الأستاد القدير ( اليَزِيد ) ..
السلام عليكم ............................ من إنتـَـر
صدق حينما قيل .. إن الإنسان لايعجبه العجب ولا الصِّيام في رَجَب ..
يعنِي حِينمَا تجفّ الصَّحَارِي وتصبح الأرض جَدبَاء نُدعَى لصلاة الإستِسقَاء
على أمَل أن يستمِع الرَّب لنا .. لنِدَاءاتُنَا ..
ويُحقق أمانينا في أمطار تسقُط علينا زخَّات زَخَّات .. لتُبلِل وَجنَتَينَا ..
لتُنَقِّي وجُوهنَا مِمَا عَلَقَ بِهَا من تَعرِّيَات الأيَّام العِجَاف تِلك الأيَّام الضَّحلَة
وَحِينَمَا تسقُط علينَا الأمطَار وحِينَمَا تجرُفنَا السّيُول إلى مَكَان الله وحده
يعلَم أينَ مُنتَهَاه ..
نبدأ نطلق عبارات التحذِير والإحَاطَة ُوَالحُرص ألم أقُل لكَ إن الإنسَان ..
لايعجبه العَجَب ولا الصِّيَام فِي رَجَب؟
أنَأ هُنَا لا أعنِيكَ أنت أخِي الأستَاد القَدِير ( اليَزِيد ) ..
وإنّمَا أعنِي حَال الكَثِير من النَّاس ..
أنظُر إنشِئت إلى أولئِك الثَّكَالَى الذِينَ بيوتهم من طِين ..
أو من أسوَار خشبيَّة وَكَيف يدعُون الله ويرتجُونه ألاّ تسقُط عليهم أمطار
حتَّى لاتتوارى بيوتهم وتخرُّ على رؤسهُم ..
على النَّقِيض نفسه تجد هُناك ( الأثرياء ) أصحاب القصُور الفَارِهَة ..
والفلل الحَدِيثَة يتمنون الأمطار لأنه مهما كان حجمها وكثافتها فهم في
مأمن منها ألَيسَ كذلك؟
وإن أرَدت الحَق ( الأمطَار ) حِلوَة جَمِيلَة ألايكفِي إن الأرض تخضرُّ بهَا
وتَسمن بها الأغنَام الجِيَاع فِي البَرَارِي؟
ألا يكفِي إنها تُنقِّي الأجوَاء .. تُزِيل الأترِبَة التِي سَدَّت انُوفِنَا ..
وبِتنَا غيرُ قادرِين حتَّى على النَّفس بشكِل سلِس نَمِير؟
حَسَناً دِعكَ من هَذَا كلّه !!
حقيقة لا أعرِف إن كُنتَ من أربَاب الأسَر أم عَازِباً تَشكِي من ضَيم الوِحدَة
وَتَبكِي من جُور العُزلَة؟
لكِن دِعنِي أحسُبكَ من الأوّلِين دِعنِي أقُول إنَّكَ رَبّ أسرَة ولكَ أن تَذهَب
في مثل هَذِهِ الأمطار التِي تسقُط على أرجَاء الوَطَن ..
في هذِهِ الأيَّام بالذَات !!
إذهَب في رحلَة برِّيَّة إنشِئت أنتَ وحرمُكَ المَصُون دُون أن يُرَافقكُم إنسَان
رَأسُكَ ورأسُهَا فَقَط ..
سِر بمَعِيَّتهَا مَشياً على الأقدَام وَأنتَمَا حُفَاة القَدَمَين والسَّمَاء مُلَبَّدَة بالغيُوم
والرَّعد يَرنُوا فِي كَبَدُهَا والبَرق يلُوح ومضِه النَّيِّر ..
سِر ولايهُم إلى أين تَكُون وجهتك..سِر ولاتنظُر إلَى الوَقت وكَيف تشعُر
بالوَقت وإنت معك ( الوِد ) ذاته .. كيف تنظُر لهُ ومعك سُحب المزُون ..
كيف وأنتَ معك ورُود الغَلا ونَبع الصَّفَا؟
بادلهَا القَفشَات الحِلوَة تَحت زَخَّات المَطَر .. ولاتَجزَع حِينَمَا تهرُب منك ..
وتنظُر إليكَ من بَعِيد ولِسَان حَالهَا يَقُول أن أرَدت الإمسَاك بِي فإلحَقنِي
فلستُ صَيداً سَهلاً كَمَا تُخَالنِي .. إتعَب من أجلِي .. علُّكَ تَظفَر بِي ..
وأنتَ تَقُول لهَا مَهلاً أيُّهَا الرِّيم الجمِيل بوثبَاتُكَ الرَّائِعَة بخَطوَاتُكَ الوَئِيدَة
( لا أقصُد الرِّيم زَمِيلَة المُنتَدَى ) وإنما تشبيه وَحَسب فلاتفهمُونا خَطأ
حقيقة مثل هذهِ الأجواء المُمطِرَة تُنشَرَى بفلُوس ضَخمَة ..
لأنَّكَ كإنسَان تبحَث دوماً عن المُتعَة .. خاصَّة المتعة الرَّبَانِيَّة كالمَطَر ..
الذِي أشبه بلبن العصفُور .. إذ لايأتِينَا ألاّ وكما نقول بلهجة محلية ..
في السنة حسنة ..
بُورِك فِيك أخي الأستاد القدير ( اليَزِيد ) ومعليش تفلسفت قليلاً..
ولكن آخِر مَرَّة ،،،
/
/
إنتـَـر
في المساء ..
في آخر الليل,.
كونه يرمز إليك,.
تستيقظ المشاعر الجميلة,.
من سباتها العميق,.
كعروس بحرٍ مبهرة,.
تطلُّ بوجهها الجميل,.
من أعماق البحر البعيدة,.
من زرقة الماء الصافية,.
/
/
تُقبل بكل حذر ..
وفضول ..
متجهة نحو الشاطىء ..
لرؤية عالم آخر,.
لرؤية إنسان,.
سبق أن أنقذته ..
فأودعته شاطىء الأمان ..
إنسان ..
تريد الإطمئنان اليه,.
إنسان همت به ..
تريد أن تكتشفه,.
عن قرب..
/
/
وفجأة!!
وما أن يبزغ فجر جديد,.
ما أن تختفي عن الأنظار ..
تغوص مرة أخرى ..
في أعماق البحر ..
في ظلمة الليل ..
في مجاهل المحيطات؟
وكأنها لم تكن؟
/
/
والكل ينتظر عودتها,.
يريد أن يرى بنفسه,.
ذلك الكائن الغريب,.
لأنه حدث فريد,.
لا يتكرر حدوثه
سوى في روايات الخيال؟
سوى في قصص الأطفال؟
/
/
فهذا أنت..
ليل جميل,.
تجتمع فيه الأحاسيس النبيلة,.
كل المشاعر الجميلة,.
لتتحدث فيما بينها,.
بلغة المشاعر,.
التي لا يفهمها,.
سوى أصحاب المشاعر؟
بلغة الدلال ..
المتمثلة فيك ..
وبلغة الجمال ..
التي لا يعرفها ..
سوى من يعرفك ..
فهل إرتِحت الآن؟
.
العرض العادي
