عندما تنتفض أوراق الشوق في مخادعها
وتتساقط قطرات الحب خجلى على سويقات الذكرى
وعندما يمتطي القمر صهوة السحاب مخترقا صفحة الليل
وقفت على قارعة دروبها تمحو بكفها الاولى دموعا حارة تنساب على خدها
وبالأخرى تمحو سطورا قد بليت في دفترها الصغير.. الذي طالما تمنت ان يزهر مع الايام
استوقفتها تلك الصفحة التي شربت من دموعها أغزرها
واكتوت بحرقة قلبها
قرأت(..اعذريني في أساي الذي أصبه قسوة عليك ..ولكنها العزلة التي أموت وتموت فيها مشاعري..فليس يسيرا أن يشعر الإنسان أنه نكرة في هذه الحياة تماما كما أشعر الآن وفي كل حين ..)
حاولت جاهدةً أن تمحو تلك السطور ولكنها لم تقو على ذلك
لأنها انغرست في الصفحة تماما كما انغرست في ثنايا عمرها
حدثت نفسها قائلة:أنىيجدي محو هذه السطور...؟ وهي بين الأنحاء مطرزة بألم الذكرى وبؤس المعاناة....؟
تتربع على عرش الخواطر اللاهثة في غربتها وتحطم أسوار الوحدة التي تسكنها ...؟
توقفت برهة..أغمضت عينيها ، واعتلت موج الأيام السالفة .
وقفت على تلها القديم فتهاوى بين قدميها وكادت تغرق في وحل الأسى..صرخت:
أما لهذا الدرب من آخر.......؟
تنبهت من غفوتها على صوت لا تزال تذكره..
تشبثت بأصدائه التي شعرت وكأنها تطير بها.
دنا منها ذلك الصوت، وهمس لها في حنان (اجعلي النهاية إشراقة للبدايات، وامحي ذلك السطر، وأسكتي ذلك الصوت ،وادفني تلك الذكرى ،واجعلي من غربة الروح حياتها، ومن صرختها صداها ،حتما سيشرق النور....
وسيكون للحياة وجه آخر ،تحلو في عينه صورة الذكرى ،وتنتعش مع أنفاسه الأمنيات)
وتقبلوا اجمل تحياتي..........