تتعدد وتفاوت الاسباب التي تجعلنا ممتنين لواحد او اكثر من الناس
هناك من اجزى لنا خدمة كبيرة مثلا..هناك من وقف معا في وقت الشدة..ويحدث أن نخص الوالدين بالذات بالكثير من الامتنان..نقول:لولاهما لما كنا..ولولا صبرهما وجلدهما لما تعلمنا واكتسبنا من الصفات حميدها..وحققنا ما حققنا من نجاح في الحياة..
يحدث أحيانا أن يذكر المرء بكثير من الامتنان معلميه او بعضهم في انهم نموا لديه ملكة ما..في انهم فتحوا له افاقا جديدة في الحياة..في انهم ارشدوه الى سبل ما كان سيهتدي اليها وحيدا او بجهوده الفردية..
يحدث أيضا ان نمتن الى الوطن الام الذي شربنا من ماءه واستنشقنا هواءه والذي نظل مشدودين اليه مما بعدنا عنه..
في كل هذه الحالات ثمة ما نحدده عند التعبير عن الامتنان..نقول: أنا ممتن لفلان من الناس لانه فعل كذا وكذا..لانني تعلمت منه كذا وكذا..الجملة هنا مسببة وواضحة..
لكن الحياة ذات يوم جميل تاخذ بنا الى شخص بعينه..تكون الأقدار هيأته لنا هو بالذات من بين كل الذين نعرفهم..كل الذين التقيناهم ونلتقيهم..شخص يشبهنا في الاشياء الدقيقة الرهيفة..له كريات الدم نفسها التي لنا..له المقدرة على أن يلتقط من اعماقنا تلك الحاجات التي لايلتقطها سواه..ثم انه يلبي تلك الحاجات بسلالة ورهافة وحنان..
هذا الشخص بالذات يستحوذ على جوارحنا بكاملها..ونشعر وقتها بالامتنان العميق له..وهنا لانستطيع أن نحدد السبب الذي يجعلنا ممتنين له..اننا لو قلنا اننا ممتنون لك نعجز بعد ذلك عن وصف الاسباب او شرحها..ربما لانها كثيرة..
ربما لانها لاتصاغ في تعابير او كلمات..
ربما لانها اقرب الى حالة من التحقق الروحي والنفسي الذي لايمكن ان يوصف او يقارن او يوضع في احكام قيمة..
اننا نشعر بالامتنان لهذا الانسان لاننا باختصار لانستطيع تصور حيانا من دونه..
انه يدخل في ادق تفاصيل يومنا وليلنا..
ويحقق لنا تلك الدرجة العالية من الرضا عن الحياة..من حب الحياة والاقبال عليها..
ازاء هذا النوع من البشر..ازاء هذا الشخص بالذات لانملك الا ان نقول:شكرا لك لانك موجود..
أذكر اني قرات هذا التعبير اول مرة في احدى اللغات الاجنبية بدا لي جذابا ولافتا..
فيما بعد تيقنت من تلك المعاني العميقة التي يكتنزها والايماءات الشفافة التي يشي بها..
انها عبارة صغيرة ولكنها تختزل كل دفق المشاعر التي نكنها لهذا الشخص من دون سواه..وتحمل في ثناياها عشرات وربما مئات الاشيلء التي نود لو قلناها له عن تعابير الامتنا التي تحويها ولايمكننا ان نصفها..
شكرا ايها العزيز لانك موجود..
صدقت اخي فيما ذكرت وانت حينما ترى مثل هذا الكيان الرقيق بجانبك لن تراه حتى تتماثل انت وهو فالطيبه التي تحملها اخي العزيز تجعلك تشعر بكل الطيبين وتجد نفسك ملزما على شكرهم فشكرا لك اولا اخي الطيب احمد السميري وشكرا له العزيز على وجوده العذب بيننا ارجو ان تتقبل تحياتي
العرض العادي
