ويقولُ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : ( ما أنزلَ اللهُ الدَّاءَ إلاَّ وأنزلَ مَعَهُ الدواءَ ) .
أيها الإخوة ُالأكارمُ :
عندما يعودُ الطبيبُ إنساناً مريضاً , فإنهُ ينظرُ إلى الأعراض ِالتي تظهرُ على المريض ِ, ومن خلال ِنظرتِهِ إليها يَتـَوصلُ إلى الأمرِ الذي كان سبباً أوجدَ هذهِ الأعراضَ , ومن ثـَمَّ , فإنهُ يَصفُ العلاجَ للمريض ِ, هذا هوَ واقعُ التطبيبِ , وهكذا تكونُ المعالجة ُالطبية ُللأمراض ِالتي يتعرضُ لها الإنسانُ , وهو أمرٌ معلومٌ , نعم هذا صحيحٌ , ومن المعلوم ِكذلكَ أن منَ الأمراض ِأمراضاً مُعدية ًتنتشرُ في سائرِ أعضاءِ الجسم ِ, مما يَستدعي سرعة َالعلاج ِوصحتـَهُ خشية َاستفحال ِالمرض ِ, والذي قد يؤديْ إلى استئصال ِعضو ٍ فعـَّال ٍلا قدَّر اللهُ , أو يقضيَ على المريض ِنفسِهِ. وصدقَ من قال : درهمُ وقايةٍ خيرٌ من قنطارِ علاج .
إذن فلا بُد من العلاج ِقبلَ فواتِ الأوان ِ.
ونحنُ اليومَ أيها الإخوة ُالكرامُ :
أمامَ أعراض ٍخطيرةٍ فتاكةٍ , وهيَ وإن كانت لا تـَظهرُ على الأفرادِ , فإنها تظهرُ في المجتمعاتِ , أي تظهرُ على الناس ِ, وقد بدأت هذهِ الأعراضُ تظهرُ على أهل ِفلسطينَ ! وتظهرُ على أهل ِالعراق ِ, كما وتظهرُ هذهِ الأعراضُ بشكل ٍعامٍّ على كثيرٍ من بلادِ المسلمينَ , إن لم نقلْ كلـِّها ! وصدقَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إذ يقولُ محذراً : ( ما من قوم ٍيكونُ بينَ أظهرِهِم من يَعملُ من المعاصي هُم أعزَّ منهُ وأمنعَ مِن أن يُغيروا إلاَّ أصابَهُمُ اللهُ منهُ بعذابٍ ) .
فلماذا أيها الإخوة ُالأفاضلُ :
تنتشرُ هذهِ الأعراضُ وتتفشى ؟ والجوابُ: أن الأمراضَ تعمُّ وتطمُّ بسببِ الفتن ِ, والمعاصي التي تنتشرُ أيضاً مثلَ الأمراض ِ, تماماً كما تنتشرُ الأفعالُ الحسنة ُ, والعاداتُ الحسنة ُ, التي حَسَّنـَها شرع ُاللهِ سبحانهُ وتعالى وما جاءتْ بهِ سُنة ُرسول ِاللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ .
إخوتي في اللهِ وأحبتي :
هلمُّوا بنا نطببُ لأنفسِنا , ونطببُ لأهلِنا , تعالوْا بنا نطببُ لأهل ِفلسطينَ , فنرى أعراضَ المرض ِ, ونبينُ أسبابَهُ التي أدتْ إلى ظهورِ أعراضِهِ , ثم نحاولُ جاهدينَ أن نجدَ العلاجَ .
لأن الأعراضَ التي تـُصيبُنا اليومَ هي أعراضٌ رئيسية ٌ, مما يستوجبُ علينا أن نتكلمَ عن هذهِ الأعراض ِ الرئيسيةِ التي تظهرُ على حالتِنا .
والعارضُ الأولُ منها أيها الإخوة ُالعقلاءُ :
أن سُلط َعلينا شعبٌ من أرذل ِشعوبِ الدنيا قاطبة ً! إنهم اليهودُ : أصلُ كلِّ شرٍ, وأسُّ كلِّ قهرٍ, إذن فالتسليط ُهو العارضُ الأولُ , تسليط ُشعبٍ آخرَ علينا , يَسومُنا سوءَ العذابِ ويأخذ ُبعضَ ما في أيدينا !
والعارضُ الثاني :
خيانة ُحكام ِالعربِ والمسلمينَ , ونذالة ُزعماءِ فلسطينَ , الذينَ فرَّطوا بالأرض ِالطهورِ التي باركها اللهُ وباركَ ما حولـَها .
وأمَّا العارضُ الثالثُ :
فأنهُ وفي بعض ِالأحيان ِ, ولا أريدُ أن أُعمِّمَ أو أشملَ أقولُ في بعض ِالأحيان ِيكونُ بأسُنا بينـَنا شديدٌ وليس ذلكَ إلاَّ لعارض ٍألمَّ بنا , وكادَ أن يُصيبنا بمقتل ٍ.
هذهِ إخوتي في اللهِ وأحبتي هي الأعراضُ الرئيسية ُ.
والآنَ ما هيَ الأمراضُ التي حلتْ بنا بسببِ هذهِ الجرثومةِ المُعدية ؟ :
وما هو الفايروسْ الذي يسببُ ظهورَ هذهِ الأعراض ِ؟
وما هو المرضُ الذي أصابَ الناسَ حتى ظهرتْ عليهم هذهِ الأعراضُ الخطيرة ُالفتاكة ُ؟
والمتمثلة ُبتسليطِ الأراذل ِمن شرارِ الناس ِعلينا , وأن يكونَ بأسُ الناس ِشديداً بينهم , لا بُدَّ وأن يكونَ هناكَ ــ مثلُ الطبِّ ـ ولكن الفرقَ بينَ جسم ِالإنسان ِالفردِ أن فيهِ فايروس , أو كائن ٍجرثوميٍّ أو مايكروبيٍّ أو ما شاكلَ ذلك ,
وأما في حالةِ الشعوبِ والأمم ِوالناس ِوالمجتمعاتِ فهناكَ مرضٌ ما لا يَكونُ سَبَبهُ جُرثومة ًميكروبية ًوإنما أمرٌ آخرُ سببَ هذا المرض ِِ.
أن هذهِ العوارضَ التي تظهرُ على المسلمينَ بهذا الشكل ِقد جاءتْ أدلة ٌمنَ الكتابِ والسنةِ تـُبينُ أنها بسببِ معاص ٍيَرتكبها الناسُ , وأن ذلكَ المرضَ الذي أصابنا ما هو إلاَّ بسببِ هاتيكَ المعاصي .
وأريدُ أن أضربَ أمثلة ًفي عُجالةٍ حتى نبحثَ بمعيتِكـُم ونحاولُ أن نـُطببَ لأنفسِنا العلاجَ الناجعَ , ففي غزوةِ أُحُدَ ــ أُخذ َأهلُ أُحُدٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهم وأرضاهُم أجمعين , نعم , أُخِذوا لمَّا خالفوا أمرَ الرسول ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ , وهذا أمرٌ واضحٌ ومعروفٌ لنا جميعاً .
فسلط َاللهُ علينا من لا يَخافـُهُ ولا يرحَمُنا , فقد ضيَّعنا أماناتِنا , وفرَّطنا ببيتِ المقدِس ِعلى مرآى ومسمع ٍ من الجميع ِ, وكمَا هوَ معلومٌ فإن فلسطينَ أمانة ٌفي عُنق ِكلِّ مسلم ٍ.
وقد تنازلَ عنها شِرذِمَة ٌ قليلونَ من أهلهَا وسكتَ عنهمُ الكثيرُ كثيرا , فأنزلَ اللهُ العذابَ على المسلمينَ بسببِ معاصيهم , وأيُّ معصيةٍ أكبرُ من السكوتِ عنهم , أو الرِضا بحكمِهم , ونحنُ نراهُم وقد أقروا الزِنا من بابِ الحُريةِ الشخصيةِ , ففشت فينا الأمراضُ التي لم تكن في أسلافِنا من قبل .
وتركنا موازينَ القسطِ فأخـَذنا اللهُ بالسِّنينَ , وصدقَ عليهِ السلامُ إذ يقولُ مُبيناً : ( ليستِ السَّنة ُأن لا تـُمطروا بل ِ السنة ُأن تمطروا وتمطروا ولكن لا يَنبُتُ الزرعُ ! )
كيفَ لا !
وقد سُمُّوا بالدول ِالناميةِ ,
والفقيرةِ ,
والرجعيةِ والمتخلفةِ ,
والمُتسوِلةِ التي تعيشُ على المساعداتِ .
فلماذا كلُّ هذا أيها المؤمنون ؟!
لأننا تركنا حُكمَ رَبِّنا ,
واحتكمنا لأنظمةٍ طاغوتيةٍ جائرةٍ غربيةٍ غريبةٍ عنا ,
لا تـُمِتُّ لإسلامِنا بشيءٍ ,
وإنما تعملُ على وأدهِ والقضاءِ على أهلهِ ,
ونقضنا عَهدَ اللهِ وعهدَ رسولِهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبهِ وسلمَ ,
وخـُنا الأمانة َ!
وليسَ المقصودُ بالأمانةِ أن أُعيدَ الدِّرهمَ الذي اقترضتُ وحسب , كلا, فإنَّ الأمانة َأعظمُ من ذلكَ بكثيرٍ وأكبرُ, فكلُّ أمرٍ أُمرنا بهِ أمانة ٌوجبَ إقامتـُهُ , وكلُّ نهيٍّ نهينا عنهُ وجبَ تركه, وكلُّ تكليفٍ كـُلفنا بهِ وجبَ أداؤه , ففلسطينُ والعراقُ والسودانُ وأفغانستانُ ولبنانُ أمانة ٌوجبَ الحفاظ ُ عليها , والعملُ على توحيدِها في بوتقةٍ واحدةٍ تحتَ إمرةِ خليفةِ المسلمينَ , وعدمُ التفريطِ بها بحال ٍ,
وهذا كلـُّهُ من الأمانةِ.
إذن ! بسببِ ذنوبـِنا وتضييع ِأماناتِنا حلَّ بنا ما نحنُ فيهِ من ضنكٍ للعيش ٍوتداع ٍللأمم ِعلينا من كلِّ حدبٍ وصوب.
وأمَّا تضييعُ الأمانةِ أو جُحُودُها من قبل ِفردٍ فإن اللهَ لا يَأخذ ُالأمة َبذنبِهِ وقد ضيَّعَ الأمانة َ!
فهذا الفردُ له نفسُهُ وعليهِ وزرُهُ , ولكن عندما تكونُ الأمانة ُالمُضَّيعَة ُمن قِـبل ِمن زعموا أنهم يُمثلون الناسَ جميعاً ثمَّ سكتَ الناسُ عن ذلكَ , فقد صارَ هذا التضييعُ تضييعاً عاماً , لأنهُ معصية ٌأعاذنا اللهُ وإياكـُم منها .
نعم معصية ٌاشتركَ بها الجميعُ , إلاَّ من رحمَ اللهُ , وقد رويَ عن أمِّ المؤمنينَ أمِّ سلمَة َزوج ِالنبيِّ صلى اللّهُ عليهِ وسلمَ أنها قالت : سمعتُ رسولَ اللّهِ صلى اللّهُ عليهِ وسلمَ يقولُ : ( إذا ظهرتِ المعاصي في أمَّتي عَمَّهمُ اللّهُ بعذابٍ من عندِهِ , فقلتُ؟ يا رسولَ اللّهِ أمَا فيهم أناسٌ صالحونَ؟ قالَ : بلى , قالت : فكيفَ يصنعُ أولئكَ؟ قالَ : يُصِيبُهُم ما أصابَ الناسَ ثمَّ يَصيرونَ إلى مغفرةٍ من اللّهِ ورضوان ٍ) رواهُ الإمامُ أحمد .
ويقولُ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : ( ما أنزلَ اللهُ الدَّاءَ إلاَّ وأنزلَ مَعَهُ الدواءَ ) .
أيها الإخوة ُالأكارمُ :
عندما يعودُ الطبيبُ إنساناً مريضاً , فإنهُ ينظرُ إلى الأعراض ِالتي تظهرُ على المريض ِ, ومن خلال ِنظرتِهِ إليها يَتـَوصلُ إلى الأمرِ الذي كان سبباً أوجدَ هذهِ الأعراضَ , ومن ثـَمَّ , فإنهُ يَصفُ العلاجَ للمريض ِ, هذا هوَ واقعُ التطبيبِ , وهكذا تكونُ المعالجة ُالطبية ُللأمراض ِالتي يتعرضُ لها الإنسانُ , وهو أمرٌ معلومٌ , نعم هذا صحيحٌ , ومن المعلوم ِكذلكَ أن منَ الأمراض ِأمراضاً مُعدية ًتنتشرُ في سائرِ أعضاءِ الجسم ِ, مما يَستدعي سرعة َالعلاج ِوصحتـَهُ خشية َاستفحال ِالمرض ِ, والذي قد يؤديْ إلى استئصال ِعضو ٍ فعـَّال ٍلا قدَّر اللهُ , أو يقضيَ على المريض ِنفسِهِ. وصدقَ من قال : درهمُ وقايةٍ خيرٌ من قنطارِ علاج .
إذن فلا بُد من العلاج ِقبلَ فواتِ الأوان ِ.
ونحنُ اليومَ أيها الإخوة ُالكرامُ :
أمامَ أعراض ٍخطيرةٍ فتاكةٍ , وهيَ وإن كانت لا تـَظهرُ على الأفرادِ , فإنها تظهرُ في المجتمعاتِ , أي تظهرُ على الناس ِ, وقد بدأت هذهِ الأعراضُ تظهرُ على أهل ِفلسطينَ ! وتظهرُ على أهل ِالعراق ِ, كما وتظهرُ هذهِ الأعراضُ بشكل ٍعامٍّ على كثيرٍ من بلادِ المسلمينَ , إن لم نقلْ كلـِّها ! وصدقَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إذ يقولُ محذراً : ( ما من قوم ٍيكونُ بينَ أظهرِهِم من يَعملُ من المعاصي هُم أعزَّ منهُ وأمنعَ مِن أن يُغيروا إلاَّ أصابَهُمُ اللهُ منهُ بعذابٍ ) .
فلماذا أيها الإخوة ُالأفاضلُ :
تنتشرُ هذهِ الأعراضُ وتتفشى ؟ والجوابُ: أن الأمراضَ تعمُّ وتطمُّ بسببِ الفتن ِ, والمعاصي التي تنتشرُ أيضاً مثلَ الأمراض ِ, تماماً كما تنتشرُ الأفعالُ الحسنة ُ, والعاداتُ الحسنة ُ, التي حَسَّنـَها شرع ُاللهِ سبحانهُ وتعالى وما جاءتْ بهِ سُنة ُرسول ِاللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ .
إخوتي في اللهِ وأحبتي :
هلمُّوا بنا نطببُ لأنفسِنا , ونطببُ لأهلِنا , تعالوْا بنا نطببُ لأهل ِفلسطينَ , فنرى أعراضَ المرض ِ, ونبينُ أسبابَهُ التي أدتْ إلى ظهورِ أعراضِهِ , ثم نحاولُ جاهدينَ أن نجدَ العلاجَ .
لأن الأعراضَ التي تـُصيبُنا اليومَ هي أعراضٌ رئيسية ٌ, مما يستوجبُ علينا أن نتكلمَ عن هذهِ الأعراض ِ الرئيسيةِ التي تظهرُ على حالتِنا .
والعارضُ الأولُ منها أيها الإخوة ُالعقلاءُ :
أن سُلط َعلينا شعبٌ من أرذل ِشعوبِ الدنيا قاطبة ً! إنهم اليهودُ : أصلُ كلِّ شرٍ, وأسُّ كلِّ قهرٍ, إذن فالتسليط ُهو العارضُ الأولُ , تسليط ُشعبٍ آخرَ علينا , يَسومُنا سوءَ العذابِ ويأخذ ُبعضَ ما في أيدينا !
والعارضُ الثاني :
خيانة ُحكام ِالعربِ والمسلمينَ , ونذالة ُزعماءِ فلسطينَ , الذينَ فرَّطوا بالأرض ِالطهورِ التي باركها اللهُ وباركَ ما حولـَها .
وأمَّا العارضُ الثالثُ :
فأنهُ وفي بعض ِالأحيان ِ, ولا أريدُ أن أُعمِّمَ أو أشملَ أقولُ في بعض ِالأحيان ِيكونُ بأسُنا بينـَنا شديدٌ وليس ذلكَ إلاَّ لعارض ٍألمَّ بنا , وكادَ أن يُصيبنا بمقتل ٍ.
هذهِ إخوتي في اللهِ وأحبتي هي الأعراضُ الرئيسية ُ.
والآنَ ما هيَ الأمراضُ التي حلتْ بنا بسببِ هذهِ الجرثومةِ المُعدية ؟ :
وما هو الفايروسْ الذي يسببُ ظهورَ هذهِ الأعراض ِ؟
وما هو المرضُ الذي أصابَ الناسَ حتى ظهرتْ عليهم هذهِ الأعراضُ الخطيرة ُالفتاكة ُ؟
والمتمثلة ُبتسليطِ الأراذل ِمن شرارِ الناس ِعلينا , وأن يكونَ بأسُ الناس ِشديداً بينهم , لا بُدَّ وأن يكونَ هناكَ ــ مثلُ الطبِّ ـ ولكن الفرقَ بينَ جسم ِالإنسان ِالفردِ أن فيهِ فايروس , أو كائن ٍجرثوميٍّ أو مايكروبيٍّ أو ما شاكلَ ذلك ,
وأما في حالةِ الشعوبِ والأمم ِوالناس ِوالمجتمعاتِ فهناكَ مرضٌ ما لا يَكونُ سَبَبهُ جُرثومة ًميكروبية ًوإنما أمرٌ آخرُ سببَ هذا المرض ِِ.
أن هذهِ العوارضَ التي تظهرُ على المسلمينَ بهذا الشكل ِقد جاءتْ أدلة ٌمنَ الكتابِ والسنةِ تـُبينُ أنها بسببِ معاص ٍيَرتكبها الناسُ , وأن ذلكَ المرضَ الذي أصابنا ما هو إلاَّ بسببِ هاتيكَ المعاصي .
وأريدُ أن أضربَ أمثلة ًفي عُجالةٍ حتى نبحثَ بمعيتِكـُم ونحاولُ أن نـُطببَ لأنفسِنا العلاجَ الناجعَ , ففي غزوةِ أُحُدَ ــ أُخذ َأهلُ أُحُدٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهم وأرضاهُم أجمعين , نعم , أُخِذوا لمَّا خالفوا أمرَ الرسول ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ , وهذا أمرٌ واضحٌ ومعروفٌ لنا جميعاً .
لمَّـا جاءتْ منظمة ُالتحريرِ الفلسطينيةِ , وضيعتِ الأمانة َبأوسلو خرجَ الناسُ إلى الشوارع ِ يحتفلونَ ويرقصونَ , وعندما ضـُيِّعتِ الأمانة ُعامَ ثمانيةٍ وثمانينَ واعترفت بقراري 242 و 338 خرجَ الناسُ يحتفلونَ بما سُميَ في حينِهِ ـ إعلانُ الإستقلال ِـ وفيهِ فصَلوا الوليدَ عن حُضن ِأُمَّهِ , ورعايةِ أبيهِ ! قطعوهُ إرباً إرباً , وفرِحوا بالجريمةِ , ولا يَزالونَ يحتفلونَ بهِ حتى يَومنا هذا !
ولما رجعوا خائبين وخائنين موقعين الإتفاقيات مع يهود الملاعين , ودخلوا فلسطين بإذن منها , خرجنا أيضاً محتفلين فرحين مهنئين ومباركين , وهذا كله تضييع للأمانة !
ثمَّ لمَّا أنشأوا السلطة َ وأقروا الحكمَ فيها ديمقراطياً وجعلوا التشريعَ للناس ِوليسَ للهِ ,
أباحوا الربا والخمور ,
وفتحوا الكازينوهاتِ وحرَّفوا المناهجَ ,
وأشاعُوا الرذيلة َوالحمدُ للهِ الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه ,
كما وأباحوا الزنا ! ولكن شرطوا أن يُشرفَ على ذلكَ أطباءُ خشية َنقل ِالعدوى كالإيدز,
وأقاموا نقابة ًللراقصاتِ أيضاً !
فهل بعدَ هذا كلـِّهِ نسألُ لماذا لم يَنصُرَنا اللهُ ؟!
وهذا كلـُّه تضييعٌ للأمانةِ , لذلكَ فمنَ الطبيعيِّ جداً أن الذي يَدخلُ جسمَهُ هذا الفايروس وتلكَ الجرثومة َــ التي هيَ المعصية ُــ من الطبيعيِّ أن يَظهرَ عليهِ هذا العارضُ , وهوَ تسليط ُقوم ٍغـُرباءَ عنا يَتربصونَ بنا الدوائرَ, وكذلكَ قومٌ من جنسِنا يَتكلمونَ بألسنتِنا أصابَهُم هذا المرضُ المُعدي , فعمِلوا على أن يُوصلوا العَدوى للكثيرِ مِنا , عن قصدٍ وترصدٍ وتـَحيُّن ٍ!
وأما العلاجُ الجذريُ والوحيدُ فهوَ كائن ٌباستئصال ِهذا المرض ِالسرطانيِّ الخبيثِ من جذوره ِ.
أيُّها الناس :
إنَّ أهلَ فلسطينَ بسطاء , وقد انطلتْ عليهمُ الحيلة ُ, ومُرِّرتِ الخيانة ُ, ووَقعَتِ المكيدة ُ, فعندما ظنَّ الناسُ أنهم تخلصُوا من شرِ يهودَ , وأنهم تحرَّروا من احتلالِهم , إذا بهم يقعونَ بمصيدةٍ جديدةٍ حِيكتْ بخبثٍ ومكرٍ ودهاءٍ شديدٍ مِن قِبل ِ زعمائِهم , وإذا بيهودَ يزدادونَ بطشاً وإجرامَاً وتسلطاً عليهم , ويزدادونَ قتلاً لهُم , ويزدادونَ سَفكاً لِدمائِهم , ويزدادونَ هَدماً لبيوتِهم , ويزدادونَ أخذاً لما في أيديهم .
عارضٌ ومرضٌ وسنأتي للعلاج ...
وأفظعُ عارض ٍأصابَنا وألمَّ بنا وحلَّ بديارنا ـ نقولُ وبتعريفٍ أدق وفي بعض ِالأحيان ِولا نريدُ أن نعَمِّمَ ـ
أن هذا العارضَ الفظيعَ إن أصابَ أمَّة ً أهلكـَهَا , وهوَ أن يكونَ بأسُها بَينهَا شديد !
فلا يَستطيعُ عاقلٌ أن يتصورَ كيف تسوِّلُ لهُ نفسُهُ ,
وتراوِدُهُ على قتل ِأخيهِ ,
مع عِلمهِ اليقينيِّ بعظيم ِفحش ِهذا الفعل ِالذي تكادُ السماواتُ يتفطرنَ من هولِه !
وهذا الشيءُ يؤلمُ الإنسانَ المسلمَ ويبكيهِ ,
فلا يَتصورُعاقلٌ أن يُسفكَ دمُ المسلم ِعلى يدِ أخيهِ المسلم ِ,
وهذا التسليط ُمذكورٌ في الحديثِ الذي ذكرناهُ وهو مِمََّا يجعل ِاللهُ بأسَنا فيهِ شديدا
فانتبهوا إخوتي في الله :
أمراضٌ إذا دخلت إلى جسم ِالإنسان ِظهرتْ هذهِ العوارضُ وهيَ ولا شكَّ مفضية ٌ إلى التهلكة .
لماذا أيُّها الإخوة ُالأفاضل ؟
لأننا ليسَ عندنا حُكمٌ بما أنزلَ الله ,
ولم نتخيَّرَ أفضلـَهُ ,
بل وعلى النقيض ِمنهُ حَكمنا بما يُخالفهُ ,
وطبقنا أنظمة ًوضعية ًكالديمقراطيةِ وجعلنا التشريعَ للناس ِ,
وقراراتـُنا لا تصدُرُ بناءً على الأحكام ِالشرعية ِ,
وإنما هيَ مبنية ٌعلى أغلبيةِ أعضاءِ المجلس ِ ـ المجلس ِالتشريعي ِّـ
ولأننا استندنا لكلِّ الإتفاقياتِ المجرِمَةِ المُبرَمَةِ ما بينَ السلطةِ ويهودَ,
وبرعايةٍ أوروبيةٍ , وأنجلو أمريكيةٍ ,
واعتبرناها المرجعية َالتي تمثلُ ما يُسمَّى بالثوابتِ الوطنيةِ ,
وتمثـِّلُ كذلكَ مصالحَ الشعبِ الفلسطينيِّ , وتمثـِّلُ ما شاكلَ ذلكَ كلـَّهُ .
كما وأنَّ من الأمانةِ التي أضعناها أيضاً وهي من الأهميةِ بمكان , لا بلْ هيَ أهمُّهَا وأصلـُها وجذرُها , تركنا العملَ على محاسبةِ الحكام ِالظلام ِ فيما قصَّروا فيهِ وخانوا , وانطلى علينا معسولُ كلامِهم , وانخدعنا بهم يومَ قالوا دينُ الدولةِ الإسلام !
والواقِعُ ينطقُ بأنهم لمْ يَحكموا ولم يُطبقوا علينا كتابَ اللهِ ولا سنة َرسولهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ,
بل حَكموا بأنظمةٍ وضعيةٍ وطبقوها , وتبنوُا الديمقراطية َوالإشتراكية َوالقومية َوالبعثية َوالوطنية َ ونادَوْا بالحرياتِ ,
وجعلوا فصلَ الأمورِ فيما بينهم لمجلس ِالأمن وقراراته ,
وهيئةِ الأمَم ِومقرَّراتها ,
والتزموا ذلكَ كلـَّهُ ,
تاركينَ حُكمَ اللهِ العليم ِالحكيم ,
وسنة َالهادي المبعوثِ رحمة ًللعالمينَ وراءَهُمْ ظِهريَّا ,
ولهذا كلـِّهِ سلـَّط َاللهُ علينا اليهودَ وأهلَ الصليبِ , فأخذوا ليسَ بعضَ ما بأيدينا وحسب ! وإنما أخذوا كلَّ ما نملكُ من خيراتٍ ومقدراتٍ , مِمَّا في باطن ِالأرض ِوما عليها وما علاها.
فهل نريدُ العلاجْ ؟
أمْ نريدُ أن نبقى مع المرض ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ