وسط مخاوف من ارتفاع «العنوسة» و«الطلاق» ... خطّابات يُزوّجن فتيات سُعوديات بـ«القُرعة»!
الدمام - رحمة ذياب - الحياة
أثارت طرق زواج حديثة، غرابة عدد من مأذوني الأنكحة والاختصاصيين، والمؤسسات والمراكز التي تسعى إلى تذليل عقبات الزواج، للتقليل من معدلات العنوسة في المملكة، التي تُقدر بنحو 20 في المئة، ففيما أعلنت وزارة العدل عن ارتفاع معدلات صكوك الطلاق، التي بلغت 29 ألف صك خلال عام 1428هـ، في مقابل 130.451 عقد زواج، لجأ عدد من الخطابات إلى اتباع أسلوب جديد، وهو عمل قُرعة بعد تسجيل أسماء الفتيات الراغبات في ذلك، وبموافقة من ذويهن، على ورقة، يتم سحبها، وهو ما يحدث للشبان أيضاً، إذ يتم اختيار أسماء من المجموعتين، ويتم منح فرصة للتشاور وأخذ الرأي، إذا «وجد الشريكان اللذان وقع الاختيار عليهما مناسبة وملاءمة النسب وعدداً من العوامل الأخرى، التي يتم تحديدها مع الأهل»، بحسب قول خاطبة تنشط في مدن الدمام والخبر والظهران.
وتقول الخاطبة، التي فضّلت أن تُكنى بأم عبدالله: «لمسنا إقبالاً من الفتيات والشبان أيضاً على هذه الطريقة، خصوصاً من طلبة الجامعات»، مضيفة: «نتجه إلى المنازل التي نعرف أن فيها فتيات غير متزوجات، ويرغبن في الزواج، بعد أن ندرس ما يتوافر لدينا من صفات ومؤهلات للشخصين».
ومع وتيرة الحياة المتسارعة، ولجوء الفتيات إلى طرق الكترونية للزواج أيضاً، إلا أنه لم يخطر على بال شذا أن تختار شريك حياتها عبر قرعة، أجريت في منزل خالتها، وعُقد قرانها على الشاب الذي وقع الخيار عليه، ووافق على الفتاة بعد أن «تمت المراسم بطريقة شرعية وقانونية». وتوضح شذا ان هذه الطريقة «تُثير الغرابة والضحك في آن، إذ يتم تدوين اسم الفتاة الراغبة في الزواج، وتوضع مع أسماء مجموعة من الفتيات المرشحات، وهذا ما ينطبق على الذكور أيضاً، ويجري اختيار عشوائي، وتكون فرصة للتفكير ملياً، وأخذ الموافقة النهائية». وترى أن هذا الأمر «عادي، وقد تم اقتباس الفكرة من إحدى الدول العربية المجاورة، وتقوم بهذه المهمة مجموعة نساء». الشاب محمود علي، الذي مر بالتجربة ذاتها، رفض قبول الفتاة التي وقعت عليها القرعة «لأسباب شخصية». وحول الطريقة التي تم اتباعها يشير إلى انها «عادية، خصوصاً أن الأسلوب شيق وجديد، ويثير الإعجاب، ولا يوحي بأي تجاوز لتقاليد مجتمعنا المحافظ».
ويرى مأذون الانكحة عبدالعزيز الشيخ، أن هذه الأساليب «ستسهم في رفع معدلات الطلاق، التي تشهد حالياً تنامياً في المملكة، وهناك عدد من الحالات التي يعقد قرانها، وتكون طرق الزواج فيها على شاكلة ما تم ذكره، ولكنها لا تستمر فترة طويلة، قبل أن يقع الطلاق بينهما».
واكتفى الشيخ بذلك، مؤكداً أهمية «التوعية من جانب مراكز التنمية والتوعية الأسرية». وهذا ما نوهت إليه الاختصاصية الاجتماعية دلال البراهيم، التي تقول: «أعتقد أن الطريقة لا تتناسب مع عادات المجتمع وتقاليده، فهل الزواج لعبة حظ أو يانصيب؟ وهل الزواج الذي حاز على أهمية واسعة في الشريعة الإسلامية، أصبح ورقة رابحة في أيدي أناس غير متخصصين؟»، مستدركة: «أعتقد أن القرعة لن تسهم في خفض نسبة العنوسة، وإنما ستفاقم المشكلة التي ستُفرز تأثيرات سلبية في المجتمع». 
تحياتي قيس نجد .
العرض العادي
