تجاوزت سوق الأسهم السعودية، عقبة قرار "اعلان أسماء كبار الملاك"، الذي بدء تطبيقة اليوم السبت 16-8-2008، حيث شهدت السوق جواً من الارتياح بين أوساط المتداولين، دفعهم للأقبال على التعاملات بشكل ايجابي نسبياً، عقب الأيام الصعبة التي عاشتها السوق خلال الأسبوعين الماضيين، وتكبدتها خلال الأسهم خسائر قاسية، بلعت نحو 600 نقطة على مؤشر السوق العام، فيما وصف تداولون التقتهم قناة العربية القرار بـ "الصائب"، وأنه سيساعد على تعزيز الشفافية ويحد من التلاعبات، وتحفظ توزان السوق، وإن كان بعضهم يرى أن الوقت لم يكن مناسباً لتطبيق القرار، الذي تزامن مع فترة الصيف.
وارتفع المؤشر العام في جلسة اليوم بنسبة 1.75% تعادل 143.33 نقطة، ليغلق على 8331.63 نقطة، وبلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 161.7 مليون سهم، بتنفيذ حوالي 172.7 ألف صفقة تقريباً، بلغت قيمتها حوالي 5.3 مليار ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال).
قائمة متوقعة
وجاء في صدارة قائمة كبار ملاك أسهم الشركات المدرجة بالسوق السعودية، صندوق الاستثمارات العامة المالك لحصص أكبر من 5% في 18 شركة، تلاه المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ثم محفظة استثمار شركة "سابك" في المركز الثالث.
وجاء الأمير الوليد بن طلال في المرتبة الرابعة على مستوى السوق، وفي المركز الأول على صعيد المستثمرين الأفراد، تلته أسهم الحكومة في رأسمال شركة الكهرباء، ثم سليمان بن عبد العزيز الراجحي، أما المؤسسة العامة للتقاعد فحازت على المركز السابع.
من جانبه أكد عضو جمعية الاقتصاد السعودية محمد العمران، أن قائمة كبار الملاك التي أعلنتها "تداول" لم تشهد أية مفاجآت، مضيفاً "معظم الأسماء التي ذكرتها القائمة كانت معروفة ومتوقعة، وهو من المستثمرين طويلي الأجل بالسوق السعودية، القئمة خلت من أسماء المضاربين المعروفين".
وأشار العمران إلى أن الصورة الآن ايجابية وواضحة أمام المتداولين في السوق، حتى بالنسبة للمضاربين، متوقعاً حدوث انتعاشة في السوق خلال الفترة المقبلة، مع عودة المضاربين لنشاطهم.
وشدد على أن الاعلان عن تطبيق القرار قبل اسبوعين من قبل "تداول" ساهم في احداث ضغط نفسي على السوق، كبدها خسائر كبيرة وانهيارات سعرية، على مدار الفترة القليلة الماضية، نتيجة لتفاعل المتداولين مع القرار بشكل أكبر مما يستحق ومبالغ فيه للغاية.
جاذبية الاستثمار
وأوضح العمران أن حصول المؤسسات المالية والخليجية على حصص كبيرة في الشركات المدرجة بالسوق، يدل على جاذبية الاستثمار في السوق السعودية.
واعتبر عضو جمعية الاقتصاد السعودية تركي فدعق أن اعلان أسماء كبار الملاك في الشركات المدرجة، خطوة أولى أمام السماح للاستثمارات الأجنبية بالدخول المباشر لسوق الأسهم السعودية، حيث ستزيد هذه الخطوة من الشفافية في السوق.
وأضاف "هذه القرار سيحد من سلبيات ومخاطر فتح السوق السعودية أمام المستثمرين اللأجانب، ينبغي على صندوق الاستثمارات العامة أن يقوم بدور صناع السوق حالياً".
وتوقع فدعق أن تشهد سوق الأسهم السعودية "أياماً خضراء" على حد وصفة خلال الفترة المتبقية من العام الجاري 2008.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي الدكتور خالد المانع إن كبار المضاربين في السوق السعودية خرجوا خلال الأسابيع القليلة الماضية، من أسهم الشركات التي يمتلكونها ولم يبق بها سوى بعض "المتعلقين" من صغار المساهمين.
وأضاف المانع في حديثه مع صحيفة "الوطن" السعودية "عدم احتواء أسهم بعض شركات المضاربة على أسماء كبار الملاك يدل على خروجهم في الخيار الأول وهو الأقرب، ويدل أيضا على توزيع أسهمهم على عدة محافظ وهو خيار ثان ضعيف"، مشيرا إلى أن إحدى الشركات المتداولة في السوق والتي ليس لها رأسمال ضخم تحتوي على أكثر من 20 ألف مساهم وهو رقم عال جدا.
ولفت إلى أن تعاملات السوق شهدت خلال الأسابيع الماضية ارتفاعا في حدة الشائعات أبرزها ما تردد حول دخول بعض كبار المضاربين في أسهم شركات المضاربة، إلا أنه أكد "إعلان القائمة فند تلك الشائعات، مما رفع مستوى الشفافية في تعاملات السوق".