَهَبت وَإلَى اي دَائِرَة حكُومِيَّة سَوفَ تَجِد
هُنَاكَ من يطلُب مِنكَ (الرَّشوَة) وَلَكِن بِطَرِيقَة ( مُهَذَّبَة ) كَأن يَقُول لَكَ ارجُوكَ
سَاعدنِي لاتَترُكنِي لِوَحدِي أصَارِعُ وَيلات الزَّمَن وَلِيَالِيهِ العَاتِمَة فَطِفلِي مَرِيض
ولا أملُكُ شَيئاً لِعَلاجَه ..!!
وَآخَر يقُول لَكَ إنَّنِي فِي غَايَة من الضِّيقَة وَالأحرَاج ..
فَأبنَاء عمُومَتِي قَادمَونَ من جَنُوب الوَطَن .. وَلا أملُكُ حَق ( الذَّبِيحَة ) وَالوَلِيْمَة
وثَالِث يَقُول لَكَ فَاتورَة الكَهرَبَاء مُرتَفِعَة المَبلَغ وَلَم يَبِقُ من الزَّمَن ألاّ سُوَيعَات ..
وَسَوفَ تُقطَع عَنِّي فَهَل يُرضِيكَ أن أإنُّ تَحتَ وَطأة الحَرِّ وَصَيفُه اللاذِع؟!
بَينَمَا رَابِعُ ُيَقُول لَكَ وبِكُل وَقَاحَة .. !!
هَاهُو الصَّيفُ قَد أقدَمَ وحَلَّ بِكُل مَافِيهِ من مَسَاوِيء فَهَلاّ سَاعَدتنِي قَلِيلاً فِي دَفع
قِيمَة التَّذَاكِر بِقيَة السَّفَر إلَى خَارِج أسوَارُ الوَطَن فِي رِحلَة إستِجمَامِيَّة بِقَصد المُتعَة
وَالتَّروِيحُ عَن النَّفس أنَا وَبِرِفقَتِي صِغَارِي؟!
وَأنتَ فِي ظِل هَذِهِ الطَّلَبَات المُتَلاحِقَة لَيسَ أمَامُكَ من خَيَار سِوَى الرَّضُوخ وَالقبُول
وَتَقدِيم المُسَاعَده..عَفواً أقصُدُ (الرَّشوَة) لَيسَ لِسَبَب مُعَيَّن وَلَيسَ لأنّكَ تَتَعامَل
بـ(الرَّشَاو ِ)وَبِهَذَا المَبدَأ ولكِنَّكَ تُرِيد أن تُنهِي مَصَالحُكَ فِي أسرَع وَقت مُمْكِن
لأن كُل تَأخِيرة تُكَبّدُكَ الكَثِير من المَخَاسِير المَادِيَّة وَالجُهد البَدَنِي ..
صَحِيح أنَّنَا وَالحَقُّ يُقَال عَاقدُونَ العَزم وَمِنذُ أمَدٍ بَعِيد عَلَى الاّ نُخَالِفُ دِينُنَا الحَنِيف
وَشَرِيعَتنَا الإسلامِيَّة السَّمحَاء لَكِن مَاذَا نَفعَل كَيفَ هُوَ السَّبِيل وَنَحنُ وَجَدنَا أنفُسْنَا
وَسَط أنَاس لايُمكِن أن يَنهُون أوراقِنَا وَمُعَامَلاتُنَا بِلا ( رَشَاو )؟!
حَتَّى (الخَبَّاز) يا الله مِنه لايُمكِن أن يعطِيكَ رَغِيفَين من الخُبز الاّ حِينَمَا تُقَدِّم لهُ
قِنِّينَة مَاء بَارِد أو تُعطِيهِ عُلبَة عَصِير تُبَلِّلُ عرُوقِه اليَابِسَات وَتُرَطِّبُ رِيقه النَّاشِف
فأي حَيَاة تِلك الَّتِي تَجعَلُنَا فِي مَنْآى عَن هَذِهِ (الرَّشَاوِ) مَالَم نَعمَل بِهَا وَنَدفَعهَا؟!
خُذ مَثَلاً آخَر إن شِئتَ ..
تَجِدُ هُنَاكَ الكَثِير من شَقِيقَاتُنَا المُتَخَرِّجَات وَهُم يَنتَظرِن لِسَنَوَاتٍ عِدَّة بًُقيَة الحصُول
عَلى وَظِيفَة ( مُعَلِّمَة ) .. دُونَ أن يرُوَا بَصِيص أمَل أوبَارِقَة نُور فِي حصُولهن ..
عَلَى هَذِهِ الوَظِيفَة ..
وإن حَصَلَت الوَظِيفَة فَأمَّا أن يَرمُوهَا فِي منظِقَة نَائِيَة ذَات أرض جَردَاء لافِيهَا زرعٍ
وَلا مَاء .. بَينَمَا الفَتَاة الَّتِي تَدفَع ( رَشَاو ِ) .. فأنَّهَا تَتَوَظَّفُ فِي لَمح البَصَر ..
وَتُعِيَّن فِي المَدرَسَة الَّتِي قُبَالَة مَنزِلهَا تَمَاَمَاً .. ألَيسَ فِي ذَلِكَ مَحضُ إفتِرَاء وَتَجَنِّي
عَلَى الآخرَات مِمَن هُن أجدَرُ وَأحَقُّ بالتَّعيين وَلا أزِيد؟!
/
/
إنتـَــر