العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > المنتدى الثقافي
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-03-2009, 12:16 AM   رقم المشاركة : 1
الهدار
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية الهدار
بشكيريا : إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية التي يبلغ عدد المسلمين فيها 20 مليون مسلم

إن ملف قضية الأقليات الإسلامية ملف مؤلم, يبعث على الحسرة في النفوس, إلا أننا لا نملك إلا الاستمرار في فتحه وتسجيل كل ما يصل إلى مسامعنا أو يقع تحت أيدينا مما يفيد في تلك القضية المصيرية بالنسبة لأمة المليار, علّه يكون شاهد عيان, ففي وقتنا الحاضر في عصر السماء المفتوحة والفضائيات لا يستطيع المسلم أن يهرب من أنباء الاضطهاد والمذابح والقهر والتعذيب التي تتعرض لها الأقليات الإسلامية في شتى أنحاء العالم, سواء صغر حجمها أو كبر؛ فمن فنلندا وبلغاريا وكندا والسنجق, إلى الأباظة وأبخازيا, واليوم في بشكيريا, فهل هناك من يعرف تلك الديار؟! وهل هناك من يشعر بما يعانيه أهلها من نقص الدعاة والفقر والجهل بتعاليم الدين والتفكك والبعد عن سائر مسلمي العالم؟! فهيا بنا إلى أقاصي الدنيا حيث جمهوريات روسيا الاتحادية لنتعرف أحوال مسلمي بشكيريا.



· بشكيريا: هي إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية التي يبلغ عدد المسلمين فيها حوالي 20 مليون مسلم من عدد سكان روسيا البالغ نحو 156 مليون نسمة.



· العاصمة: أوفا.



· المساحة: 143 ألف كيلومتر مربع.



· عدد السكان: 4 ملايين نسمة، نسبة الروس منهم 39%, و28% تتر, و22% بشكيريون.



· عدد المساجد: أكثر من 34 مسجدًا.



· وهناك حوالي 80 مؤسسة ومجموعة من المسلمين غير مرخصة رسمياً تعمل في مجال الدعوة.



دخل الإسلام بشكيريا في عهد الخليفة العباسي 'المقتدر بالله', الذي أرسل سفيره أحمد بن فضلان إلى هذه البلاد، وكان أهلها يعبدون الأوثان والطبيعة, ومن هذه الزيارة بدأ دخول أهلها في الإسلام, وأصبح أغلب سكانها مسلمين في القرن الرابع عشر الميلادي في عهد 'أوزبك خان'، ثم احتلتها روسيا القيصرية عام 1553م.







وقد عانى السكان البشكيريون المسلمون في العهد القيصري الروسي - والذي امتد من القرن السادس عشر الميلادي وحتى قيام الثورة البلشفية في روسيا في مطلع القرن العشرين - من الضرائب وإعطاء الأرض للمهاجرين الروس ومحاولة صرف المسلمين إلى النصرانية وهدم المساجد وتحويل أعداد منها إلى كنائس, وكان يتولى شئون المسلمين في عهد القياصرة والعهد الاشتراكي المفتي الذي كان موظفًا حكوميًا.



وعلى الرغم من أن الحرب الأهلية التي خاضتها روسيا ما بين 1918م إلى 1920م أسفرت عن منح الحكم الذاتي لجمهوريات وأقاليم بداخلها، كان أولها بشكيريا في مارس 1919م, إلا أن في ذلك العهد السوفيتي الذي امتد من 1917م إلى 1985م مورست ضد الإسلام شتَّى صور الاضطهاد من صنوف القهر والتعذيب، والتشريد، والتهجير الإجباري، وتقسيم أراضيهم والاقتطاع منها، وتهجير الروس والأوكرانيين إليها، بهدف تغيير التكوين 'الديموغرافي'، والعرقي، والديني لهذه الأقاليم.







ومن ناحية أخرى فرضت على المسلمين اللغة الروسية كلغة رسمية، وكلغة للتعامل في كل نواحي الحياة, فانفصل معظم المسلمين عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وعن كتب الفقه التي لم تكن مكتوبة باللغة الروسية, وصار من بقي من علماء المسلمين يعلّمون الإسلام سرًا لمن يتيسر له ذلك.



وبعد انتهاء العهد السوفيتي فتحت الأبواب للدراسات الإسلامية، وأعيد بناء وترميم المساجد, وبنيت الكثير من المساجد الجديدة في كثير من الجمهوريات التي مُنحت حكمًا ذاتيًا ومنها بشكيريا، كما تدرس العلوم الدينية في المساجد, إلا أن المأساة تكمن في عدم تلقي مسلمي هذه الجمهوريات الدعم القادر على إحداث عودة الروح إلى جسد الإسلام الهزيل فيها.



ومن المعلوم أن هناك إدارة دينية في بشكيريا تأسست عام 1788م وتقوم بواجبها في مجال الإفتاء، والمفتي من خريجي المدرسة الدينية في بخارى.



ويجدر بالذكر أن اسم جمهورية الذي أطلقته روسيا على دول القوقاز ومنها بشكيريا ليس إلا مجرد اسم، والواقع المر أنها مستعمرات روسية يدير شئونها موظفون من موسكو؛ ولهذا فإن سياسة روسيا تعتمد على أن يكون السكرتير الأول والثاني في كل جمهورية من هذه الجمهوريات الإسلامية روسيًا وليس محليًا.







وتتعامل الحكومة الروسية مع المسلمين في بشكيريا معاملة يمكن أن يقال عنها: إنها جيدة, إلا أن المسلمين هناك يعانون من هجوم شرس تشنه وسائل الإعلام التي يسيطر اليهود على 25% منها, والتي تنقل الصورة المشوهة للإسلام كما تنشرها وسائل الإعلام الغربية.



وتعاني بشكيريا من عدة مشكلات؛ فعلى الرغم من وجود عدد كبير من المساجد - وهي المصدر الأساسي لنشر الإسلام وتعليم المسلمين من البشكيريين أمور دينهم - إلا أنها تخلو غالبًا من الأئمة المؤهلين لأَنْ يقوموا بالدعوة الناجحة, فيترتب على هذا أن المساجد تخلو من زائريها.



كذلك فالأمر الذي يعيق الدعوة هو أن أفكار كثير من الناس ما زالت مادية، ولو اعترفوا ببطلان تعاليم الشيوعية فهؤلاء الناس هم المدرسون والأساتذة والمفكرون، أي الذين يقومون بتربية النشء، أما أهل الدين فهم أنفسهم بمثابة الطلاب.







ومن أكثر المشكلات وضوحًا قلة المسلمين المثقفين الذين في وسعهم تبليغ مبادئ دينهم للناس على المستوى الواجب، وتولي المناصب القيادية، ليحل محل الأساتذة الملحدين في الجوامع والمدارس الثانوية وفي المؤسسات الاجتماعية الأخرى، لذلك يجب على مسلمي بشكيريا ألا يحصروا الدعوة الإسلامية في المساجد التي أصبحت وكأنها متاحف لا يُتردد عليها إلا للتعرف على حياة الأجداد القدامى.



كما تعاني المنظمات والمؤسسات الإسلامية هناك من نقص الدعم العربي والإسلامي لهم, وخاصة في المجال الثقافي والتربوي, وتواجه عقبات جمة في سبيل نشر مشروعها الحضاري؛ إذ لا توجد صحيفة تبسط مشروعهم الفكري، ولا قناة تليفزيونية توزع أفكارهم؛ ما يجعل تلك المنظمات في حاجة إلى دعم مادي ومعنوي من أجل أداء رسالتها على أكمل وجه.



وهناك حاجة للدعاة والمعلمين من العالم الإسلامي لنشر الثقافة الإسلامية ونشر وترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الروسية وإيصالها للسكان في هذه البلاد.



ومن الضروري أيضًا أن يتم البحث مع مسلمي بشكيريا وغيرهم عن خطوات لبدء عمليات دعم حقيقي وبنّاء على كافة الأصعدة، وخصوصًا أن عمليات التنصير تنشط يومًا بعد يوم, وقد أجاد اليهود كذلك تفعيل أقلياتهم في كل دول العالم ومنها تلك المنطقة، وذلك عن طريق المخططات الماكرة والاستعانة بالقنوات الفضائية في تقديم المعونة، فليس أقل من أن تقتطع ساعات فضائية على قنوات إسلامية وعربية لتوجيه برامج دينية ودعم ديني وروحي إلى الشعوب الإسلامية في تلك المنطقة, وخصوصًا أن هؤلاء قد عاشوا مآسي متتالية, وما زالوا يعانون وسط الشيوعية الملحدة والصليبية الحاقدة.



وهكذا أرجو أن أكون قد وفقت في عرض صورة واقعية عن إخواننا من مسلمي بشكيريا, وبذلك يسهل على كل مسلم خفي عنه أمر هؤلاء الأحبة أن يعرف من هم وما هي أحوالهم وما هي احتياجاتهم, لعل كل من يملك القدرة على مساعدتهم أن يمد يده إليهم مبتغيًا وجه الله ونصرة الإسلام والمسلمين.



وأخيرًا.. هذه بعض أبيات من الشعر تنطق بلسان حال أمثال هؤلاء الأحبة من أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله:













عمـاه ما للمسلـمين لأمـرنـا
أنا من حملت الدين بين جوانحي
لو كان ما بي في اليهود لأقـبلت
أو كان ما بي في الصليب لأقبلت
لكننـي بـالله أطـلب عـزتـي
فعقيدتي بين الضـلوع حمـلتها
عماه قـل للمسلمـين: ترقبـوا









وكأنهم عن كل حس جُردوا
فلأجله دون البقية أُطردُ
من كل ناحية يهود تحشدُ
أقوامه ضد العدو تسددُ
فهو الذي يعطي الجميع وينجدُ
فأنا برغم مصائبي أتجلدُ
فالنصر آتٍ والإله مؤيدُ












وإلى الملتقى على طاعة الله, وفي سبيل رفع راية الإسلام, مع قطر جديد من أقطار الإسلام


قرأته ونقلته للفائدة






 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:40 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية