طيور ،
تتبعها طيور ، قادمة من اغصان الغد ،
تريد ان تخرج ، معلنة حربها منذ عصور ، لا تجد لها مكانا ، فتحتضر بهدوء الصمت ، تنثر براكينها على أغصان تطردها من كل زاوية ، تحاول ان تحصل على قسما من حقوقها
يرفضون ، ويصفقون لها الايادي ..
يأمرونها ان تضحك ، رغما من ألمها القاتل ، يتمتمون من وراء اسمها ، باحاديث تنبت الشوك بكل طريق تسير به هذه الصرخة ..
"اراها هناك ، تجلس بانكسار حروف الجر ، تجر ورائها تعب السنين ،
محاولة ان تنصب امامها قفص ، تحمي جسدها لهيب الشمس الحارق ، وقدوم البرد في ليلة قارصة ..
لماذا ! تسأل النجوم .. وتسيل على خديها دموعا تفيض أرضا ..
تمد أجنحتها الى السماء ، راجية ان تجد بريقا بين النجوم ، قد قالوا لها ان النجوم تسمع حكايا القلب والقمر أنيس النبض ..
(كذبوا عليكي أيتها الطيور ) ، اتصدقين الاقاويل ، من افئدة مات بها الضمير.."
اركب الحصان الاعرج لألحق بطيور الغد ، "ياه هذا حصانك يا قلم ، يعرج مثلك"
لا املك الا هذا الحصان يا أمتي ، فلماذا تستهينون به .. الا تعرفون انه ملكٌ خاص بي
ومع هذا كله ، تريدون سرقته ، تعرفون انه اعرج لن ينفعكم بشيء.. لكن!
صرخة تدوي كالعويل ، في اعاصير الظلام المتأججة في هذا الصدر
يا الله رحماك منها ، فهي تقتلني ، وترميني الى قاع الصحراء
يا الله ، لا املك قوة ، الا صبرا منحته لي .. فكيف لي ان اصبر على صرختي
تزداد يوما بعد يوم .. تبحث عن أرضها..
يا لسذاجتها الطيور تعتقد انها ستجد المأوى
هي لا تفقه ان لا أرض للون الابيض ، طلبت منها ان تكون لونا رماديا ربما ستجد ، ان تكون لونا اسودا حتما ستجد..
ترفض ..... بكل قوة وعنفوان ..
تريد ان تبقى كما هي ..... لكنها لا تعرف انها تغرقني.. تسبب لي الألم
حتى ابتسامتي.. تروضها لتكون حزنا..
صرخة تعلو... صرخة تنادي..
فلا قلم مجيب هنا.
الخاتمـــــــــة
تسوقني تلك الطيور ، في غياهب شمس ، تتوارى خلفها ريحٌ قديمة
تفضح اسرار الأمس ، لتغدوا في ثراها حكاية ارض
تـُـصنع من عرق الصمت ، همساتٍ ليلية
اكاد اسمع ضربات أجنحتها ، كـشلالٍ يرتسم مشاهد ذرات تراب ،
امتزجت بها شظايا مالحه... لتنتصب كبلورةٍ ، تساقطت في ظلالها احراش السنابل
.
.
.
جذور تشعبت بها ، سيل الفكر ، كنقطة تجمعت وِسط احضان النار
لتحرق سطوة التاريخ ، في صدى الأيام
هناااك عند تلك الاجنحة المملوءة بوحل الذكرى
لـتفتح نافذة غطاء الوجه ، في عيون لاهثه مغرقه حد الأرق
تطوق الحضور بإنشقاق قلب ، تنقسم من ضلوعه ضوء إيمان
.
.
.
"(أنتِ).. ما بال هذه العيون المغرقه برذاذ المطر ..
جئتك من جديد ، لا تعاتب ذلك الغياب .. ولا تسألني عن العناوين
لكني الان بين أحضان تلك الطيور ...
الا زلت تحتفظ ببقايا حكاية القلم الحزين ، المنثورة في عبقها شذى اللون الاخضر
حاملة في مهجتها ، اجراسٌ ملونه بأقاصيص الصيد والبحر
لا زلتُ اذكر الأرض ، انظر .. هنااا في آخر جسمي ، جزء لا يتحرك
ليسكنني ، واسكنه...
.
.
.
(أنتِ) .. طوقتني تلك الطيور باحضانها الدافئة..
واجلستني على أجنحتها ، لتنقلني هنا وهناك
كما كنت في ذلك العصر
ألم أقل لك
(أصمتي يا أحزاني)