وتهت أنا يا سيدتي من بعد فراقك
تهت يوم عيد ميلادك
وافتراقنا وها هو ذكرى ميلاد فراقنا
تعذبت كثيرا عشت حلما بلا أمل
وعشت مدينة بلا وجوه
في صدري ألف ميناء وميناء
تذكرت الحضور في لحظه غياب
وها هو يجن أليل وتشتعل النجوم
في تلك السماء الواسعة
أبحث عنك وعن صدرك الدافئ
أريدك أن تحتويني
تنسيني
كل شئ حولي فبعدك عني أتعبني
وما زلت ابحث عنك
هاهي الأيام بعد رحيلك وفراقك
توصد خلفك الأبواب
مللت من الانتظار مللت الأمل
مللت من التردد خلف الأبواب
مللت من سماع أنفاسك
تتزاحم داخل كوة أغنية عاطفية حزينة
وبالتحديد شرقية اللحن والكلام
وقررت نعم قررت أن أسافر
أن احزم حقائبي واهرب أليك
إلى هناك إلى مدينة الحب والبرد والمطر
لكي أعيد ذكرى فراقنا
وها أنا أسافر وفى داخلي قصة
بصوت الناي الحزين
تحكى قصة الشوق والواله
وحطت طائرتي لتعلن وصولي لمدينتك
ذهبت هناك ابحث عن شارع الضباب
والقناديل الحزينة ممسكا بيدي وردة صفراء
هذه الارصفه الخالية والجو الممطر وموج البحر المتلاطم
وهناك على رصيف الدهشة
رأيت بائعه الحب تقف رغم البرد توزع الحب والورد
والتي أهدتنا ذات يوم وردة صفراء
ورأيت الوجوه العابرة فوق الألم ورغم البرد والمطر
ورغم الشوق ما زلت ابحث عنك
وعن ذاك المطعم الذي جمعني فيك لأول مرره
سئلت بائعه الحب عنك فلن تجيب
فسئلت الشارع والارصفه والقناديل
فكلها تجيب لا نعرف عنها شي
ها هو ذاك المكان اننى أراه امامى
بشعاره الدائم ولوحته الزرقاء
انه السانبوك الذي تعشينا فيه ذات يوم
الذي جمع أشواقنا وتعانقت فيه عيوننا
هذا هو المكان برومانسيته بشموعه بهدوئه
ودخلت أتأمل المكان وجلست في نفس الطاولة
فلم يتغير شي نفس الوجوه العاملة
ونفس الشموع وتلك الموسيقى التي نحبها سويا
جئت اليوم أعيد ذكرى حبنا وذكرى فراقنا
ولا أدرى أين انتى لا اعرف لك عنوان
فصدقيني اتعبنى الحنين إليك فقلبي يخفق بحبك
وما زلت احبك رغم الفراق والألم
هذا المقعد أمامي خالي وها أنا أتنفس بعمق وألم
جلست أناظر فيه تمنيت تكوني إمامي
طلبت نفس العصير وشطيرة التفاح
ما أجمل هذا المطعم سيدتي
وما أجمل هذه المدينة الساحرة
وما أجملك أنت يا رائعة النساء
سرحت فجاءه انأظر حبات المطر
على الزجاج وأراقب المارة هنا وهناك
وفى داخلي شي غريب وألف سؤال وسؤال
لماذا جئت هذه المدينة لمذا جئت هذا المكان
هذه أليله بالذات لماذا جئت أعيد الذكرى
في داخلي أحساس غريب أحساس جميل
طلبت قائمة الطعام وأنا اختار
شممت عطر يشبه عطرك بل هو عطرك
ودهن عودك هذا أنت أمامي بساعة معصمك
وغطائك الذي يطهر جمال عيونك
ونغمة جوالك التي اخترتها أنا لك ذات يوم
نعم هذا انتى أمامي بكل ما فيك
ازحتى غطائك نثرثى شعرك الذي لعبت فيه كثيرا
هذا رموشك التي سحرتني بروعتها
ياءاه هذا أنتي بكل سحرك وجمالك
جئت مثلى تعيدي ذكرى الفراق في نفس المكان
ولكن من هذا الرجل الذي معك ومن تلك السيدة التي معكم
فغرفت من حديثكم بأنه آخوك وتلك والدتك فستراح قلبي
وساد السكون المكان وأنا انأظر فيك وأنتي كذلك
وفجاه طفل صغير قادم مع خادمته يرتمي في حضنك
وهو يردد ماما ماما
اااه انه زوجك ووالداته ياءاه وابنك
أغمضت عيني تنفست بعمق
مددت يدي للشمعه أطفأتها وأطفئت حياتي معها
وطلعت من المكان مسرعا
رحت هناك تحت القناديل
ورغم المطر والبرد والريح
وقفت انتظر ذهابك بدموع على خدي
وأحزان في قلبي وقفت طويلا انتظر
وها انتى بمشيتك المميزة
وخطواتك الرائعة تركبي سيارتك وعيوني تتبعك
ناظرت لأخر مرره
وودعتك وقلت لك
في أمان الله
بقلم الناي
العرض الشجري
