العلاقة بين الفتاة المراهقة ووالدتها موضوع قد أُهمل بين طيات الزمان ولم نجد من الباحثين
العرب من تطرق له ببحث حقيقي يتناول اسباب توتر العلاقة بين الأم وابنتها المراهقة وخاصة
في مجتمعنا العربي الذي لم اجد في بحثي لهذا الموضوع سوى رسالة ما جستير عربية واحدة
فقط تناولت هذا الموضوع وهي رسالة لباحثة اردنية اسمها رندة نظمي فرح بعنوان (انماط
العلاقة بين الأم وابنتها المراهقة) نشرت في الجامعة الاردنية بينما بقية الدول افتقدت ارفف
مكتباتها تناول هذه القضية الأسرية التي ارهقتني كثيراً في البحث عن دراسات تتناولتها سواء
اجنبية أو عربية .
وقد كانت النتائج لدراسة فرح متوقعة وهو وجود نوع من التوتر في العلاقة بين الفتيات
وأمهاتهن .
فقد يشكو الكثير من الفتيات في مرحلة المراهقة من جملة معينة وهي ( امي لا تفهمني )
في ظل التغيرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي خلقت نوع من الفجوة في العلاقة
الأسرية وضعف في الاحتكاك العائلي وأصبحت فتاة اليوم تلجأ للصديقات ولمعارفها في الأنترنت
لتشكولهم الهموم وتعرض عليهم مشاكلها التي من المفترض أن تكون الأم هي اقدر الناس
على احتضان ابنتها وخاصة انها ترتبط معها بعلاقة بيولوجية من قبل الميلاد إلا اللحظة الحالية
كما أن موضوع أن تكون الأم قدوة اصبح من المواضيع التي تكاد أن تندثر في ظل عصر
الفضائيات والمشاهير والتي اصبحت عولمة تغيير أنماط الفكر صفة سائدة فيها وخاصة لمن
هم في سن المراهقة .
ومن الغريب أن اجد أن العلاقة بين الفتيات المراهقات وأمهاتهن قد تصل إلا حد الكره وهذا
ماو ضحته إحدى طالبات المرحلة المتوسطة عندما اجريت معها مقابلة حول هذا الموضوع
فاخبرتني أن والدها قد طلق والدتها وأن يوم طلاق والدتها كان بالنسبة لها مثل العيد وانها
لاتتمنى عودتها للمنزل مرة أخرى وأن زوجة الأب كانت الأفضل بمئات المرات من الأم بحد
ذاتها . والكثير الكثير من الاجوبة التي اثارت دهشتي للغاية عندما قمت بزيارة بعض مدارس
المرحلة المتوسطة خلال السنة الماضية ومقابلة طالباتها والتي تنبؤ إجاباتهن بوجود نوع من
التوترات في العلاقةالأسرية بين الأبنة في مرحلة المراهقة المبكرة ووالدتها .
كما أن الكثير من الأمهات قد يشكون ايضاً من سلوك بناتهن في سن المراهقة ومن تصرفاتهن
التي تثير علاما ت الأستفهام ومن بعض السلوكيات التي قد تصل إلا مرحلة قلة الأدب وعدم
الأحترام لمكانة الأم مما يجعل الأجواء الأسرية مسرحاً للتصادم الفكري والعاطفي بينهما .
ولكن لماذا لا يكون الحل في يدك انتِ ايتها الأم ؟؟؟؟؟؟؟
قد يسئل البعض كيف وماهي الطرق ؟؟؟؟؟؟؟
والاجابة تتمثل في التالي :ــ
1- حسن المعاملة وحسن الانصات عامليها كامرأة كبيرة وتذكري ان المراهقات في هذه
المرحلة يتمنون أن يكونو أكبر من العمر الذين يعيشونه وأنهن يشعرن أنهن نساء كبيرات
ولسن في مرحلة الطفولة
2- اجعلي الحوار بينكِ وبينها كاصدقاء وليس كأم وابنتها أي ليس عليها فقط الاستماع لكِ
وتنفيذ الأوامر لمجرد انك تتميزين بمكانة الأم . بل لابد من استخدام اسلوب الاقناع .
3- هيئيها من ناحية نفسية للاحداث المستقبلية التي سوف تواجهها والتي تتمثل بالحيض
ووضحي لها مسبباتها وأنها مسألة طبيعية ولا تجعليها تلجأ للغير لأكتساب المعرفة
4- إذا أخطأت انبيها ولكن بالقدر المطلوب واقنعيها بالتفاهم أن مافعلته خطأ وأنها لابد أن
تعطيكي ميثاقاً بعد اليوم أن لا تكرر ما فعلت واجتنبي العنف اللفظي والجسدي والذي قد يجعل
العلاقة بينك ِ وبين ابنتك تعلوها جسور من الكره .
5- العطف ، الحنان ، الاحتضان ، التفاهم ، الثقة جميعها احاسيس يحتاجها االكل وليس من
هم في سن المراهقة فاجعليها اساسيات في تعاملك مع ابنتك .
مجمل الكلام نمط العلاقات العائلية ذات الطابع الأسري الذي يحتضن أفراده وأساليب التنشئة
الاجتماعية الإيجابية هي ضرورة لمجتمعنا لكي نخلق جيل من الفتيات السعوديات بشكل خاص
والعربيات بشكل عام قادر على الإنجاز وخالي من أي أمراض اجتماعية وعقد نفسية تعوق
مجتمعنا عن التنمية وتحقيق اعلى ايرادات للنجاح .
الـعــلاقــة بــيــن الأم وابــنـتهــا الــمــراهـــقـــة
العرض العادي
