العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-08-2013, 12:46 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
Icon7 ۩قصـــة ( أبو زيد وزوجته المُدللة ) , واقعٌ مُختلف عن الآخر !!



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قصـــة ( أبو زيد وزوجته المُدللة ) , واقعٌ مُختلف عن الآخر !!
( الجزء الأول )
فتاة مُدللة جداً , عاشت في قصرٍ كبير من الطُراز المُخملي
كانت هذه الفتاة أصغر أخواتها , وتحضي باهتمام خاص من أبيها وأمها
عاشت في وضعها المُدلل إلى أن بلغت عمر الزواج , وجاء النصيب ليختطفها من بين هذين الذراعين الأكثر دلالاً ورفاهية و ( دلع )
كان هذا المال والثراء الذي تعيش في نعيمه هذه العائلة من ناحية الأم , أما الأب فهو من عائلة متواضعة جداً
حيث كان له أبن أخٍ فقير يرغب في الزواج من ابنته .. وكما عُرف عن العرب أن ابنة العم لأبن عمها
وكانت الأم ترفض بشدة هذا الزواج ولكن دون أي فائدة , فالأب كان قراره صارماً لا رجعة عنه
ووافق على هذا الزواج .. فرضخت الفتاة لقرار والدها ووجدت نفسها أمام دائرة مُغلقة لا تستطيع الخروج منها
الآن أصبحت الفتاة تُفكر في هذا الزوج , عن هيئته وكيف يكون شكله .. وما هي حدود ثقافته ودراسته وعلمه , حيث أنها كانت فتاةً مُتعلمة بدرجات عالية من العلم والثقافة
عندها قررت أن تجلس مع والدها جلسة مُصارحة لتسأل عن زوجها وتتعرف عنه أكثر من خلال والدها
فسألت أبيها وقالت : أبي هل يمكنني أن أسأل بعض الأسئلة عن ابن عمي ؟
فقال لها : بالتأكيد ولكن حاولي الاختصار لأنني لستُ مُتفرغاً كفاية ولا تنسي حاولي أيضاً الاقتناع فيما سيكون جوابي عليه .. حيث أن عدم إعجابك فيه لن يُغير في قراري شيء .
فقالت : كما تشاء .. ولكن هل هو مُتعلم ؟
فقال : لا أظن ذلك !!!
فقالت : كيف لا تظن وهو ابن أخيك ؟
فقال : آخر مرة رأيته فيها , كانت قبل أكثر من خمسة عشر عاماً , وكان عمره صغير لم يتعدى حدود الثانية عشر فقط
فقالت : وكيف لي أن أتزوج من رجُل جاهل لا يعرف شيء في هذه الحياة ؟
فقال ضاحكاً : صدقيني يا ابنتي أن هؤلاء الريفيين يعلمون مالا يعلمه ابن الثقافة والكُتب عن الحياة , فهم مُتعلمين من الفطرة الطبيعية التي يمارسونها يومياً في حياتهم التي صنعت الرجال في عهودٍ ماضية
فقالت : نعم صنعت الرجال في ذلك الوقت , ولكن الآن الزمن تغير وتبدلت ضوابطه المعيشية ولابد أن يكون الشخص مُتعلم ليستطيع العيش في هذه العولمة والتطور
فقال : مثل ماذا , هذا التطور , ماذا تقصدين ؟
فقالت : أي شيء يا أبي من حولنا يطلب شخص متعلم ليستخدمه , على سبيل المثال الهاتف المحمول .. كيف يستخدمه من لم يكن متعلما القراءة والحروف على الأقل
فقال : لا بأس إذا كان الأمر مُتعلقاً بالهواتف النقالة فهو أمرٌ بسيط لأنه ليس مضطراً إلى استخدامه لأنه في الأساس يسكن بمنطقة خارج التغطية !!!!
فقالت : وهل تريديني أن أسكن في منطقة بعيدة عن التغطية لتتخلص مني يا أبي ؟
فقال : لا يا أبنتي دعي منكِ هذه الأمور , وهذا الوسواس .. وفكري كيف تُسعدين ابن عمك ...!
فقالت : أبي هل تكرهني لهذه الدرجة ؟
فقال : ولماذا تُصرين على قول هذا الكلام ؟
فقالت : لو لم تكن كذلك لزوجتني برجُل كباقي أخواتي , رجالٌ مُتعلمين ولهم مركزهم بين الناس !!
فقال : وهل تعلمين عن وضع أختكِ رُقية مع زوجها ماهر
نعم ذلك الرجل المُتعلم على حد قولك , في كل ليلة يأتي متأخر إلى المنزل وهو في حالة سُكر ومنظره يقشعرُ منه البدن
أو الآخر وليد زوج أختكِ فاتن ذلك الرجل المُثقف صاحب الكتب والمؤلفات الذي لم تراه زوجته منذُ أكثر من أربعة أشهر وعذره أنه مُسافر من أجل العمل وهو يسرح ويمرح مع الفتيات في ديار اليهود والغربة
أو عن رامي زوج أختكِ عبير تلك الفتاة الرقيقة , الذي تركها تبكي الدم وهو يخونها أمام عينها مع امرأة أخرى متزوجة !!!
حبيبتي أنا أحبكِ أكثر منهن , لذلك سوف أزوجكِ برجُل حقيقي , رجُلٌ لا يعرف المُسكرات ولم يتعدى حدود قريته من قبل وليس له علاقة بالنساء ولا يعرف منهن سوى أمه فقط
فكري جيداً يا ابنتي وحاولي أن لا تقارني بين الذهب والحديد مرة أخرى , مهما كان وزنه أو حجمه لأن الذهب سيكون أغلى في النهاية !!
فقالت وعينيها تملأنها الدموع : حسناً يا أبي سوف أفكر في الأمر .. تصبح على خير .
فقال : فكري ولكن لا تتأخري كثيراً , لأنه سوف يأتي في الأسبوع القادم ليتقدم لخطبتك
فذهبت وهي تمسح دموعها الحارة التي أحرقت وجنتيها , وهي تُفكر في حالِ عيشها مع هذا الرجُل , وكيف لها أن تنسجم مع عالم لا يُشبه عالمها على الإطلاق
تمددت على فراشها الحريري , ووضعت رأسها على مخدة ريش النعام وبدأت في التحليق نحو العالم الذي ينتظرها
ودخلت في حلّم لم تفق منه إلا الصباح , على نغمة تغريد العصافير على شباكها المُشرق بنور شعاع الشمس
فتحت عينيها وهي خائفة أن تصحو على واقعها الجديد وترى نفسها نائمة على القش في منزلٍ خشبي !!!
ولكنها بدت فرحة عندما رأت غرفتها البرجوازية تلمع بألوانها الساطعة بالثراء والأميرية
ارتدت ملابسها وذهبت لتناول الإفطار مع والديها
وعند جلوسها على الطاولة تنتظر الطعام فإذا بوالدها يأمر الخدم أن يضعوا الطعام على الأرض , ليجلسوا جلسة استثنائية من أجل أبنتهم العروس الريفية
فقالت : صباح الخير , لماذا تريدنا أن نتناول الإفطار على الأرض يا أبي ؟
فقال : صباح الخير كيف حالها عروستنا الجميلة .. كل هذا من أجلك أنتِ يا حبيبتي .
فقالت : كنتُ بخير قبل دقائق , أما الآن فلستُ بخير يا أبي !!
فقال : لماذا هل لا تردين أن نشاركك التحضير للوضع القادم ؟
فقالت : لا فمازال الوقت باكراً على هذا التحضير النفسي , هُناك خمسة أيامٍ على الموعد الموعود للقاء سيدي المحترم !!
فقال : لا بأس سنتناول الإفطار على هذا الوضع فهو يُعجبني منذُ أن كنتُ صغير , ولكن أمكِ بترفها وعزها سلبتني أصغر الأحلام البسيطة !!
فقالت : الكثير من الرجال يتمنى زوجة كأمي , فلا تُنكر أنك تُحبها وتُحب كبريائها وأنفتها وشموخها وعزها وو...
فقال : كفى كفى لم يتبقى إلا أن تقولي أنني أُحبُ مالها !!
فقالت : أليست هي الحقيقة التي صنعت مركزك بين الناس ؟
فقال : نعم , ولكنها أبشع حقيقة في حياتي ...!
فقالت : ورُغم هذا تبقى حقيقة , فلو كنتُ ذات حظٍ مثلك لتزوجني أحد أبناء إخوانها الأثرياء , ولم أكن كما أنا الآن زوجة رجُلٍ ريفي فقير لا يملك سوى الماعز وبعض الماشية
فقال : لن أُعيد كراماتكِ التي تنتظركِ في هذا الزواج , أحمدي المولى على هذا النصيب !!
فقالت : الحمد لله , ولكن هي مجرد حسرات نقولها على سبيل الفضفضة عن النفس .
جاءت الأم تخطوا بخطوتها الكبريائية وهي شامخة الرأس مُنتصبة القامة
وعندما رأتهم يجلسون في هذا الوضع المتواضع
صُعقت من هذا المنظر .. وصرخت بأعلى صوتها
ماذا تفعلون أنتم ؟
هل وصل بك الحد يا أبا سعيد أن تجلس أرضاً وتجعلنا أضحوكةً للخدم ؟!!
فقال : تعالي شاركينا الطعام , سوف لن تندمين أبداً , سوف تتذكرين أيام الطفولة عندما كُنا نجلس مجموعة أطفال مع جدتكِ وأمكِ في الصباح الباكر على تلك الحصيرة الزرقاء
أتذكرين ؟
فصرخت قائلة : لا أريد أن اذكر شيء , لا أريد أن اذكر شيء .. وذهبت تصرخ بكلام مُبهم وتتمتم بأن هذا الوضع لا يُطاق ..!
سألت الفتاة والدها , وقالت : لماذا تصرخُ أمي يا أبي ؟
فقال : هذه أمكِ منذُ أن عرفتها بزيها المُخملي , تغيرت كثيراً عن كونها تلك الطفلة التي أحببتها عندما رأيتها تعيش بين الدجاج والطيور والماعز في بيت جدها !!
فقالت : ولماذا تزوجتما إذاً وأنت غير مُقتنع بحالها هذا الذي لا يُشبه طفولتها
فقال : هو النصيب يا ابنتي , هو النصيب الذي ألقاني في حفرة النار هذه !!
سكتت الفتاة , وأكملا إفطارهما سوياً على الأرض بتواضع وقناعة منهما الاثنين بأن التواضع سمة رائعة في شخصية الإنسان مهما علا قدره بين الناس
مرت الأيام مُسرعة كالبرق , وتم التحضير للزفاف وكانت الفتاة على وهبة الاستعداد للسفر مع زوجها
وكان يومُ السفر , ودعت الفتاة أبيها وأمها في مشهدٍ تملاُه دموع الوداع إلى آجل وواقعٍ غير معلوم
أخذ الشاب الريفي زوجته المُدللة إلى قريته الريفية حيث يسكن هو وأهله , بين الماعز والإبل .. وفي بيتٍ قروي بُني من الطين لم تكن تتوقع أن تسكُن فيه يوماً بعد أن عاشت طفولتها في ذلك القصر الكبير
وبينما هما يسيران في الطريق .. أحبت أن تسأل زوجها عن أسلوب حياتهم في القرية
فقالت : حبيبي هل لي أن تُخبرني بحياتكم قليلاً لأرى هل ستكون مُناسبة لي أم لا ؟
فقال وعينيه تملأنها الغرابة وبصوته الجهوري : أسمعي يا امرأة لا تقولي لي تلك الكلمة مرة أخرى ( حبيبي )
فأنا رجُل احترميني وناديني باسم رجُل قولي يا ( مطلق ) أو يا أبو زيد !!
فقالت : لكنك زوجي الآن وحبيبي , والكلمة لا تعني عدم الرجولة و .....
فقال : لا تُجادليني نفذي فقط ما أقول ودون أي أسئلة , أنا رجُل ولا أعرف هذا الكلام السخيف , أفهمي يا امرأة !!
فقالت في نفسها : منذُ البداية فشلت في إقناعه , كيف لي أن أُقنعه بطريقة لبسي وأكلي ونومي واستيقاظي , أوووه يا إلهي ساعدني !!
فقال : كنتُ أريد أن أُجيبكِ على السؤال , لكنك أثرتي أعصابي بكلامكِ الحضري !!
أنظري .. حياتنا اليومية يا أم زيد أطال الله في عمركِ , تبدأ منذُ آذان الفجر إلى حدود المساء
وحين الاستيقاظ الباكر , وبعد الصلاة تقوم والدتي بتحضير القهوة وبعض التمر
ونجلس سوياً نتحدث إلى حدود الساعة ومن ثم تذهب أمي لصُنع الخبز على الصاج , وأنا أذهب إلى زريبة الماعز لأطعمها وأسقيها وأهتم بها
ومن ثم أعود إلى البيت لتناول الإفطار , وبعد ذلك أخرج لأسرح بالحلال وآتي بالحليب لأمي لتصنع منه الزبد اللذيذ
أبقى في المراح إلى حين وقت الغداء , أتناول الغداء مع أمي الحبيبة وأعود مرة أخرى إلى حيث ماعزي وإبلي
ولا أعود إلا حين قرب غياب الشمس .. لأجد أمي وضعت لنا العشاء بعد صلاة المغرب
وأذهب إلى فراشي , لأخلد إلى الراحة والنوم .. لكنني لا أخبئ عنكِ أنني رجُل شاعر
وأدندن بعض الأبيات قبل النوم وأجرها في موالٍ يُبكي الإبل لو سمعته !!!
هذا هو يومي , إلا في يومِ الجمعة أذهب إلى سوق المواشي أحيانا لأبيع بعض الأغنام , أو أشتري العلف !!
ما رأيكِ هل حياتنا جميلة , أنا أكيد أنكِ سوف تُحبينها جداً ؟
فقالت وعينيها يملاُها النوم : حسناً لنرى ماذا هُناك أيضاً .. هل وصلنا إلى القرية ؟
فال : لا ليس بعد , تبقى القليل .. نامي وأنا أيقظكِ عند الوصول .
فغفت الفتاة مُرهقة في السيارة القديمة التي تصدر أصوات مُزعجة كواقعها المُزعج لحلّمها المُخملي !!
وبعد أن مشوا مسافةً من الزمن , وصلوا أخيراً إلى القرية وكانت الصدمة !!!!!!!!!!!!!!

يتبع ( الجزء الثاني )






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية