تعتبر اضطرابات الدورة الشهرية من المشاكل الصحية التي لابد أن تعاني منها كل سيدة أو فتاة في مرحلة ما من حياتها. وبغض النظر عن حدة هذه الاضطرابات فإنها تستدعي مراجعة الطبيب المختص بالأمراض النسائية لتحديد سببها بدقة ومعالجته بالشكل الأمثل. والمقصود باضطرابات الدورة الشهرية، أحياناً تتأخر أسبوعا، وأحياناً أكثر من ذلك. وأحيانا تنقطع لفترة طويلة وأحيانا تأتي أكثر من مرة بالشهر.. وهناك أسباب عديدة لاضطرابات الدورة الشهرية، منها: 1 ـ الاضطرابات النفسية. 2 ـ نمط التغذية والمواد الدسمة. 3 ـ التدخين. 4 ـ حدوث الحمل والإسقاط العفوي. 5 ـ اضطرابات الغدة النخامية. 6 ـ اضطرابات المبيضين. 7 ـ أكياس المبيض. 8 ـ أسباب مجهولة. وعن هذه الاضطرابات من المهم جدا معرفة بعض الاصطلاحات الطبية للتمييز بينها: 1ـ غزارة الدورة الطمثية: وهي دورة طمثية منتظمة شهريا، ولكن تترافق بغزارة الدم من ناحية الكمية، أو ازدياد عدد أيام الحيض. 2ـ زيادة عدد فترات حدوث الدورة وتكرارها في شهر واحد: وهي دورات طمثية طبيعية من حيث كمية الدم ولكنها تتكرر كل 21 يوما أي كل 3 أسابيع. 3ـ قلة دم الحيض: وهو دورة منتظمة ولكن تحدث لمدة يومين فقط . 4ـ قلة تكرار الدورة الطمثية وهي دورات طمثية كل 35 ـ 40 يوما. ويتم تشخيص الحالة المرضية وتحديدا أهم أسبابها استنادا للقصة السريرية التي تعتبر مهمة جدا لمعرفة كمية الدم ومدة تكراره حيث تسجل المرأة تاريخ الدورة لعدة أشهر لملاحظة نوعية الاضطراب. ويجب التأكد من وجود أو عدم وجود أية أمراض أخرى عامة تؤثر وتزيد من غزارة الدم ومناقشة الضغوط النفسية والمشاكل العاطفية حيث لها تأثير كبير إضافة إلى إجراء الفحص الطبي الشامل أيضا، الذي يتضمن: 1ـ الفحوصات الدموية: خضاب الدم، عدد الصفيحات الدموية، معايرة هرمونات الغدة الورقية، دراسة هرمونات المبيض كالإستروجين والبروجسترون، معايرة سكر الدم. 2ـ تجريف الرحم: وهو مفيد لإزالة بوليبات رحمية إن وجدت أو لأخذ خزعة من باطن الرحم ودراستها وتحتاج لدخول المستشفى حيث تتم تحت التخدير العام. 3ـ تصوير الرحم والأنابيب شعاعيا، وهو مفيد للكشف عن الورم الليفي أو تشوهات رحمية، وهو لا يحتاج للتخدير بل عبارة عن حقن الرحم والأنابيب بمادة ظليلة ترى شعاعيا، ويجب أن تجرى في العشرة أيام الأولى من الدورة الطمثية. 4ـ التصوير بالأمواج فوق الصوتية للكشف عن أورام ليفية في الرحم أو أورام مبيضية. 5ـ وأخيرا تنظير باطن الرحم حيث نستطيع رؤية باطن الرحم بالمنظار لنفي وجود بوليبات رحمية. العلاج بعد التوصل للتشخيص الدقيق يتم العلاج وفقا للسبب وهذا ما يحدده الطبيب الذي يلجأ للعلاج بالأدوية كالهرمونات من إستروجين وبروجسترون مع فيتامينات أو قد يلجأ إلى الجراحة لاستئصال ورم ليفي أو إزالة أكياس بيضية وبوليبات رحمية، أو قد يضطر الطبيب لإجراء تجريف باطن الرحم حيث يسيطر على النزف بشكل مؤقت أو استئصال الرحم في الحالات الضرورية وبشروط معينة. وأخيرا تجدر الإشارة إلى عدم إهمال مثل هذه الاضطرابات واستشارة معالجتها بالشكل الأمثل دون حدوث أية مضاعفات غير مرغوبة.