يبدي المسلمون في كينيا قلقا متزايدا في مواجهة "عيون" مصالح الأمن التي تحقق في تفجير النزل الإسرائيلي في مدينة مومباسا الخميس الماضي، مخافة أن تتكرر حملة مطاردتهم بالشبهة عقب تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي العام 1998.
و يبدو أن تطمينات السلطات الكينية تجاه مواطنيها المسلمين الذي يشكلون نحو ربع سكان البلاد و عددهم نحو 30 مليونا، ليست كافية خاصة مع انضمام محققين إسرائيليين تابعين لجهاز الموساد إلى فريق مكتب التحقيقات الأمريكي "الأف بي آي"، و أن معظم أعضاء الجالية المسلمة احتفظوا بذكريات غير طيبة عن مجريات التحقيق الواسع الذي تبع عملية السفارة قبل أربع سنوات.
و يتهم ممثلو الجمعية الإسلامية لحقوق الإنسان "موهوري" المحققين الأمريكيين بانتهاك حقوق المسلمين بغرض "الانتقام الأعمى" من خلال "أمر" الشرطة الكينية باقتحام بيوت المسلمين و تفتيشها و القيام باعتقالات عشوائية دون تصريح من السلطات القضائية، و هي أعمال لا يمكنهم القيام بها فوق أرضهم حسب تعبير رئيس الجمعية، مع أن الأغلبية الساحقة من الضحايا كينيون. و يذكر أن عائلات ضحايا الهجوم التفجيري على السفارة الأمريكية و الجرحى طالبوا واشنطن بتعويضات دون جدوى و اكتفت الحكومة الأمريكية بالتكفل الصحي ببعض المصابين في الولايات المتحدة.
غير أن موقف مسؤولي الجالية المسلمة في كينيا هذه المرة يبدو أكثر حزما حيث عبروا عن استعدادهم للدفاع بقوة عن حقوق المسلمين في حال تكرار ما حصل قبل أربع سنوات، في وقت تجنبت السلطات الأمنية في مومباسا اللجوء إلى الاعتقالات العشوائية في صفوف السكان المسلمين. لكن ذلك لم يمنع من اعتقال اثنتي عشر شخصا من بينهم ستة باكستانيين و أربعة صوماليين و أمريكية و زوجها الإسباني لكن سرعان ما أطلق سراح الأخيرين ب"أمر" من واشنطن في حين احتفظ بالباقين رغم تأكيد مصادر متطابقة على أن لا علاقة لهم بالهجوم المزدوج و لا بتنظيم "القاعدة".
العرض العادي
