دَائِماً الإنسَان يَرضَى بالقَلِيل فِي حَال لم يحصُل على الكَثِير وهُنَا أقصُد أنَّ المَرأة
ترضَى بالزَّوج الكَبِير والمُتَأهّل فِي حَال لم تجِد شَاب صَغِير غير مُتَأهُّل ..
أنَّهَا سُنَّة الحَيَاة فهَل نَعتَرِضُ عَلَيْهَا؟!
مَرَّة أخرَى .. نحنُ نَتَمَنَّى أن تكون لَدَينَا سِيَّارَة فَارِهَة نَتَبَاهَى بِهَا أمَام أصدِقَاءُنَا
نُفَاخِر بهَا أمَام أحبَّاءُنَا .. ولكن فِي حَال لم نحصُل عليهَا .. وَلأي سبب ٍكَان ..
فأنَّنَا نَرضَى بِسِيَّارَة قَدِيمَة مُهتَرِئَة ..
المهُم أنَّهَا تُحقِّقُ المُرَاد تَسُدّ جزءاً من الحَاجِيَات تُوصِلنَا إلَى حَيثُ يجِبُ أن نَكُون
إلَى مَكَانُنَا الطَّبِيْعِي .. حتَّى الفَتَاة فَأنَّهَا وَحِينَمَا يُضرِبهَا الجُوع العَاطفِي ..
بعد مُنتَصَف الليْل .. وخُلتُكَ تَعرِفُ ما أعنِيهِ ومَا أرمِي إلَيهِ بِالتَّحدِيْد فأنَّهَا تَبحَثُ
عَن كَسْرَة ُخُبز هُنَا أوهُنَاكَ .. لِتُسِدُّ بِهَا جُوع بَطنِهَا الخَاوِي ..
ويَكفِي أن يَكُون مَعهَا كُوب مَاء صاف ٍ خَال ٍمن اي شَيء .. المهُم ألاّ تَنِمُ جَائِعَة
ألَيسَ هَذَا هُوَ الوَاقِع الَّذِي لامَنَاصَ مِنْه؟!
صَحِيح أنَّ كُل فَتَاة تَرغَب فِي أن يكُون زِيجُهَا مُلكاً لَهَا وألاّ يُشَارِكهَا فِيه إنسَان
لأن طَبع الإنسَان حُب التَّمَلُّك وَالتَّفَرُّد لكِن ايِّهمَا أفضَل وأخَفُّ وَطأة عَلَى النَّفس
أن أظِلّ ( عَانِسَاً ) لاعَرِيْس ولا وَنِيس ..
أو أقبَل بِزَوج .. نِصْف زَوج يُحقِّقُ لِي مُرَادِي وَيُطفِيءُ رَغبَاتِي القَابِلَة للإنفِجَارُ
فِي اي لحظَة من اللحَيظَات؟!ّ
صدقنِي أخِي (مَلِك الإحسَاس) أنَّ المَرأة لايهمهَا من يكُون الزوج فِي حَال طافَهَا
قِطَار الزوجِيَّة وشَارَفَت على سُن الأربعِين بكثر مايهمّهَا أن يكون لدَيهَا زَوج
حتَّى وإن كَان فِيهِ عَيب شَرعِي .. أو إعاَقَة مُستَدِيمَة .. أو عَاهَة تُعِيقُه ..
عَن بعض مهَامه الحَيَاتِيَّة والدُّنيَوِيَّة؟!
بِدَلِيل أنَّ هُنَاكَ عَدَد كَبِير من ( الطَّبِيبَات ) والموظّفَات مِمَن أفنَوا جُل شَبَابهُن ..
وأوقَاتهُن فِي تَحصِيل عِلمهُن نَجِدهُن يعرضِن أنفُسهُن عَلى الشَّاب للزَّوَاجَ مِنهُن
وأنهُن عَلَى إستِعدَاد تَام للمُسَاهَمَة مَعهُم فِي تَكَالِيف الزَّوَاج وَإيجَار المَنزِل ..
وكُل مِستَلزمَاته الحَاضِرَة وَالآنِيَة؟!
ولا أبَالِغ إن قُلت أنَّ البَعض مِنهُن وَصَل فِيهَا الأمر إلَى أن تُقدِّم سَيَّارَة لزَوجهَا
كَهَدِيَّة بَسِيطَة فِي حَال عَقد القِرَان ..
وقد ينظُر البَعض لمِثل هَؤلاء النِّسوَة .. على أنهُن ( ذَلِيلات ) لاكَرَامَة لهُن ..
وإن أرَدت الحَق فهُن عَكس ذلك بل يَرِدنَ أن يحصنن أنفُسهُن مِمَا تخبأه الأيَّام
وصرُوف الليَال المُوحِشَة .. حَيثُ الوِحدَة القَاتِلَة .. حَيثُ الجُدرَان الصَّمَاء
أمَّا بالنِّسبَة للعَدل لَدَى الأزوَاج ..
من حَيثُ إعطَاء كل زِيجَة حَقَّهَا الشَّرعِي سِوَاء من نَاحِيَة الصَّرف المَادِّي ..
أو الضَّرب فِي المَضَاجِع وَالدَّلال وَالرَّغبَات الأخرَى وأخَالُكَ أدرَى منِّي بِهَا ..
فَأنَّ الأيَّامُ كَفِيلَة بِتَحقِيقُهَا فِي حَال التَّفَاهُم بِإرِيحِيَّة تَامَّة دُونَ تَعَصُّب وَمُغَالاة؟!
/
/
إنتـَــر
نعم ..
هناكَ من قالَ ولَم يَزَل؟!
لو كان الحُزنُ رجُلاً لقَتلته؟!
وقد فتحت هذه الجُملَة البَاب لِخَيَالِي؟!
لو كانَ الحُزن بحراً لَرَدَمتُه؟!
لو كانَ نهراً لجَفَّفتُه؟!
لو كَانَ غَابَة لأحرَقتُه؟!
بل ولَو كَان كِتَاباً لمَزقتُه؟!
/
/
وإلى آخِر نُقطَة غَضَب ..
نُطفِيءُ بِهَا نَارُ الحَسْرَة؟!
ولكننا نجهَلُ الحَقِيقَة؟!
نجهَلُ أن الحُزنُ كَلِمَة ..
أقوَى بكَثِير من أن ننتَقِمُ مِنَهَا
ونحذُفهَا من قَامُوس المَشَاعِر؟!
/
/
الحزن لحظَة نحتاجها ..
ونتوقَّفُ لهَا فِي أغلَبُ الأحيَان.؟!
لِنُعِيدُ فِيهَا حِسَابَاتُنَا!!
فلولاها ماعرفنا طَعم السَّعَادَة ..
والفَرَح؟!
الحُزن دمعَة تُلَوِّنُ أيَّامُنَا؟
حتى لو كان لونها ( أسوَد )؟!
ألانعلم أن اللون الأسوَد من أهم الألوَان؟
/
/
الحزن والفرح مُتلازِمَان ..
شَقِيقَان ..
توأمَان ..
ولِدَا فِي لحظَة وَاحِدَة؟!
/
/
فلولا الخَوف ..
ماعرفنا الطمأنِينَة ..
والرَّاحَة؟!
ولولا ( الشَّرقِيَّة ) ..
وياعُمرِي عليها!!
لما كان للرِيَاضُ ..
وَالغَربِيَّة وجُود؟!
.