من حوادث اليوم العشرين من رمضان فتح مكة المكرمة سنة ثمان للهجرة على يد النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك أن قريشاً نقضت العهد الذي بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعانت بكراً على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على خلاف ما اتفقت عليه وتعهدت به، فلما بلغ الخبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالتجهز، وكتم أمره عن قريش حتى يفاجئها فلا تقاوم، رغبة منه صلى الله عليه وسلم بتجنب سفك الدماء في الحرم.
واستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع من أسلم من القبائل فجمع بذلك جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل توجه به إلى مكة وقد كان خروجه من المدينة لعشر من رمضان سنة (8).
ولكنها لم تتوقع أن يهاجم مكة ويقصدها، لذلك بقيت بلا استعداد حقيقي مناسب، حتى حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأمر أصحابه في الليل أن يوقد كل امريء منهم ناراً.
وكانت قريش تنتظر رداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم على غدرها ليدخل الرعب في قلوب المشركين ، وفعلاً فقد ارتاعت قريش وأسقط في يدها، فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر مكة فلم تستطع حراكا.
وقبيل دخول جيش المسلمين مكة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي:
ـ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن أغلق بابه دونه فهو آمن.
ثم تحرك جيش المسلمين نحو مكة، فدخلها من طرفيها، ولم يلق مقاومة تذكر
والتقى طرفا الجيش الإسلامي في صحن الطواف في المسجد الحرام حول الكعبة، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت، ودخل الكعبة فصلى فيها، ثم خرج فوقف على باب الكعبة وقريش تنظر إليه بم يأمر فيها فقال:
ـ يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟؟
قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم!!
قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء.!!
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزال الأصنام من الحرم ، وأن يصعد بلال فوق الكعبة ويؤذن وقال:
ـ لا هجرة بعد الفتح.
وبفتح مكة سقطت دولة الشرك في جزيرة العرب واستعاد المسجد الحرام مكانته، وتبوأ الإسلام سدة الحكم.
وقد ذكر بعضهم أن فتح مكة كان قبل العشرين من رمضان، لكن الأشهر ما ذكرناه.