من أم كلثوم الصغيرة إلى اسيل مطربات السعودية.. تاريخ طويل بلا شهرة
)عتاب.. أشهرهن وعد.. وثناء على صوتهاأسيل.. موهبة أصيلةلا زال تاريخ الفن الغنائي السعودي يبدو خاليا من أسماء مطربات سعوديات، حتى يبدو للوهلة الأولى وكأن الفن السعودي لم يقدم مطربة على مدى تاريخه الطويل، وهي معلومة ليست حقيقية.
وبقدر من البحث، يرصد هذا التقرير عددا من الأسماء التي لمعت في سماء الغناء -وخصوصا المطربات- اللاتي يحملن جميعا جنسية سعودية.
أبرز المطربات السعودية هي "ابتسام لطفي" أو كما يطلق عليها أم كلثوم الصغيرة، وولدت هذه المطربة باسم خيرية قربان والتي سماها لاحقا الفنان طلال مداح "ابتسام لطفي" عام 1951 ورتلت في طفولتها القرآن الكريم في الكتاب بعدما فقدت بصرها، وتبنى طلال انطلاقتها في أولى أغنياتها "فات الأوان".
وانطلقت موهبتها خارج حدود السعودية، ووقفت على أكبر مسارح مصر وغنت ضمن كبار المطربين العرب في أولى أعياد ذكرى انتصار أكتوبر عام 1974.
وتعد ابتسام من الأصوات الرائدة التي نقلت الأغنية السعودية إلى العالم العربي، فأغانيها كانت تبث من الإذاعة المصرية، وهي لم تكن مثل بقية المطربات السعوديات في عصرها ممن اكتفين بالغناء فقط في الأفراح والمجتمعات النسائية مثل الفنانة "توحة" لكنها كانت الأولى في الوصول عربيا بصوتها.
وامتازت كما يؤكد الكثيرون ممن عاصروها بأنها سريعة البديهة، ولديها قدرة كبيرة على الحفظ بأذن موسيقية مرهفة، وكانت أتقنت العزف على العود وعلمها عليه عبد الرحمن خوندنة الذي كان يضرب على أصابعها بقوس الكمنجة حتى يعلمها.
وتعاونت مع كبار الملحنين والشعراء ومنهم أحمد رامي، وإبراهيم ناجي؛ في "ساعة لقاء"، وفاروق شوشة في "نداء"، وطاهر زمخشري، وبدر بن عبد المحسن، إلى جانب الملحنين رياض السنباطي، ومحمد الموجي، وأحمد صدقي، وطلال مداح، ومحمد عبده، وسراج عمر، وعمر كدرس، وطارق عبد الحكيم، كما غنت من الشعر القديم "يا غائبين" ليزيد بن معاوية.
وكتب عنها رياض السنباطي في مذكراته "لا توجد في السعودية مطربات بهذه الإمكانية الخرافية، ولهذا تعاونت معها مرارا لأنها بالفعل من أفضل مطربات ذلك الجيل، جيل أم كلثوم وفيروز وسعاد محمد".
وقال محمد الموجي أحد الذين لحنوا لها أنها نافست الكثير من النجوم "وأصبحت حديث الأوساط الفنية في مصر، ومن وجهة نظري أعتبرها كوكبا آخر يطل علينا من الجزيرة العربية".
أما أحمد رامي فقد أطلق عليها لقب "أم كلثوم الصغيرة" عام 1970، وذكرت هي في إحدى حواراتها الصحفية أنه وصفها بـ"كوكب الجزيرة وشادية العرب" في خطاب خطي احتفظت به.
وغنت ابتسام مختلف الألوان وبكافة الأشكال لما تمتعت به من قدرة ساحرة، وتجاوزت أعمالها 150 عملا، ما بين الموشحات والأغنيات الطويلة والفلكلور والقصائد والأناشيد والوطنية ومنها "لا. لا يالخيزران، آنستنا، يا سارية خبريني" وغيرها.
عتاب.. أشهرهن
أما عتاب فتعد من الأسماء النسائية السعودية التي خاضت تجربة الغناء في وقت مبكر من ستينيات القرن الماضي؛ إذ سبقتها الفنانة ابتسام لطفي والمغنية الشعبية توحة، وكانت عتاب ولدت وعاشت في الرياض قبل أن تنتقل إلى القاهرة مع زوجها المصري.
وعرفت في بداياتها باختياراتها الموفقة لكلمات الأغاني وألحانها، وشكلت مع الفنان حيدر فكري ثنائيا مميزا في الجلسات الفنية. كما حظيت باهتمام خاص من الفنان طلال مداح في ستينيات القرن الماضي، وهو الذي علمها قواعد الغناء ودربها على العزف على العود.
واشتهرت عتاب -واسمها الحقيقي طرفة- بغناء عدد من الأغاني الشعبية السعودية مثل "جيتك من عرعر" والتي غناها لاحقا عدد من المطربين الشعبيين، كما أبدعت في غناء رائعة الموسيقار السعودي طارق عبد الحكيم "يا ريم وادي ثقيف" التي سبق أن غنتها نجاح سلام، أما أشهر أغانيها، فتلك التي تقول كلماتها "جاني الأسمر جاني وافتكر زماني" والتي وضعتها على خريطة الغناء العربي، بعدما غنتها في سبعينيات القرن الماضي.
وتعاونت عتاب مع عدد كبير من الملحنين السعوديين والمصريين إلى جانب طلال مداح، ومنهم عبد الرب إدريس، وسراج عمر، وريم البوادي، ومحمد زكي ملاح، وخالد الفيصل، وفوزي محسون، كما تعاونت مع محمد الموجي الذي لحن لها أغنية "فك القيد"، ومع صلاح الشرنوبي وسامي الحفناوي، وعلي حميدة، وحافظت طوال حياتها الفنية على الغناء بلهجتها الخليجية بما في ذلك اللهجة العراقية؛ حيث قدمت أغنية "هي وهاي وهو" التي كانت المطربة العراقية سعاد العبد الله قدمتها قبلها بعدة سنوات.
وكما حققت عتاب سبقا خليجيا في الغناء النسائي، حققت أيضا سبقا على صعيد التمثيل عندما لعبت بطولة فيلم تلفزيوني بعنوان "عتاب رائدة الفضاء" بمشاركة الفنانة المصرية فايزة كمال.
ويتردد أن عتاب هي التي أقامت حفلة زواج الفنان محمد عبده قبل نحو 27 سنة، وعاشت المطربة السعودية في القاهرة نحو 20 سنة، قبل أن تغادر إلى الإمارات عام 2003، لتعيش بجوار والدتها التي تحمل الجنسية الإماراتية، وتوفيت هناك مؤخرا بعد فترة طويلة مع المرض.
وعد.. وثناء على صوتها
وتنتمي المطربة حنان بكر يونس والتي اشتهرت باسم "وعد" لعائلة فنية، فهي ابنة أحد أشهر الإذاعيين السعوديين، ولها أخت مقدمة برامج أطفال في التلفزيون السعودي وتدعى وفاء بكر يونس، وأخت أخرى تدعى سناء تعمل ممثلة، كما أن زوجة شقيقها هي المذيعة رانيا الباز.
ورغم أنها لا تسعى وراء الألقاب إلا أن الكثيرين أثنوا على صوتها، وأكد الجميع على أنها مطربة من طراز خاص وتمتلك صوتا قويا متعدد الطبقات هو كل مؤهلاتها ولا تعتمد على أي أمور أخرى في إظهار مواهبها الفنية.
وهي تغنت بأشعار العديد من الشعراء، وكان آخرهم الأمير الشاعر خالد الفيصل الذي كانت دائما ما تحلم بلقائه، كما غنت من كلمات الأمير محمد عبد الله الفيصل أغنية "خان" والتي صورتها في كليب غنائي من إخراج طوني قهوجي، وهي من ألحان نقولا نخلة.
وكان ألبومها الأول حمل العديد من الأغنيات منها "ابتسم، بالك مع مين، قلبي أنا، كلنا، كيفه، واه منك، وجهة نظر، وعد، يطيب خاطري" وقدمت عددا من الأغنيات باللهجة اللبنانية، وتقول عن ذلك "حلو أن نقدم نحن الخليجيين أصواتنا مثلما نستمع للهجة الخليجية بأصوات لبنانية ومصرية وغيرها".
أما سارة فبدأت مسيرتها الفنية عام 2001 وجاءت شهرتها بطريقة مثيرة للجدل وبصراعات كثيرة مع فنانات أخريات من داخل الوسط الفني، وكان آخرها حادثة الضرب الشهيرة التي تعرضت لها في بيروت، حيث اعتدى عليها ثلاثة رجال بالضرب أمام المارة، ولم يستطع أحد إنقاذها ونقلت على إثرها إلى المستشفى مصابة بكدمات وتورم في الظهر والرقبة.. حتى كانت القضية التي دفعت ثمنها هي وزوجها مؤخرا بعد أن تم الحكم عليهما بالسجن لمدة عام ونصف بتهمة ترويج المخدرات.
وانتهت مؤخرا من تسجيل أغنيات ألبومها الغنائي الثاني الذي يحمل عنوان "أخيرا" بعد فترة انقطاع لأكثر من ثلاثة أعوام. وضم الألبوم 10 أغنيات حملت عناوين "عيون سارة" و"كفاية كذب" و"غلطه جديدة" و"تغازلها" و"عادي" و"لاموني".
كما قامت لأول مرة بخوض تجربة الكتابة والتلحين من خلال أغنية "طقوا وموتوا" كما قامت بتلحين أغنية أخرى عنوانها "بين النجوم" من كلمات زوجها مازن العسيري، كما تقدم في الألبوم أغنيات باللون العراقي، ومنها "يا مغرور" من ألحان الدكتور يعقوب الخبيزي، وقدمت أيضا أغنية باللهجة المغربية عنوانها "حبيبي" من ألحان عبد القادر هدهود، كما يتناول الألبوم مواضيع وقضايا عديدة.
وكان الألبوم الأول لسارة ضم عددا كبيرا من الأغنيات منها "أنا احبك، أخيرا، تطمن، سكة العاشقين، عادي، على بالي، دير بالك، مجروحة، مو قصدي، ولا غيرك".
أسيل.. موهبة أصيلة
وتعد أسيل عمران أحدث صوت نسائي سعودي في الساحة الفنية وشبه كثيرون بدايتها مع الغناء ببداية كل من الموهبتين المصريتين النادرتين أنغام وأمال ماهر، حيث بدأت أسيل مشوارها مبكرا وهي الشقيقة الصغرى لمقدمة البرامج في قناة روتانا طرب "لوجين عمران".
بداية اسيل كانت مع برامج الأطفال كمقدمة في تلفزيون البحرين وسرعان ما مرت الأيام وشاركت في برنامج "نجم الخليج" وردت فيه على من قالوا بأنها لا تزال صغيرة في السن بأن الفن ليس مقيدا بعمر ما "كلما بدأ الإنسان بالمجال الفني صغيرا كلما كان أفضل له، لأنه سيكتسب خبرة موسيقية أكثر وأفضل، ويكفي أن البرنامج حقق حلمي في الوقوف على المسرح والغناء أمام حشد كبير من الجمهور".
ورغم أنها لم تحصد اللقب إلا أن أعضاء اللجنة أشادوا كثيرا بصوتها، كما تهافتت عليها شركات الإنتاج وطرحت ألبومها الغنائي الأول والذي ضم عددا من الأغنيات تناسبت مع أحبالها الصوتية، ومنها "التزم حدك" و"المروة" و"حلو الكلام" و"خجلانة" و"عرف قدري" و"عمل مشكلة" و"كتير سامحتك" و"يشكي ظروفه" و"يومين" وحرصت أن يمتلئ الألبوم بالتوليفات الموسيقية الجديدة والجمل اللحنية المختلفة بعدما قامت بدراسة الصوفليج.
وتتمنى أسيل تقديم أعمال تحافظ من خلالها على مكانة الأغنية السعودية التي غزت البلاد العربية في الفترة الأخيرة، وأن تقدم صوتها السعودي وأن يفتخر بها أبناء بلدها ويؤمنون بموهبتها وتفوقها.
منقول
من أم كلثوم الصغيرة إلى اسيل مطربات السعودية.. تاريخ طويل بلا شهرة
العرض العادي
