يا صديقي
يا زهرة الفرح في طريقي
يا تراتيل الطبيعة
يا نداءاتي الكثيرة
ياكوكباً ملئ حبّ
يا منجماً من ذهب
كن صديقي , يا صديقي للأبد
الصداقة
هي ملاذنا الدافئ من أقدارنا المخيفة
هي الضياء , حين تتوشح أيامنا أجواءاً كئيبة
هي منبع الإحساس بجمال الدنيا الفسيحة
هي ذلك القرب القريب , وذلك العهد الوثيق وذلك الحبل الغليظ
للحياة الرحيبة
فيا صديقي .. كن بقربي
ما أجمل الحياة حين يكون لنا قلوباً اجتمع طهر الدنيا بداخلها
فما إن نصاب بضيق .. نهرع إليهم باكين شاكين ..
ليدفئونا ببلسم حروفهم ..
حقاً .. إن الصداقة كنز .. قلّ واجدوه
مالي أرى غصني قد شاح وتكسّر
مالي أراه شاحباً , خالياً من كل لون .. سوى الرمادية القاتلة !
هل لأن القطار أعلن الإستعداد لرحلة طويلة ؟
أتراه الخوف من مرأى الأرواح الميّتة على المحطة حين يودعونا ..؟
هل سأبكي ؟ أم سأصرخ ؟ أم سألجم بالسكوت ؟
صديقتي ..
قولي للقطار أن ينساكِ عندي ويرحل بعيييييداً عنا
أو خذيني معك .. خبئيني بين أمتعتك ..
أوآآآه ياقلبي ما أضعفك ..
أيا رباه ..
مزيد صبرٍ يا إلهي ..
ففراقها زلزل أركاني
وجودكِ بجانبي يا صديقتي .. لوّن حياتي
كوني معي دوماً ..
فأنتِ الحياة , أنتِ الحياة , أنت الحياة الملونة
امتنّ للأقدار كثيراً حين جمعتني بكِ
وعجبتُ من هذا التآلف العجيب للأرواح ..
فقد أصبحتي مني ..
وقد استقريتي داخل أعماقي ..
وحفظكِ عقلي مصدراً لكل جمال في حياتي
وانتي معي .. كن الأغاني على سمعي تتردد
( الدنيا حلوة وأحلا كتير )
وانتي معي .. كن ثياب الحياة بكل يوم تتجدد
ثوب الفرح , ثوب السعادة , ثوب الهنا
وانتي معي .. خلك معي لاترحلين
ياصديقي ,
يا بعد نبضة وريدي
يا عضيدي , ياطيور السعد في وقت عيدي
لا تفارقني دقيقة ,
وتغدي نفسي غريبة ,
لاتفارقني ثواني ,
وتضيع السفن المواني
يا صديقي ..
أنت مركب النجاة ..
أنت نبض الحياة ..
أحتاج لروحك كثيراً ...
هلاّ مكثت بالقرب مني ؟
أزهار الحياة أنتم يا صديقاتي ..
وبسلم الجراح أنتم يا صديقاتي
وشفاء الروح بسماتكم ..
وهناء النفس مرءاكم ..
يعز على القلب فراقكم ..
يتبع