العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-2011, 06:10 AM   رقم المشاركة : 1
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل
:: :: محاسبة النفس :: ::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


محاسبة النفس


إن علاج استيلاء النفس الأمارة على قلب المؤمن محاسبتها ومخالفتها ، أخرج الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب -

رضي الله عنه - أنه قال : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم

في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية "(رواه الترمذي) .


وقال الحسن : " المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا

الأمر من غير محاسبة ، إن المؤمن يفاجئه الشيء ويعجبه فيقول والله إني لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ،

ولكن والله ما من حيلة إليك ، هيهات حيل بيني وبينك ، ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول :

ما أردت إلى هذا ، مالي ولهذا ، والله لا أعود إلى هذا أبدًا .


إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن ، وحال بين هلكتهم ، إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته ،

لا يأمن شيئـًا حتى يلقى الله ، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره وفي لسانه وفي جوارحه ،

مأخوذ عليه في ذلك كله " .


قال مالك بن دينار : " رحم الله عبدًا قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟! ، ألست صاحبة كذا ؟! ثم زمها ، ثم خطمها ،

ثم ألزمها كتاب الله عز وجل ، فكان لها قائدًا " .


فحق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها

وخطراتها ، قال الله تعالى : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا

وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً )(آل عمران/30) .


ومحاسبة النفس نوعان :


نوع قبل العمل ، ونوع بعده :



أما النوع الأول : فهو أن يقف عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه .

قال الحسن - رحمه الله - : " رحم الله عبدًا وقف عند همه ، فإن كان لله أمضاه ، وإن كان لغيره تأخر " .

وشرح بعضهم هذا فقال : إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهمَّ به العبد وقف أولاً ونظر هل ذلك العمل

مقدور عليه أو غير مقدور عليه ، ولا مستطاع ، فإن لم يكن مقدورًا عليه لم يقدم عليه وإن كان مقدورًا عليه

وقف وقفةً أخرى ونظر ، هل فعله خير من تركه ؟ أو تركه خير له من فعله ؟ فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه

وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة : هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال

من المخلوق ؟

فإن كان الثاني لم يقدم ، وإن افضى به إلى مطلوبه ، لئلا تعتاد النفس الشرك ويخف عليها العمل لغير الله ،

فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالى حتى يصير أثقل شيء عليها ، وإن كان الأول وقف وقفة

أخرى ونظر هل هو معان عليه وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاجـًا إلى ذلك أم لا ؟

فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه ، كما أمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجهاد بمكة حتى صار

له شوكة وأنصار ، وإن وجده معانـًا عليه فليقدم عليه فإنه منصور بإذن الله ،ولا يفوت النجاح إلا من

فوت خصلة من هذه الخصال ، وإلا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح ، فهذه أربعة مقامات يحتاج العبد

إلى محاسبة نفسه عليها قبل العمل .




يتبع







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 31-03-2011, 06:15 AM   رقم المشاركة : 2
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

وأما النوع الثاني : فمحاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع :



أحدها :

محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي ، وحق الله في الطاعة ستة أمور :

- الإخلاص في العمل .


- ا لنصيحة لله فيه .

- متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

- شهود مشهد الإحسان .

- شهود منة الله .

- شهود تقصيره فيه بعد ذلك كله .

فيحاسب نفسه هل وَفَّى هذه المقامات حقها ؟ وهل أتى بها في هذه الطاعة؟


الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرًا له من فعله .


الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباحٍ لِمَ فعله ؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحـًا ،

أو أراد به الدنيا وعاجلها فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به .


وإذا أهمل العبد نفسه وترك محاسبتها واسترسل مع رغباته فإن هذا يؤول به إلى الهلاك ، وهذه حال أهل

الغرور يغمض عينيه عن العواقب ويتكل على العفو ، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة ،

وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأنسَ بها وعسر عليه فطامها ، ولو حضره رشده لعلم أن

الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد .


وجماع ذلك : أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض ، فإن تذكر نقصـًا تداركه إما بقضاء أو إصلاح ،

ثم يحاسبها على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئـًا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ،

ثم يحاسب نفسه على الغفلة ، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى ،

ثم يحاسبها بما تكلم به أو مشته رجلاه أو بطشت يداه أو سمعته أذناه ماذا أرادت بهذا؟ وَلِمَ فَعلته وعلى

أي وجه فعلته .. قال الله تعالى : (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الحجر/92 ، 93) .

وقال تعالى : (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ)(الأعراف/6 ، 7) .

وقال تعالى : (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )(الأحزاب/8) .

فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين .

وقال تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)(التكاثر/8) .


قال محمد بن جرير - رحمه الله - : يقول الله تعالى ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه

في الدنيا : ماذا عملتم فيه ؟ ومن أين وصلتم إليه ؟ وفيم أصبتموه ؟ وماذا عملتم به ؟

وقال قتادة : إن الله سائل كل عبد عمَّا استودعه من نعمه وحقه .

والنعيم المسؤول عنه نوعان : نوع أخذ من حِله وصرف في حقه ، فيُسأل عن شكره .

ونوع : أخذ بغير حِله وصرف في غير حقه فيُسأل عن مستخرجه ومصرفه .


فإذا كان العبد مسؤولاً ومحاسبـًا على كل شيء حتى على سمعه وبصره وقلبه كما قال تعالى :

(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء/36) فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب .

وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)(الحشر/18) .

يقول الله تعالى : لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال ، أمِنَ الصالحات التي تنجيه ، أم من السيئات التي توبقه ؟

قال قتادة : مازال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغدٍ .

والمقصود : إن صلاح القلب بمحاسبة النفس وفساده بإهمالها والاسترسال معها .


المصدر: اسلام ويب







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 31-03-2011, 11:48 PM   رقم المشاركة : 3
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

جعل الله ماكتبتيـــــــــهـ وخطتـــــهـ أنااااملك في ميزاااان حسناتكـ
موضــــــــوع مهم للغايهـ
تسلم يدينك يالغااااليهـ،،ننتظر جديدك القااادم
ودي وتقديـــــــــري

تقبلي مروري المتواضع ع صفحتك المميزه"""






قديم 01-04-2011, 10:32 AM   رقم المشاركة : 4
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الرومنس
جعل الله ماكتبتيـــــــــهـ وخطتـــــهـ أنااااملك في ميزاااان حسناتكـ

موضــــــــوع مهم للغايهـ
تسلم يدينك يالغااااليهـ،،ننتظر جديدك القااادم
ودي وتقديـــــــــري


تقبلي مروري المتواضع ع صفحتك المميزه"""



شكرا ع المرور والتواصل الراقي

اعذب التحايا

شمس القوايل






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 03-04-2011, 09:50 PM   رقم المشاركة : 5
ّّهمس الجليدّّّ
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية ّّهمس الجليدّّّ

انار الله قلبك ودربك واثابك عنا

لاحرمك الله الجنه على ها الطرح القيم

جزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك يارب






قديم 03-04-2011, 11:16 PM   رقم المشاركة : 6
أسير الصــمت
( السياحة والترحيب والإهداءات )
 
الصورة الرمزية أسير الصــمت

اللهم أ جعلنـــا ممن يحاسبوووون أنفسهم ,,,

طرح قيم أختي الكريمه ,,,

:: شمس القوايل ::

جزاك الله خيـــــــــــر

وكتب لك الآجــــــــر






قديم 04-04-2011, 08:04 AM   رقم المشاركة : 7
طيف الجورية
( ود متميز )
 







طيف الجورية غير متصل

السلام عليكم

ألف شكر لك.. شموسة
وجزاكِ الله خير على الموضوع القيم
,,,

وهذه بعض الأقوال في محاسبة النفس
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله:
(حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة
فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة،
ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة).

وذكر الإمام أحمد عن وهب قال:
حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه
وساعة يحاسب فيها نفسه
وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه
وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل
فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
(ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف
ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن).

هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره
فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!

,,,

نسأل الله أن يرحم ضعفنا و يغفر تقصيرنا وخطايانا


تحياتي


طيف الجوريه







التوقيع :

قديم 04-04-2011, 05:39 PM   رقم المشاركة : 8
ρùℓşέ
( مشرفة السياحة والسفر و الاستراحة)

جـــــــــــــــزاك الله خير



:)






التوقيع :
استغفر الله العظيم وأتوب اليه

قديم 05-04-2011, 12:43 PM   رقم المشاركة : 9
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ّّهمس الجليدّّّ
انار الله قلبك ودربك واثابك عنا


لاحرمك الله الجنه على ها الطرح القيم


جزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك يارب



اللهم اميييين

مشكوره ع المرور يالغلا

اعذب التحايا

شمس القوايل






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 06-04-2011, 01:15 PM   رقم المشاركة : 10
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسير الصــمت
اللهم أ جعلنـــا ممن يحاسبوووون أنفسهم ,,,


طرح قيم أختي الكريمه ,,,

:: شمس القوايل ::

جزاك الله خيـــــــــــر


وكتب لك الآجــــــــر


اللهم اميييين

مشكور ع المرور ماقصرت

اعذب التحايا

شمس القوايل






التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية