اخواني اعضاء المنتدى سبق واني طلبت تثبيت موضوع بعنوان نزف شاعري لمده اسبوع والذي تدور فكرته على كتابة خاطره من الفين كلمه وقد تم تثبيته
ولكن يبدو ان الاخوان لم يتوقعو مني ان اكتب مثل هذا فقد الغو التثبيت او بالاصح حذفوه
عموما اخواني هذه هي الخاطره سطرتها بالفين كلمه باسطورة الحب الغارب
أسطورة حب غارب
شهرزاد ما بين أسطورة حالمة وعصر معولمة ملامحه تناجي شهريار حلمها الذي استحال إلى أسطورة حب غاربةٍ لا تتكرر إلا في روح الخيال...ولسوف أتسامر مع مناجاتهما القابعة ما بين أحضان الصباح والمساء..
هي:صباح الخير حبيبي..اشتقت إليك بالمساء..و هاأنذا مازلت أشتاق إليك هذا الصباح...
عند غياب الدفء مساء..زرت مدن الأرق..وضواحي السُهاد..وصادقت النجم..وحكيت لشهريار كل حكايا ألف ليلة وليلة حتى صاح الديك وأدركني الصباح حينها سكتُ عن الكلام المباح..
هو:هل حقاً افتقدتيني؟..
هي:أ وتسأل يا من قطفت لأجله ربيع عمري..وصنعتُ منه عقداً علقته على عنقك..افتقدتك مثلما تفتقد الأم وليدها..مثلما يفتقد الكون شمسه..مثلما يخبو بريق النجوم عند غياب القمر..
هو:هل تحبينني حقا؟
هي:ومنذ متى لم أحبك؟!..ومنذ متى نطقت كلمةً غير الحب مذ عرفتك؟!..ألم ترى قصوري وبساتيني؟!..ألم ترى بحري وموجي؟!..ألم ترى شمسي وقمري؟!..ربيعي وخريفي؟!..صيفي وشتائي؟!..جميعهم شهودٌ على مولد حبك في قلبي..وأنا أشهد أنه لا حبيب لي غيرك..
هو:هذا جنونٌ يُصيبك!..
هي:ومنذ متى لم يكن الحب جنوناً؟!..فإذا كان حبك يا سيدي جنوناً يُصيبني فإنني أُعلنُ رسميا جنوني..وثورة شجوني..وفقدان عقلي أهليته للحكم..وعزله عن منصبه الملكي في تدبر أمور قلبي..
هو:أفيقي..فلا يوجد للحب بيننا من نهاية سوى الألم..وأنا أخاف عليك هذا الألم...
هي:لو كان حبك يعني أن يمزقني الألم..فأنا أفتح صدري على مصراعيه لاستقبال الألم..وسأهلل له..وأحتفي به..
فلو كان الألم زائري من حبي لك..فما أروعه من زائر..وما أكبرها من سعادة..بالأمس حلمتُ بك مولاي ومليكي..وحضناً أختبئ فيه ..وقلباً أتربع على عرشه..حتى أعلنَّ اللواتي قبلي واللواتي هن من بعدي احتجاجهن على تتويجي سيدة لقلبك...
هو:يا أنثاي المستحيلة..
هي:كل العجائب مستحيلات..وأنا إحدى أعاجيب الدنيا..وأروع غرائب الحياة..فأنت يا سيدي من شكلني بيديه..وأودع بداخلي طفولةً وجنوناً..وغنجاً ودلالاً..منك أستمد كبريائي..وبك يكون انكساري..وبأناملك وحدك تعزف على أوتاري..أرى الدنيا بعينيك..وأتنفس برئتيك..وأسكن بين شفتيك..
هو:أخاف من النهاية..
هي:بيديك أنت وحدك ترسم البداية وتلون النهاية..بيديك وحدك قد تكتبني حرفاً خالداً في قصيدة..أو نقشاً على قبر...
هو:يا أروع النساء..
هي:يا أعظم الرجال..
هو: لا شيء يحتويني إن أطبق المساء إلا عينيك..
هي:وهل تعتقد يا سيدي أنني لا أحتوي نفسي؟!..كيف لا أحتويك وأنت كل نفسي..
هو:كل البحار حين تقبلين تخون قوانين الطبيعة..تصبح كلها مداً باتجاهك ..فلا جزرٌ حتى لو تدوّح القمر في جبينك..كم أحسد نفسي عليك..
هي:لأنك حبيبي وربيع عمري وصباح يومي وفرح أمسي ..أحبك..لأنك حبيبي أخاف على حبي من القدر..لأنك حبيبي لا تشرق الشمس ولا تغيب إلا في عينيك..لأنك حبيبي لا أمتص رحيق السُكر إلا من شفتيك..
هو:هي كلمات بتاريخ ألف سنة..لغة لم يخترعها علماء اللغة..لغة مكتوبة بماء القلوب..كم أنت رائعة يا عصفورتي الحنونة...
هي:لأنك حبيبي أحطم ذات المستحيل وأشكلها لوحة أرسمها لأجلك..
هو:قولي أحبك..
هي:أحبك لا أعتقد أنني أحبك..فما أشعر به يغدو أكبر من الحب ذاته..يا ترى هل أحبت ليلى قيسها مثلما أحبك؟..ترى هل أصبحت عبلة الآن تعرف أن عنترها تعلم لغة العشق منك؟..
هو:احفظي كلماتك تلك..فهي مكتوبة في قلبي..وأقسم على هذا..
هي:هل تعلم أنني منذ أحببتك أصبح الكون كله يرقص..والصباحات..يا لهذه الصباحات ارتدت حُليها من نرجس وأقحوان..حتى قمري كان هذا الشهر مبتهجاً..أتعرف لماذا؟
هو:لماذا؟!..
هي:لأنني كسوته حلية من ربيع قلبي..ذاك القلب المتيم بك..
هو:ما أسعده إذاً..
هي:ما أسعد قلبي لأنك تسكن فيه..
هو:هل تعلمين..كان قلبي واهناً..مريضاً..والآن مقعد وثير وفتاة همها أن تتربع فيه لتؤازره صار نشيطاً..
هي:هل تعلم أنني منذ عشقتك خلعت الرداء الأسود..وحللت ضفائري..ولونتُ شفتيّ بالأحمر..ورششت نفحة من عطر..وجلست عند قدميك أُسند رأسي بين راحتيك لأقبلهما إصبعا إصبع ..هل تعلم أنني ما كنت إلا حينما كنت أنت..وما شعرت بأنوثتي إلا بين يديك أنت..
هو:بل أنا من لم يكن لو لم تكوني..
هي:هذا المساء يتقهقر عندما تحضر..ويرتدي حلة العرس ويقيم الأفراح..ويدّق على دفوف الوقت حينما تزوره عريساً لتراني..كل مسافات الوقت يطويها صوتك..وكل مدن الحزن تتبعثر عند هبوب نسمة من روحك..وإذا أقبلتَ يموت الموج عن الثوران..وتطرح أشجار التين توت ورمان..وتلتف النوارس حول مقعدك مهللة أنه لا حبيب لي غيرك أنت..
هو:رائع..
هي:لأنك حبيبي نصبتك ملكا على مملكتي..وسيدا على نفسي..ونديما لطفولتي..لأنك حبيبي فقدت معك هويتي وبت وليدةً جديدة بلا جروح ولا خطايا..واغتسلت بدمعك من كل آثامي..وتطهرت بين ذراعيك من كل ذنوبي..وولدت في عينيك نورا وفجرا جديدا..
هو:ولأنك حبيبتي بت أعرف كيف يعيش الملوك حين يعشقون..وكيف يحلمون..حين أعانقك يا حبيبتي يصبح الكون كله وردة ليلية لا تذبل مع الصباح..ولا تهدي أريجها لمن يقطفها..
هي: الورد ساحر لكنه ينثني ويخجل أمام سحري ودلالي..
هو:أنا رجل شرقي..
هي:وأنا أنثىً شرقية..تبحث عن رجل شرقي ولد بين حكايا الأساطير.. فارس في زمن اللافرسان..
هو:يا فراشتي..
هي: نعم أنا هي فراشتك الغاوية ..أهبط على زهر شجرة محرم أكلها فأغويك كما حواء أغوت آدم لأحملك إلى جنة العشق.. وأستبيح كيانك وأهز بروحك فتتساقط على روحي ياسمينا وريحانا...
هو: يالي جنونك..يحملني من أقصى الروح إلى آخر مداها فأهيم في روضك الفتان وأغرق في لحظة الجنون..
هي: بركان هو حبي يتفجر من جوف الفؤاد ليحرق بحممه كل الأرواح..خصبة هي دمائي حينما ترتحل من الوريد إلى الشريان فتنمو على سطحها أشجارٌ تحمل الجلنَّار..
حبي دوحة ظليلة تتجذرُ عميقاً قرب واحة يفئ إليها كل العشاق..فينهلوا من دوحها سر العشق ويتيهوا بروعة الجنون..
هو: استيقظي من جنونك..
هي: لا أريد الاستيقاظ من جنوني..أشعر بحبك يطّوعني لأصبح كالصلصال فيشكِّلني كيفما يشاء..قد يشكِّلني كراقصة تهتز خاصرتها كلما سمعت الألحان..أو كحورية تغني للبحارة فتسحرهم وتحملهم صوب حتفهم ثم تختفي حاملة معها سر الغناء..
هو: أيتها الحورية..
هي: ربما أنا حورية تتجسد في هيئة مركب يمخر عباب الموج..فيزور الدنيا ويرسو عند كل موانئها..يحمل على متنه كنوزا وأشعارا..انظر إلىَّ..إنني كالنهر العذب أصب رحيق شفتيَّ عند كل البحار..فتستحيل ملوحتها إلى عذوبة تُطفئ ظمأ كل العطاشى وتريح قلب كل الحيارى...
هو: هلمِ تعالى إليّ..
هي: كيف أجيء إليك وأنا منك..وأنتَ مني..هل تنفصل الروح عن جسدها إلا عند الموت؟!..حتى الموت لن يمحو حبي لك ولن تقتله طعون الغدر ولا حكم القدر..سأظل أموت وأحيا عند شفتيك وبين مقلتيك..أتلبس ظلك كالشياطين حينما تتلبس أرواحنا...
هو: من أنتِ أيتها المرأة الخرافة...
هي: أنتَ قلتها..إنني خرافة أتطّوس بخيلاء في زمن انمحت من ملامحه كل الخرافات..وسمتك يا حبيبي بشفتيّ فأصبحت شفاه كل النساء بعدي سواء..
هو: أتعبتني بأحرف العشق هذه..
هي: أتعلم..كل أحرف الهجاء أسدلت خمارها خجلةً أمام أحرف عشقي..وكل القصائد استمدت روحها من عبق روحي..حتى الشعراء تابوا عن الشعر وعن نقش الحرف..والفلاسفة وقفوا رافعين راية الهزيمة أمام فلسفة حبي معلنين استسلامهم..والأطفال تعلموا النطق من بقايا حرفي..وجيوش التتار تقهقرت عاجزة ضعيفة أمام قوة جيوش عشقي..
هو:صمتاً..أرجوك رفقاً بقلبي..
هي: لا تخف فقلبكَ لا ينبض إلا بقلبي..ويدكَ لا تهتز إلا بيدي..وعينيكَ لا ترى بغير عينيَّ..وطيوركَ لا تغرد إلا بصوتي..أنظر كيف تتمايل الأزهار على غصونها بعدما اغتسلت بندى عشقي حتى الثمالة..حتى عقارب الساعة أضحت تدور بعكس اتجاهها..والكون يصرخ مناديا طالباً الرحمة عند حبي..
هو: ............؟ نسيت اللغة وكل الكلمات..
هي: في حبك ظهرت لثغة التاء المستترة بحرف الطاء..وضاعت مني كل معاني الكلمات..حتى بجعات المساء اجتمعت حولي لتتعلم فن الكلام..فحبي يستبيح يا حبيبي بروعته أستار السماء ..فيبهت بريق النجوم أمام وهجه..وتُعمَى عيون القمر أمامه..حبكَ قلادةٌ علقتها على عنقي وتبخترت بها عند النساء فخبا بريق قلائدهن وشخصت صوبها الأبصار في صمت وذهول..وامتلأت العيون بروعتها غيرة وحسدا..حبك إلياذة تتهدم أمامها كل القلوع..وتتكسر على مرافئها كل القلوب..ويظل قلبي وحده مرفرفاً كلما هبَ النسيم..حبي بستان دراقٍ تحمل أريجه رياح الحلم القادمة من بعيد..
هو: من أين خلقتَ..
هي: أنا مخلوقةٌ من ضلعك الأعوج لأتمم أجزاءك المفقودة..
هو: من أنتَ؟...
هي: أنا ساحرة الإغريق أحمل صولجان الحب ..أرمي به سحري فوق رؤوس الخلائق فألضمهم وأفرطهم كمسبحة ورد عالقة على أناملي..وأقودهم صوب مدنه الهاجعة في سكون لحظة غاربة هاربة من عمق الغسق صوب الفجر..أنا تعويذة يحملها العاشق فتتناثر على جوارحه عطرا..أنا التي يُقال لها كوني بردا وسلاما على (....) ..أنا النار التي تضج لهيباً فتحرق به أنامل الشجن حتى يستجير..أنا روضةٌ مخلدةٌ من رياض القلب لا يُخَّلد فيها ولا يستلذ بنعيمها إلا العشاق..
هو: أيتها القطة الشرسة..
هي: كل شراستي رُوضت على راحتيك فاستحالت مواءَ..كلما مررتَ براحتيكَ على فؤادي كلما صار صوت مُوائي أعمق..واستحال غموض كلماتي إلى شجنٍ يندفع مناجياً صوب كل الأقطار..
هو: أنت متمردة..
هي: هذا سر روعتي..أنا فرس أصيل جامح في البراري..كلما لجَّمته أحلته إلى بواقي روح..وكلما أحببته أتاك دون لجام أو قيود..فلتعتلي عندها صهوته وتسمع صوت صهيله..ففرسك يا سيدي حكرٌ عليك وحدك دون كل الخلائق..كلما وهبته حناناً كلما طأطأ برأسه لتمسح عرق راحتيكَ على جبينه..سينطلق عندها راكضاً وكلما ناديته أقبل مهللا وهالة من نور تعلو جبينه..أنا الشامخة بكل كبرياء..أقف منتصبة أمام الإعصار..لا أنكسر ولا تنحني هامتي..أنا حبك العجيب الأول والأخير عندما تنتهي الأزمان..أنا أنتَ..وأنتَ أنا..لا يفصلنا إلا خيط قدر شعرة تشحذ عليها نصول الخناجر..
هو: أحبك..
هي: إذن ستلقاني أفق تغرب وتشرق الشمس عنده ..أنا فجرك الباسم وأمسك النائم وصباحك العذب..أنا قمرك الفاتن وظلك الغائب..أنا مناجاة العباد عندما يرسل المساء ستاره الهادئ..أنا أنفاسك القادمة من جوف رحم الحاضر..والمؤودة تحت واقع جائر..أنا من قبلت وجنتي طيوف الضياء..ووسمت شفتيَّ قبلات الأنفاس..أنا قيثارة المشرق..وسيمفونية المغرب..كلما عزفتَ برقة على أوتاري تهادت نغماتي بكل رخامة ونعومة..
هو: اصمتي..
هي: كيف يكون الصمت وأنا الحاضرة الغائبة..سأواعدك في أحلامي كغيمة رقيقة تهب على أجزائي..فلتمطر كيفما تشاء ولتعصف برياحك في كل وادي..سأستقبل بوجهي هطولك الجاري..وأبلل شعري ومعطفي وحتى حذائي..سأغوص بذاتي حتى النخاع..وأتعطر بأريجك الفواح..فعطرك كنرجسةٍ عبقت وعصفت بكل أنحائي..فتبعثرت وريقاتي وطارت إلى أصقاع البقاع..
وهنا تُغرد طيور الحب معلنةً قدوم الصباح فتسكت شهرزاد عن الكلام المباح حتى حلول المساء..
صادق الوعد
العرض العادي
