[c]
(1)
وماذا بعد 11 سبتمبر ....
ماذا بعد أن شجبنا واستنكرنا وغضبنا وثرنا لدمع أمريكا الغالي وجرينا لنداوي الجرح الأليم .....
ماذا بعد أن قلنا واتفقنا وأيدنا وبصمنا على معاهدة الإرهاب دون حتى أن نقرأ ما جاء بين السطور .
ماذا بعد أن خمدت العاصفة ورضيت الماما أمريكا علينا وباتت الثورة رماداً ....وانطفأت نار الانتقام .
في الحقيقة وبعيداً عن كل شيء، ورغم كل شيء ، أشعر بسعادة ...، أرى قلبي يغمز بخبث في الظلام ، ألمح وجهي وبسمة عريضة نقشتها الأحداث على وجنتيه وقد توارى خلف الأبواب يخشى الظهور ، حتى لا يقبض عليه أحد .
أمريكا العظيمة قبلة البعض ، التي كانت تولى إليها الوجوه في وقت من الأوقات ،حلم الماضي ، أسطورة العالم احترقت ومن كان يعلق خارطتها بين صدره أنتزع سكيناً ونحر عنقه ،ومن كان يسمي أولاده بوش وكارتر ، أعلن أنهم أبناء الشيطان وليسوا أبنائه .
ومن كان يزين ردهة منزله بتمثال "حرية أمريكا" حطمه بمعولٍ ثائر لا يرى ولا يسمع ، الكل أمسك بالنعال وقذف العلم الأمريكي ودهسه وأشعل النار في كل ما هو أمريكي ، حتى قرطاس البطاطس المقلي لم ينجو من ثورة الشعب . حقاً رائع ما حدث ، وما سيحدث.
اشعر وأحلم أن النصر قادم ،فإن كنا فيما مضى لا نرى ولا نسمع ونلقى العدو بالأحضان على أنه الصديق الوفي ، عرفنا اليوم أين توجه فوهة البندقية ..وما هو الهدف.
الزمن يقلب بين أصابعه صفحات الفصل الأخير من قصة النهاية.
وداعاً أمريكا..
"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم".
(2)
جميل بل من الرائع أن تصلي خمساً وتسبح ألفاً
وتزور بيت الله وتطوف وتعتمر وترجم وتزكي وتتصدق
وتستعيذ من الشيطان كل ليلة قبل أن تأكل و قبل أن تنام وقبل أن تستيقظ ...
وما إن تمضي في الطريق وتقابل إبليس
تبتسم وتقبله وتأخذه بالأحضان وبالورود وتدعوه للمنزل
وهناك في المجلس ...
ورقة مثقوبة ...قلم أعرج .....
الموضوع ..معاهدة سلام
وليس أي سلام ...العنوان "سلام الشرفاء"
....التوقيع أصدقاء للأبد ...
حلفٌ جديد...
يسمى...
وحدة أبدية ...أنا وإبليس.....
والشعب لا تسل فهو ...
أخرس أبكم ميت..!!
(3)
بعد أن تمت الجريمة
استأذنوا القاتل
ترجوه....قليلاً وكثيراً ...
وهل من الممكن أن تسمح لنا أن نعاين مكان الجريمة
ندرس أسلوب المهاجمة
تكنيك المداهمة...
أخذ المتهم نفساً عميقاً..
فكر ..تبسم ...لف قدماً على قدم ..
أرتشف القهوة في تلذذ
قال بعد طول صمت ....
أفكر ...ثم عاد مسرعاً ...في ندم ....
لا ....لا أوافق ....ليس من حق أحد
الجريمة جريمتي والجثة من ممتلكاتي...
ألست من مص دمها وأكل لحمها وطحن عظمها ...
عبس الحاضرون في صمت...
يفكرون بعمق...نعم معه كل الحق ...
قدموا باقات الورد معتذرين .. ...نادمين....
مضوا يتساءلون كيف أقدموا على فعلتهم
كيف أزعجوا حضرة السفاح في عصرية يومه
وحرموه حتى من أن يتلذذ بجريمته.
يا لهم من ساذجين حمقى.....!!
ديوان الحب ....[/c]