أحبتي
رغم أنني عاشقة للشعر وفي جعبتي الكثير لإعطائه لكم, قررت اليوم أن أطل عليكم بشيء آخر وهي قطعة نثرية أرجو أن تكون مفيدة. سر إلهاميلكتابنها هو طريقة تعامل أعضاء الود الأحباء لبعضهم البعض ليستمر تنوير النادي. العاقل يفهم أحبتي
ودمتم
الإطراء
كلنا يريد ان يمثل الزهد والمثالية , كلنا يريد ان لا يظهر امام الاخرين بمظهر الاناني الذي لا يحب الا نفسه فيوهم نفسه انه يقدر ان يعطي الكثير دون ان يطلب المقابل او ينتظر حتى كلمة اطراء يتمتم بها احدهم ولو في السر.
في قرارة انفسنا نريد كلمة اطراء او اعتراف بالجميل كردة فعل على عطائنا للاخرين. كلمة تحسسنا بقيمة انفسنا حين نسمعها لكننا احيانا نترفع على سماعها حتى وان قيلت لنا جهرا. الكل منا نحن البشر يتلهف على كلمة ثناء, الام تتلهف على كلمة شكر من ابنائها والزوجة تجد ان من واجب الزوج ان ينتبه ويشكرها على كل ما تفعله بادارة بيتها, والمرؤوس يتلهف على كلمة ثناء من رئيسه والرئيس نفسه يسعد لاطراء رعيته له على خدماته وهكذا كل حسب دوره في الحياة. وكلنا نتوق طبعا لمباهات ملائكة الرحمن بافعالنا الخيرة في الدنيا وجزاء خالقنا لنا عليها في الدنيا و الاخرة.
كلمة المدح والثراء على العطاء شبه ضرورية في حياتنا نحن البشر لأنها تجدد الثقة بالنفس, هي فطرة خلقها الله فينا. بها يتحفز العاقل لاعطاء المزيد ويحس بقيمته ومهمته في الحياة . رغم استعلائنا على سماعها احيانا او الافصاح عن الاحتياج لها من بعضنا, فهي مهمة ان تتبادل بين الناس عامة وبين افراد الاسرة خاصة. بها تتولد المحبة وتاوئام وتتولد كذلك لدينا افكار جديدة نبذل من اجلها مجهود جديد فيكبر بهذا تضامننا فنحس بقيمتنا ونتقن دورنا المنسوب الينا ونزيد في العطاء والتضحية والابداع.
لكن لا ننسى ان كثر الاطراء مفسدة لدوي العقول الضعيفة والايمان المهزوز. هؤلاء يصابون بالغرور الذي يجر في الاخير للتصرف بضمير غائبودون طموح.
أمامة