لا تخلو حياة الأحباب مما يعكر صفوها .. فهناك العتاب .. والغضب .. والفراق .. والوداع .. ولكن ما أن يغيب الحبيب حتى تشتاق إليه .. وها هو الحبيب يرحل مرغماً لأيام .. سأعرف من خلالها من يكون و من أكون ...
بعيون دامعه .. بمشاعر جارفه ...
وبقلب مكسور ...
وقفت مع العشرات على رصيف ذلك الميناء ...
ميناء الوداع ...
والسفينة ذات الصواري .. تعج بالأحباب الراحلين ...
منهم من سيعود .. ومنهم من ستطويه السنين ...
يا ترى لماذا الفراق بين الأحباب ...
ولماذا فرض على الحب أن يعيش الوداع ...
فنحن نعطي الحب كل حياتنا ...
فلماذا يعاملنا بتلك القساوة ...
أسئلة وأسئلة .. ولكن بلا جواب ...
لم تمر السنة منذ أن عرفتها ...
وما أن عرفتها حتى أحببتها ...
وكم هي جديرة بالحب ...
وكم أنا محظوظ بها ...
علمتني كل معاني الحب ...
وعلمتني أن أحب ...
فاكتشفت بأن الليل ليس مجرد قمر ...
وأن الأحلام لا تعرف السهر ...
وأن الحب كالمطر ...
وجدت بين أنفاسها نفسي ....
و تركت بين كفوفها أمسي ...
في البداية كانت لي ملجأ الأفكار ...
وكنت لها الصديق القريب .. وكاتم الأسرار ...
حتى تبادلنا يوماً الأحزان ...
فشعرت بأنها تعيش في داخلي ...
وتعيش همومي وأحزاني ...
فالغريب هو ذاك التشابه الكبير بين الجراح ...
بين حضور اليأس وغياب صوت الأفراح ...
و يأتي يوم تبعثرت فيه الأوراق ...
واختلفنا .. وغاب صوتها لسويعات ...
فأحسست بالزمن قد توقف ...
فحملت الأسف على عاتقي ...
وعدنا كما كنا وأكثر ...
أحبها وتحبني .. وبها أفخر ...
ولكن .. يأتي اليوم الذي فيه ترحل ...
ترحل .. على أمل اللقاء ...
على حلم يعيش في السماء ...
حتى تعود .. ويعلن الحب البقاء ...
و .....
ارتفعت الأشرعة تعلن الرحيل ...
بينما كنت في نفسي .. ألعن الرحيل ...
رفعت يدي ملوحاً لها ...
وهي تلوح بمنديلها ...
ودعتها بابتسامة دامعة ...
وبدمعة لامعة ...
ودعتها وودعت معها الأحلام ...
رغم معرفتي بأن غيابها سيكون لأيام ...
ولوحت لها حتى غابت السفينة عن النظر ...
واختفى من على رصيف ذلك الميناء كل البشر ...
تقبلوا مني اجمل تحايا الكون
الـــــــــزرد