السلام عليكم ورحمــــة الله وبركاته ...
هذه قصة من تأليفي ...أتمنى أن تعطوني رأيكم فيها ...وأتقبل النقد برحابة صدر ....
يسرقها موقف مضحك من مبادئها ، ويخرجها من الحدود التي خطتها لنفسها ولا تدرك مكانها بعد أن تغرق في أنهار من القهقهة ، وإلا وقد فات الأوان لإصلاح صورتها وإعادة الحبر إلى المحبرة ..كانت تعاني من عجزها في السيطرة على نفسها وتعاني من محاولاتها الفاشلة في المحافظة على جريان صورتها في وديانها فعجزها هذا يجعل الحديث في هذا الموضوع يخنقها .اليوم تعالا صوت ضحكاتها وتجاوز كل الحدود التي يقدر عندها التحمل وفي غيبوبة الضحك التي غرقت بها ، تفاجأ بأنه يقف أمامها وأنامله مغروسة في عنقها قائلا بلهجة المؤنب : "توقفي عن الضحك "
فأفاق من انفعاله فأسرع بترك فريسته التي هي الأخرى سرقها الذهول وتسابقت عندها اللهثات وتعانقت معها النظرات الممتزجة بتساؤلات عديدة مع صمت غريب خجول كالذي يسبق العواصف . وحاصرتهما العيون الدهشى الحائرة الخبيثة فبادرت بقطع شريط الصمت بلهجة الغاضب الحزين :" من أنت كي تسمح لنفسك أن تدخل أمرا في سجلات حياتي "
وعلى صدى كلماتها ، جذبته خيوط الصمت مبتعدا فهو لم يفق إفاقته من تصرفه الغبي إلا على رنين صوتها .وتراجع أو ربما سحبته بنات الندم إلى حيث كان وإذ به يدرك أنهما ليسا وحدهما وكانت عيون الحاضرين وكأنها تجمدت على ثوبيهما .انتشل كل ماله من على طاولته العتيقة وبصوتها المزعج أعطت للجميع إشارة لرحيله خرج محتضنا أوراقه كالذي لا ينوي على فعل شيء ولا هدف أمامه سوى الخروج من الباب الذي دخل منه وبمجرد أن انغلق الباب وراءه وبدأت وقع خطواته بالاختفاء كانت هي الأخرى قد اعتصرها الموقف ،و اجبرها على الرحيل بدمع منسكب ...كان طريقها طويل لثقل ما كانت تحمل وكانت تسترجع كلماته ونظراته وردود فعله بسيل من علامات الاستفهام والتعجب وتمسح حرارة الدمع بكف راجف ذابل وأخذت تعيد شريط تلك اللحظات قبل أن يهجر الحاضرين
<عندما كان يقف أمامها مشلول اللسان شق ذلك الصمت صوت معجون من خبث يعلن إعجابه بالمسرحية الحماسية التي يراها وبمجرد أن رمقته معاتبة أوقفها باندفاع أحمق آخر قائلا "لا تنظري إليه "
وبسرعة البرق مع رشات من غضب رفعت نظرها إلى الأخير قائلة بصوت هامس :
"أخشى أن تكون ولي أمري وأنا لا علم لي بذلك "
وبعدها هاجر ..>.قضت يومها ذك بالتقلب بين دمع وتوعد ونوايا وندم وحيرة. جاهلة طعم الغد بعد مرارة الوجبة الدسمة التي تناولتها اليوم وبالرغم من جراحات الفؤاد وما تصنعه مثل تلك المواقف في خلجات صدرها ... سارت كعادته مع سطوع أول خيط شمس ولون التعب والآه لونها ..وجلست على مقعدها بكل ما يضم من رائحة الأمس وقنعت بالنظر على صفحات الكتاب هروبا من أعين الحاضرين .
دقات قلبها متسارعة فوقت قدومه قد اقترب فهو قد عود الجميع على حضوره المتأخر وكانت خائفة من حضوره خوف المواجهة وخائفة من عدم حضوره خوف المسائلة ومع كل نبضة تتسارع دعواتها :"اللهم ثبتني ، اللهم ثبتني "
وأخيرا جاء يطل من زجاج نافذة الباب وتتعانق نظراته بنظراتها ، فيتنفس الصعداء كأنه كان خائفا من عدم حضورها ، أما هي فتضاهرت بأنها لم تره ولكنها تعرف أن نكران ذلك على الحاضرين سهل ولكنه مستحيل عليه ..فأعطى لنفسه القرار بالدخول وألقى السلام بوجه بشوش وكأنه اغتسل من هم الأمس تسمر لبرهة يتوسل إلى تلك العينين الهاربتين إلى سطور الكتاب أن تلقي عليه تحية الصباح لتعبر له عن الغفران ولكن هيهات ..ووسط النظرات والهمسات والابتسامات أخذ يشق عرض القاعة الدراسية وإذ بخطواته تقترب من موقع الحدث اخبروها أنه قادم وانه سوف يقف أمامها كالأمس فرفعت بصرها لتصطدم بدفء عينيه وبدأت تعيد صفحات الأمس المؤلم ولكنه لم يسمح لها بالاستمرار ، مد يديه إليها بقصاصه ورق صغيرة وامتدت يدها إليها بعد تردد وعينيها تتبعه إلى مكان جلوسه حتى اطمأنت أنه لن يكون قادرا على قراءة ملامحها فتحت تلك الوريقة بأنامل راجفة ووجدتها تحضن كلمتين
آسف ، أحبك
ها انتظر رأيكم ....