كانت الليلة الماضية زيتية,في الحي اللاتيني رأيتها,كانت مع ابيها واخيها الصغير على ما اعتقد,لا اعلم حقيقة هل هو ابوها الذي كنت اذكره ام انه زوجها ومن معها إبنها!!.نفس الخطوات كانت تخطوها,نفس الإلتفاته الساذجة التي تمارسها..والأغرب انه نفس الإبتسامه المفرطة في البرائة!!!
بالامس رأيتها وأعدت شريط الذكريات مضى الآن تسع سنوات على آخر لقاء...لقد كان لقاء بارد في احد مقاهي امستردام,كانت تود ان تقول شيئ,كنت اعلم انها تود ان تقول لن اراك بعد اليوم-هكذا اعتقدت-لكني لم افسح لها المجال لتتحدث.تركت اللحظات الذهبية تمر وانا كالثمل فيها..كانت صدمتي كبيرة حينما قاطعتني وقالت كلمات كثيرة نخرت بوجداني ولم انساها إلى اليوم!!
كاد ان يسقط هاتفي من يدي,لولى اني انتبهت لآخر لحظة,قررو ان يجلسو بأحد المقاهي,فقررت ان الحقهم واجلس فيه,والسبب اني لم اكن جازماً انها رأتني..دخلو وجلسو بالمقهى,وانا كالقط استدير امام المقهى واصطنع اني اقوم بإجراء مكالمة.
بعدما جلسو وعرفت مكانهم تماماً,دخلت وجلست في الطاولة التي امامهم(لا اعلم كيف قررت ان اجلس امامهم لكن هذا ما حدث بالضبط)...كانت لحظات غريبة,رعشة باردة تسري بجسدي على الرغم من ان الاجواء بباريس ليست باردة بهذا الوقت!!,المح طرف خدها من خلف كتف ابيها..جاء الجرسون واخذ طلباتهم,ثم عاد واخذ طلباتي,لم اكن اود ان اتسرع بالنظر إليها كي تراني,لا اعلم لماذا((شعور اشبه بإنتظار النتائج!!))..
جائت القهوة واخذت ارتشفها,المكان اخذ بالإمتلاء,والأصوات تتعالى..وفي لحظة زمنية معينة,اشبه بسرعة الصوت التي يتوقف فيها الزمن,إلتقت أعيننا ببعض...!!!!
نظرت-هي- إلى الأسفل ثم اعادت النظر مرة اخرى..ثم قامت بهذه السلوكيات اكثر من خمس مرات!! وانا مستمر واحدق بها بشده,لا اخفيكم انها لربما كان تحديقي بها حوالي 20 ثانية,لكنه طويل جداً على ممارسة التحديق..كنت حينما جلست في البداية ارى يديها ترتفع وهي تتحدث لهذا الشخص,لكني بعدما رأيتها ورأتني لم ارى إصبعاً واحداً مرتفع..
ذهب من معها إلى دورة المياه,واصبحت امامها بشكل مباشر,نظرت إلي مرة اخرى وتبسمت,عرفت حينها انها عرفتني,كانت إبتسامتها جنون وثورة كانت تهز رأسها يمنة ويسرة في دلالة على ترديد عبارة(سبحان لله بعد هالسنين شفتك؟؟؟)..ثم أشارت إلى النادل وطلبت منه شيئاً لم اعرف ماهو إلا حينما جاء به إليها,لقد كان قلم..تمتمت بيني وبين نفسي(لعلها تريد ان تعطيني رقمها,او لربما تود ان تلاقيني بمكان آخر لوحدنا!!)..اخذت القلم وكتبت على الورقة والطفل معها ينظر بكل سذاجة وبرائة إليها..طوت الورقة عدة مرات حتى كانت كحبة الخردل,ثم تحدثت من الطفل واشارت إلى مكان بجوار الباب وحينما كان ينظر الطفل رمت بالورقة فارتطمت بوجهي ووقعت على الطاولة..اخذتها ووضعتها بجيبي وانا مضطرب,وفي لحظة طلبت الحساب ومضيت قبل ان يخرج من كان معها,خرجت وضربات قلبي تتزايد,ماذا عساها ان كتبت لي؟؟؟..
فتحت الورقة بعد خروجي مباشرة ووجدتها قد كتبت هذه الكلمات((ترا انا ما نسيتك,وتراني احبك لها الحين,تسع سنين وانت لا حس ولا خبر,الوعد بكره قدام قهوة الفوكية الساعة تسع لا تتأخر,وترا نبي نقعد قدام الناس عشان انا ما احب الاماكن الخالية..على فكرة ترا اسمي نوف وللا انت ناسي؟؟؟!!)..
اخذت الورقة وطويتها واخذت اتمتم,لقد انتهى كل شيئ,لا وقت لدي الآن لتجديد الحب..لا اعلم هل من معها زوجها او غيره لكني لن اواعدها ولن اتقابل معها...لقد كانت ذكرى حلوة,تمنيتها يوماً ولكن هي لم تترك لي المجال,كنت اود ان اقول لها على غرار كلمتها حينما قال (على فكرة ترا اسمي نوف)كنت اود ان اقول(وعلى فكرة ترا انا حاولت أخطبك لكن انتي قلتي لازم تكون نفسك!!),لعل هذا ما نسته,او ربما تناسته!!..
لا مجال الآن لأي شيئ...رفعت الأقلام وجفت الصحف..وما اقساها من صحف مرت وستمر علي..
إستدراك:هذه اول مشاركة لي بهذا المنتدى واتمنى الا تكون الأخير.
تحياتي للجميع.