نعم هذا ما يحدث أحياناً معي ومعك..وربَّما كان هناك مبرر لهذا الشعور المؤلم
الذي نحسُّ به جرَّاء الإنفِعَال و ( الغَضَب ) ولكن يظل السؤال الذي يفترض ..
ان نسأل أنفسنا إيَّاه هو .. ومن قال أن الآخرين ( أهدَأ ) منا .. لماذا لا يكونون
هم ( العَصَبيُّوْن ) ولا يريدون من هو ( أهْدَأ ) منهم ان يشاركهم جلساتهم ..
وخروجهم وإنشطتهم ولماذا لا يكونون كذلك؟
أما السُّؤال الأهم هو لماذا نعطي الآخرين فرصة ان ينالوا منا وينكدوا علينا..
بإتِّهَامهَم لنا بما ليسَ فينا .. وبِإنَّنَا ( عصبيُّوْن ) ولماذا نسمح لدموعنا ..
ان تنهمر من اجل كلام قالوه في حقنا كي ( يغيظوننا) لماذا نشعرهم بضعفنا ..
وقلَّة حيلتنا في الوقت الذي نستطيع ان نشعرهم فيه .. ان ثقتنا بأنفسنا كبيرة ..
في الوقت الذي يكون فيه هناك من يفهمنا .. من يقدر وضعنا ويقف بجانبنا ..
وإننا ( أهْدَأ ) وبكثِير من جَبَل الجَلِيد!!
وشيء آخر لابد أن نضعه في اعتبارنا ..
وهو لماذا لا يكون هذا الشخص .. الذي يستفزنا عَمداً بكلامه المؤلم ..
لماذا لا يكون هدفه ( اختبارنا ) .. ومعرفة اي نوع من البشر نحن؟
لماذا لا يريد ان يصل الى حقائق معينة تفيده هو وليس نحن؟
وعادة ما يتعب من مثل هذه المواقف .. هو ذلك الانسان الحسَّاس جداً ..
وتخيَّل انت ذلك الانسان ( العَصَبِي ) وربما تكون كذلك بالفعل ..
فماذا ينبغي أن تفعل؟
احيانا يكون التطنيش هو الحل الامثل للإبتِعَاد عن ( العَصَبِيَّة ) المتعبة والمرهقَة
والتجاهل لمثل هؤلاء الاشخاص .. الذين لا يراعون مشاعر الآخرين ..
ولكن بيني وبينك أخي (الفَارِس )يكون التطنيش احياناً بصفة مستمرة جانبا سلبياً
خاصة اذا ارتبط بالهروب المستمر من المواقف الحرجة .. وعدم مواجهتها ..
ولا اقصد هنا المواجهة بينك وبين الطرف الآخر أياً كانت صفته ..
ولكن ما اقصده ما ارم ِ إليه هو المواجهة بينك وبين نفسك ..
بمعنى انك حينما يتكرر حديث من حولك عنك .. وبأنك ( عصبي ) المزاج ..
وصعب المراس وإنك كذا وكذا فحينئذٍ ومن دون اي زعل لابد أن تجلس مع نفسك
وتصارحها!
ليس لأن هذه الصفة السيئة فيك بالفعل فحسب .. بل ولكي تأخذ الحيطة والحذر
في كل تصرفاتك المستقبلية التي قد يساء فهمها وتكون مدخلا سهلاً للنيل منك
خاصة اذا كنت انساناً ناجحاً في مجالٍ ما .. وهناك من يزعجه نجاحك وتفوقك
إننا أحياناً ودون قصد..بل هذه هي طبيعتنا..ربما تكلمنا بشكل معين او مشيناً..
بطريقة معينة او تصرفنا بشكل معيَّن أيضًا .. فلربما فهم الآخرُون من ذلك ..
بأننا ( عَصَبِيُّون ) وَثَائرُون ..؟!
وهذا غير صحيح مطلقاً .. بل غير صحيح تأكيد ذلك دون ان نعرف هذا الشخص
وعن كثب ودون ان نأخذ ونعطي معه في الكلام..
فالأقوال والتصرفات الشخصية لا تدل تماما على نوعية وشخصية الانسان منا ..
فالشخص منا وتحت ظروف معينة قد يكون ( عَصَبِيَّاً ) ولكن هذا لا يعني انه جزء
من هذا التصرف لاسباب عديدة ليست مجالنا ..
وانما المحك هو معرفتنا لهذا الانسان عن قرب .. وإحتكاكنا به عن كثب..
هنا ينبغي ان تتوقف وتسأل نفسك .. وماذا يعني ان يقولوا عني ( عَصَبِيَّاً ) ..
طالما أنا لستُ كذلك؟
اننا احياناً يجب ان نفرِّق بين ( العَصَبِيَّة ) من جهَة وعدم الرَّوَقَان من جِهَة اُخرَى
ومتى ما إستطعنا ان نميِّز بين هذه الشَّعرة الخَفِيفَة او ذلك الخَيط الرَّفيع بينها ..
حينئذٍ سوف نرتاح قليلاً ..
ولا نفكر بما يقوله الآخرون .. لأن لدينا هدفاً أسمى .. نودّ الوصول اليهِ ؟!
ودعني أطلُب منكَ طلباً بَسيطاً أخِي ( الفَارِس ) ..
اجلس الآن مع نفسك .. اُحضُر وريقة وقلماً .. دوِّن فيها وعلى مهَل قائمة ..
بكل الصفات والمزايا الحلوة التي تعتقد انها موجودة فيك دون مجاملة أو مبالغة
ثم اسأل نفسك!!
هل تلك الصفات موجودة في غيرك ممن ينتقدونك وسواء كانت موجودة جميعها
أو جزء منها فهذا لا يغير من الأمر شيئاً .. سوف تظل أنت كما أنت ..
بكل الصفات الحلوة التي لديك..
اعتبر نفسك ان شئت كتاباً مفتوحاً وليس أي كتاب .. بل كتاباً جميلاً ..
كل صفحة فيه أجمل من الصفحة الاخرى ..
فألوانه تسرُّ النظر .. عباراته تفتح النفس .. صوره تريحُ القلب ..
افتح اول صفحة فيه .. تجد عنواناً أنا .. ثم افتح فهرس الكتاب لتجدها تحتوي
على عناوين رائعة ملفتة للنظر .. عناوين تشير الى كل جوانب شخصيتك الحلوَة
تصفَّح وأنت تحتسي قهوتكَ المفضَّلَة .. محتويات هذا الكتاب ..
وإختر منه اي عنوان شئت .. إبدأ من اول عنوان فيه .. فسوف تجد فيه نفسك
سوف تجد انساناً آخر .. بدليل تفوقك في مجال آخر .. لا يضاهيكَ فيه أحد!!
وافتح الصفحة التي تليها .. وسوف ترى ان لديك قائمة لا يستهان بها من الطاقات
والمواهب تنتظرك ان تكتشفها .. وان تبدأ في اخراجها الى حَيِّز الوجود؟
وافتح الصفحة التالية ..
سوف ترى مستقبلاً واعداً بإذن الله خالٍ من ( العَصَبِيَّة ) وهذا اسَاس موضُوعنا
مستقبلاً مليئاً بالورود الجميلة .. والدعوات الصادقة من كل إنسان أحسنت إليه
في يوم من الأيام او كانت لك أيادٍ بيضاء عليه؟
بل افتح اي صفحة تشاء وسوف تجد من يمد اليك يديه ليأخذك معه الى حيثُ الأمان
الذي تنشده!
سوف تجد من يفتح لك قلبه .. لتشعُر معه بالحنان الذي أنت في أمس الحاجة اليه
بل لِترى مع بداية كل صفحة ابتسامة رقيقة جميلة جذابة ترحب بك وكأنها تقول لك
هيّا لا تتردد لا تتضايق ابتسم فأنت مع من يشعر بك .. أنت مع من يتفهم وضعك
أنت مع من يقدر مشاعرك .. وأنت مع الانسان الذي لا يجد مثلك!
أما الصفحة الاخيرة من الكتاب .. فهي قصة لوحدها .. مكتوب في أولها ..
أنني افهمك حق الفهم ولستُ بـ ( عصَبيَّاً ) كما يصفوك..وإن ما اعطيك إيَّاه
من حب صادق .. وما اقدمه لك من مشاعر فياضة .. وما أشاركك إيَّاه ..
من احاسيس نبيلة ليس مجاملة لطيفة لك فحسب !!
لكن لأنك تستحق كل ما يقدم من اجلك فهلاّ أريتني ابتسامتك ودحضت (عَصَبِيتُك)
هلاّ جعلتها عنوانك الدائم كي يذكرني بك..كي يشدني إليك..كي يقربني منك؟
/
/
إنتـَــر