الشآب الذي لآ أعرفه ..
كآنت السمآء ملبدة بالغيوم وتنذر بالأمطآر .. ولكنهآ لسبب مآ احجمت عن السقوط.. تلك الغيوم السودآء المجتمعة .. وتلك الرعود التي يصآحب صوتهآ لمعآن البرق الذي يشق كبد السمآء ..والريح التي تهب بقوة لتقتلع أورآق الشجرة المتدلية ع سور الجيرآن .. كلهآ أسبآب بثت الروح بين أوصآلي المتيبسة جرآء جلوسي عآكفة ع كتبي وأورآقي منذ سآعآت كثيرة .. فالأمتحآنآت تدق الأبوآب .. والضيق قد آحتل النصيب الأكبر مني ..
.. تطلعت عبر نآفذتي إلي ذآك الطقس الرآئع .. لاآدري إلي أي مدى يمكن أن يكون وصفي للطقس بالرآئع صحيحآ ،ولكنه كآن كذلك بالنسبة لي ، بل كآن خلآبآ . . يأسرني .. يجذبني ,, بل وتتقآذفني السعآدة ..
اطلت النظر .. مستمتعة بالجو الذي اعشق تفآصيله العنيفة والثآئرة ..فرأيت ذلك الشآب الذي لآ أعرفه .. جآلساً على سطح منزلهم .. وآضعاً ذرآعيه على رأسه وكأنمآ هو يمنعه من السقوط .. وعينآه التي انكمشت لتمنع دمعة من الأنسكآب ..كآن بآدياً عليه وهو يمرر يديه على كل جزء من أجزآء وجهه بأنه مكبلاً بقيود الهم .. على الرغم من أنه ذآ وجه ينبئ بالبشآشة والنفس الهآدئة والبسيطة ، إلا انّ ثِقل الهم قد هزمه ..
ينظر في الأرض مستغرقاً وكأنمآ هو يقول : لمآذا لاتتصدعي وتنشقي فتبتلعيني حآملة معك كل مآيثقل كآهلي من هموم ومتآعب ..
أسفت له كثيراً وقلت في نفسي : مآلذي قد يعكر صفو شآب كهذآ .. جعلني أشعر بآن هنآك من هم أشد ضيقاً مني .. وإن رؤيتنآ للمصآئب ولو في وجوه الأخرين تهون علينآ مصآئبنا ..
وبينمآ انآ منهمكة في أسفي عليه .. نهض فجآة وبدأ المشي ولآشئ ممآ كآن بآديآ على وجهه انعكس خآرجاً هذة المرة ..بدأ يصرخ على من كآنت تبدو كأخته الصغرى من ثم يتأملها ويضحك .. يرفعهآ تآرة وتآرة يقبلها ويمآزحهآ ... وكأن شئ لم يكن.. محطمآ بتصرفه هذآ بنيآن افكآري ..مخرجأ أيآي من حآلة صمتي وسكوني ..
أصبت بالدهشة .. بل أنني شعرت بالغيظ .. أيُعقل أنه على العكس تمآمآ ممآ كآن يبدو عليه .. أم أنه قد تغلب على مآيقض مضجعه .. أستمريت في مرآقبته عليّ اجني شيئاً لآ أعرفه .. عليّ أصل لحل للغز الذي اشغلت نفسي به ..
لم أحصد شيئاً من مرآقبتي له عدآ اعتقآدي أنه كآن يشعر بالملل وأن احسآسي بأختلاجآت روحه التي التقطتهآ عينآي وهي تنعكس ع محيآه لم تكن سوى تهيئآت .. رغم اني في قرآرة نفسي كنت وآثقة من وجود شئ ينغص صفو وهدؤ ذآك الشآب .. اعتقآدي ذآك الذي سكن قرآرة نفسي جعل عقلي يدور بآحثاً عن السبب الحقيقي الذي جعل حآل ذآك االشآب يتغير ببسآطة .. تشتت الأسبآب في رأسي إلى ان توصلت إلى سبب أقنعني وأقنع ذآك العقل الفضولي القأبع في راسي .. أنه الأمل .. نعم الأمل والتفآؤل والثقة بآلله قبل كل شئ ونظرية نبذ الأحزآن .. وأن الأفكآر الأيجآبية تجلب شبيهآتهآ هي من جعل حآله ينقلب في غضون دقآئق ..
موقف بسيط ولكنه جعلني أعود لأنغمس بين أورآقي حآملة معي درس مستفآد من مرآقبتي لشآب لآ اعرفه ..