العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-2005, 10:33 PM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

الأنشطة المدرسية.. وأخوات كان


وجهة نظر بعد الكتاب والباحثين في مواضيع تخص الاطفال
نصت وثيقة إعلان حقوق الإنسان عام 1948 على وجوب التعليم، وصار التعليم مجانيًّا في معظم دول العالم من الابتدائي حتى الثانوي، وإذا كانت المدرسة تهدف إلى إمداد التلاميذ بالعناصر العامة لثقافة مجتمعهم فإن هذه العناصر لا تقتصر على اللغات والرياضيات والجغرافيا وغيرها من المواد الدراسية التي منحناها لقب أساسية؛ فهناك أيضا مواد لا تقل أهمية عن تلك الأساسية بل هي أكثر أهمية في إيجاد روابط اجتماعية بين التلميذ ومدرسته، وبينه وبين أقرانه، وهي ما نطلق عليها الأنشطة المدرسية.
وتتنوع هذه الأنشطة لتشمل الموسيقى والتمثيل والرحلات والكشافة والجوالة والفلاحة، وأيضا التدبير المنزلي كأشغال الإبرة والتريكو والحياكة.
كان يا ما كان
كانت هذه الأنشطة تمثل لنا -جيل ما بعد ثورة يوليو 1952- أسعد أوقاتنا المدرسية، ولا تجد تلميذا لم يشترك في فريق أو أكثر من فرق الموسيقى أو التمثيل أو الكشافة وغيرها؛ فهي لنا هوايات لا نجدها إلا في المدرسة.. حتى التدبير المنزلي لم يكن مقصورًا على البنات؛ فقد تعلمنا كيفية صنع المربات والجبن الأبيض.
وكان فريق الفلاحة مجالا خصبا لنبوغ أبناء الريف علينا نحن -أبناء المدن-؛ فكانوا محطَّ أنظارنا لقدرتهم الفطرية على التعامل مع أدوات الزراعة ، وعلى فريق الفلاحة يقع عبء تجميل المدرسة بالنباتات والورود، وللغرابة فإن التجميل كان لنا نحن أصحاب المدرسة -نحن التلاميذ-، وليس لمن يأتون في زيارات مفاجئة محددة سلفا!
أين "أصبح"؟
أيام ذلك، كانت المدارس تتبارى فيما بينها بمنتجات التلاميذ، وتقام لذلك معارض يحضرها أولياء الأمور وقيادات المنطقة التعليمية الذين يوزعون الجوائز على الفرق المتميزة.
ربما أكثرنا فيما سبق من "كان" و"كنا"؛ فأين "أصبح"؟ وكيف أصبحت الأنشطة المدرسية الآن؟!
يرد عمر -11 سنة، في الصف الأول الإعدادي- فيقول: إن هذه المادة لم تكن عندهم في المرحلة الابتدائية، ويمكن أن تكون في "إعدادي"، غير أنه ذكر أنه منذ عامين ذهب في رحلة إلى إحدى المكتبات الكبيرة، وكان فيها أجهزة كمبيوتر، لكن كانت كلها مغقلة!.
وبسؤال عمر عن الموسيقى قال: عندنا حصة موسيقى في الأسبوع، وعندنا "طبلة صغيرة"، و"طبلة كبيرة " لطابور الصباح، لكن لا يوجد مدرس موسيقى في المدرسة!!
ويدخل الحوار مدرس لغة عربية بمدرسة "عمر" قائلاً: "المدرسة من سنتين بدون مدرس موسيقى، يمكن كثرة المطربين هي السبب.. ممكن!!".
ويستطرد الأستاذ: "هذا الكلام تجده في المدارس التجريبية، هناك عندهم مدرس موسيقى، ابنتي في مدرسة تجريبية، وتقول: إن عندهم أيضا "أكسيلفون" و"أكورديون"، وهم ينظمون رحلات للأهرامات وبورسعيد؛ ليشتروا من المنطقة الحرة.
في التجريبية: عندكم أنشطة؟!
وعندما زرت مدرسة تجريبية، وهي حكومية أيضا؛ لأتاكد من وجود "الأكسيلفون" وجدت ما هو أكثر؛ وجدت جهاز "كمبيوتر"، صحيح معطل، لكنه موجود، ووجدت غرفة كُتب عليها (معمل التدبير المنزلي) ولكن صديقي المسئول بالمدرسة رفض دخولي فيها قائلا: إنها مخزن الكتب المدرسية، وهي عهدة، ومفتاحها مع المدير والوكيل فقط!!
ولما سألته عن حصة الفلاحة أكد أن المدرسة ليس بها فلاحون، وهمست في أذنه اليمنى (اليسرى ضعفت من ضجيج التلاميذ): "عندما يزوركم مسؤول كبير، من أين تأتون بالورود؟" قال مؤكدا ثقته في شخصي: "من مشتل السعادة القريب من المدرسة".
وإلى هنا -وقد ملأتني السعادة- صافحته مودعا، غير أنه آثر أن يطلعني على التحفة المعمارية التي ستكتمل قريبا، أخذني من يدي اليسرى (اليمنى مشغولة بمحاورة الذباب) إلى كومة من الأنقاض في طرف الفناء، ومشيرا بقلمه الحديدى قال: "هنا سيقام طابقان، وربما ثلاثة، حسب الجهود الذاتية لتخفيف الازدحام بالفصول". غير أن انتباهي شدته لوحة عملاقة بين الحطام، أزحت عنها بعض الأخشاب؛ لأرى ماذا تقول: "مسرح المدرسة".
ولم ينتظر سؤالي، فأجاب: "كل شيء بموافقة أولياء الأمور، والسيد مدير المنطقة التعليمية، والسيد وكيل الوزارة، والسيد..."
مدارس 5 نجوم.. أنشطة أولاد الذوات
ذوو الانفتاح الاقتصادي، والقروض بالملايين، وبعض العائدين من اللف والدوران حول آبار البترول.. هؤلاء لهم مدارسهم، ورغم أن مصاريف المدرسة تقل عن عشرة آلاف جنيه مصري، فإن الأنشطة بها موجودة (!!)، وإن تركزت في مجالات معينة؛ فمن هؤلاء التلاميذ من هو في حاجة إلى صنع المربى والجبن الأبيض؟! وليس من بين التلميذات ما تشغلها أشغال الأبرة والتريكو، وماذا يفيدهم المسرح المدرسي، وإذا كانت تذاكر مسرح "عادل إمام" في حدود 300 جنيه، وهل سيرسل الأب ابنه في فريق الكشافة؛ لينام في خيمة، بينما الأسرة في فندق 5 نجوم؟!
"جارتي" المدرسة بإحدى هذه المدارس أكدت أن كل الأنشطة موجودة، ولكن بتطور الرحلات قد تمتد إلى خارج الحدود، وبجانب السباحة توجد قاعة للموسيقى، وأخرى للكمبيوتر والإنترنت.. حتى هواة "البلياردو" نعلمهم قواعد اللعبة.
مندهشا قلت: فقط؟!! فبادرتني مبتسمة: "أنا أعرف ماذا تقصد، أنا أيضا أتذكر، وأنا تلميذة حصص التدبير المنزلى، وقد تعلمت منها الحياكة والتريكو، ولكن من سيقبل الآن على ذلك؟!!" استطردت ضاحكة: "ومن يبيع الآن إبر التريكو؟"
وعندما سألتها عن الأنشطة الأخرى كحصص الفلاحة، وفرق الكشافة والجوالة، قالت -وهي تشير إلي-: "لا شيء.. يمكن هناك في مدارس الحكومة"، وتركتها حسنة الظن بالمدارس الحكومية؛ فلعلها ذكرت ذلك لزملائنا من المدرسين الأجانب. وانصرفت متمنيا لو عاد الزمن، فتعلمت البلياردو منذ الصغر؛ فالمربى متوفرة بالأسواق وأرخص كثيرا.
مسؤول: كل شيء موجود
وبالتليفون اتصلت بأحد معارفي من المسؤولين عن تطوير العملية التعليمية، رحب الرجل كثيرا بتحديد موعد للمقابلة، وبحسن نية أطلعته على موضوع الحوار، وأنه سيدور حول الأنشطة المدرسية، فقال: "وبعد ذلك؟"، فأكدت له أن الموضوع كله عن الأنشطة المدرسية فقط، فظهرت ابتسامة عبر السماعة: "يا رجل عندنا مسائل تهم الناس أكثر؛ اكتب مثلا عن التطوير المستمر في المناهج الدراسية.. اكتب مثلا عن حربنا الشعواء ضد الدروس الخصوصية.. اكتب مثلا عن المدارس الجديدة التي تفتح كل عام، واكتب أيضا عن ارتفاع نسبة النجاح في الثانوية العامة سنة بعد أخرى...".
قاطعته: "لكن بالأنشطة المدرسية..." فقاطعني: "كل شيء موجود، والحمد لله".
يستحق الحمد والشكر سبحانه، الذي لا يُحمد على مكروه سواه.







قديم 12-12-2005, 10:34 AM   رقم المشاركة : 2
روووز
( مشرفة عالم الأسرة والطفل )
 
الصورة الرمزية روووز

شكرا دامبيس لجهودك الطيبه في قسم الاسرة
وشكرا لنقللك القيم
تحياااتي







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية