القبُول من أعظم الهمُوم التّي حملتها قلوب الصّادقِين؛فإبراهيم وإسماعيل بعد بناء الكعبة يقولان:” ربّنَا تَقَبّل منّا إنّكَ أنت السّميعُ العليم “وامرأةُ عِمران تنذرُ ما في بطنهَا للهِ وتقول :” فتَقَبّل منّي إنّك أنتَ السّميعُ العَليم “فالسّعادة ، أنْ تعلم أنَّ ربُّك الغنيّ قد قبل منك، فلك أن تتأمّل حال قلب أم مريم والله يقول :” فَتَقبّلها ربّهَا بقبُولٍ حسَن وأنبتهَا نباتًا حسنًا “فإنّك إنْ تدبّرت هذهِ الآيـة بكى قلبك؛ شوقًا لهذا القبُول،وحبًا لربّك الكريم ، وخوفًا أنْ تكون من المحرومين.إذا أردت أن تعرف قيمة عمل القلب ومنزلته عند الله فتأمل هذه الآية : { لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح18] ، فماذا ترتب على صدقهم وإخلاصهم ؟ { فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا} [الفتح18-19] ، فما أحوجنا لتفقد قلوبنا . [د.عمر المقبل.