دقات الساعة الثانية عشر

[أشرف محمد كمال]

	دقات الساعة الثانية عشر مع ومضات القلب تفيض أطياف الغناء00وتتراقص الأماني وتصعد إلى السماء تشد الرحال وتمضي الأيام تسوق الأيام00وتسافر السنون تركب تلك الدقات دقات الساعة الثانية عشر وتحط مركبة الشمس الجديدة على أرض عالمها الفضى00وتسكن في مرسي الميناء الشرقي في حين تغرب قافلة الذكريات00ويذبل يومٌ جديد 00وتتساقط سويعاته قطرات على زجاج النافذة و يأتي طيفٌ جديد 00ليسقط من شرفة النافذة00تدور الدائرة ولا تكتمل حلقاتها إلا مع00 دقات الساعة الثانية عشر حينما يصبح البكاء ضحكاً00والشعر هزواً00والقمر بدراً00حينما تغرب الشمس ويستدير القمر وتضئ النجوم حينما تمضي السنون00بأحزانها 00وأفراحها 00بألامها 00وعذاباتها00حينما يغرب الحلم الوردي 00وتنطفئ الشموع يولد في رحم الكون يومٌ جديد وأملٌ وليد وتتألق الأحلام داخل الأعين وتعلو الأماني فوق سحب الذكريات 00ويعلو صوت الدقات دقات الساعة الثانية عشر مع مخاض الحياة الجديدة 00ينبثق الجمال في الوجود00يرسل هباته إلى الورود00يرسم بفرشاته الذهبية خضار الحقول واحمرار الزهور00برأة الوجوه00وعذوبة الابتسامة00يبذر النور في الأرض البور00 مع دقات الساعة الثانية عشر00نطوى أوراقاً ماتت ونهاجر أجساداً تهرأت 00وتهاجر طيور الظلام00 تقلع السفينة إلى قبور الذكريات00تدارى ثقوب شراعها 00وعثرات أيامها 00بقليل عملها وبريق خداعها وتمضى كما جاءت إلى الظلام 00ففى الظلام كان ميلادها واليوم موعد موتها 00وتشرئب الأعناق تنتظر متى تدق الساعة دقاتها الاثنتي عشرة حينما يسقط الشريط الأبيض00وتضاء الأنوار00تأتى سنة جديدة00كسفينة ضالة00موانيها مغلقة وبحارها مغلقة00تحمل حطامها بين أكفانها00تحمل معها حزنها وفرحها00شقاءها وسعدها00ميلادها وموتها تلقى متاعها على الطريق00فيأتى ظلمها وعدلها00خصبها وجدبها00خيرها وشرها وسنة تسافر إلى النسيان والخوف في مذكراتها عادة والحلم فيها معصية00تجمع رحالها وتحمل عملها00وتمضى إلى ربها00فتُنَزل الهبات والنقمات00 إلى أن تدق الساعة دقاتها الأخيرة00حين لا يميز من صوتها إلا النفير00يوم يجمع الجمع الغفير00وتساق الأقدار عبر ليل طويل وتكف الساعة عن الدقاق العليل