أمســكتُ قلمــي أردته أن يرسم وجهــك ...عصــاني القلم ..
وقال لي: أجـُـننتِ يا امرأة ....لا استطيــعُ رسم الملائكـــة ....
بحثـتُ بين أوراق الورد وزهور الربيع وأشجار الصفصاف عنــك صرخت قائلة: إن من تبحــثين عنه رحل من هنا ولكنــه ترك رائحــته التي أخذنا منها عبيرها ...
ذرعــتُ الأرض طولاً وعرضـاً وقفتُ عند نهاية العـالم على حدود السقوط للفضــاء تشبثتُ بالأرض لا خوفـاً من الموت ..وإنما خوفـاً أن أذهب قبل أن أراك ....
ســألتُ البحــار والأنهــار ...توسلتُ للقمـر .....أحرقتُ جسدي تحت مليكه النهار الشمس ..وأنا أتراجها بأن تدلني عليــك.....
بكيـــتُ تحت المزن حتى أحتار المزنُ من منا دموعه أغرقت السهل والجبل أكثر من الأخر ....
دخلـتُ بخوف وهلع لتلك الأراضي الموحشــة حيثُ لا مكان فيها لبشــري ....
وإذ بيد\ خشنة مـّــر عليها الزمن ..فأعجفها أكثـرُ من صبار الصحارى ...
- عم تبحثيـن ...يابنتي؟؟؟
- عن حبيـبـي...!!؟
ضحـك وقال : لا تبحثي يابنتي فكـم من عاشقاً مات وذهب مع الرياح أشفقُ على قلبك الغض من الهوى ...
أسمعتــي صوت الكــروان ...ونوح العاشق الولهان ...وخرير ماء الوديان ...كلهم عشاق تاهوا في دروب العشق وليالي الغـرام ولم يستطيعـوا العــودة إلي الأوطان ...
فأهربي يا بنتي قبل فـوات الأوان ...
وقفتُ تحت الســماء أرتجفُ من الخــوف والشوق أنحدرت دمعتـي فمالت النجـوم لتمسحـها لي وهي قائلة: يا فتـاة لقد أثرتي حزني عم تبحثيـن؟؟
جاوبتها : لا تبـالي بأوهــام مجنونةٌ كانت ......
قلبتُ بين كوم الســراب وبعثرتُ تراب الأوهام ..
فمـا عرفتُ أنها كانت تبحثُ عني.... في داخل.... ذاك الحبيبُ المجهـــول .