العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > منتدى القصص والروايات
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-01-2012, 01:26 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
► . انها ...قصة ...حكمة....للبيع.....



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...



من المقالات المفيدة والقيمة


مغترب


"
بَسْ دقيقة"كنت أقف في دوري على شباك التذاكر

لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم،
وكانت أمامي سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر
وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية:
الناس ينتظرون،
أرجوكِ تنحّي جانباً.
فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال،
وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة،
فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر
وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة،
وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.
قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة.
وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها
بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.

اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني،

فتوقعت أنها تريد أن تشكرني،
إلا أنها لم تفعل،
بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي
وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق،
فقالت لي بصيغة الأمر: احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها.

كان الأمر غريباً جداً

بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل.
بدون تفكير حملت لها حقيبتها
واتجهنا سوية إلى الحافلة،
ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها
لأنها كانت قبلي تماماً في الدور.

حاولت أن أجلس من جهة النافذة

لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة
وأقسم بأن يمحو جميع ألوان الطبيعة معلناً بصمته الشديد:
أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن!
لكن السيدة منعتني و جلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف، فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً،
إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه،
وطالت التفاتتها دون أن تنطق
وأنا أنظر أمامي،
حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها،
فالتفتُ إليها.
عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك
.
-
صبري على ماذا؟

-
على قلة ذوقي. أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.
-
لا أظنك تعرفين، وليس مهماً أن تعرفي
.
-
حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين
.
-
الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك
.
-
عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو،

فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك؟
-
هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي؟
-
إنها حكمة. أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة.
-
وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة؟

-
لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه،

ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.
أخرجتُ اليورو من جيبي ووضعته في يديها

وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها.
لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي.
مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة،
لكنني لن أسألها عن شيء،
أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها.

أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود

وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة،
جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار.
أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي،
إلا أن سائق التكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحد زيادة،
فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة،
ولم أكن أدري أنه ممنوع.
أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك،
حيث دفعت عني دون أن أطلب منك.
الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط،
سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.

قاطعتُ المرأة مبتسماً:

أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك،
لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ؟
أين الحكمة؟

- "
بَسْ دقيقة".

-
سأنتظر دقيقة
.

-
لا، لا، لا تنتظر. "بَسْ دقيقة"... هذه هي الحكمة
.

-
ما فهمت شيئاً
.

-
لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال؟


-
ربما.

-
سأشرح لك:

"بس دقيقة"،
لا تنسَ هذه الكلمة.
في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً،
عندما تفكر به وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار



أعطِ نفسك دقيقة إضافية،








التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:53 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية