فى زمن غير بعيد ..وفى أحدى قرى الصعيد ( جنوب القاهرة ) التى تعتمد على الزراعة والحصيد والعيش على المحصول الزهيد ترى الناس حالهم رث كأنهم العبيد لفقرهم الشديد والجهل بالوراثة من الأب للحفيد.. وفى صباح يوم مشرق جديد ذهب فلاح إلى أرضه ليحرثها بمحراث مقدمته من حديد يشق الأرض شقا وبينما هو مستغرق فى عمله .. تعثر المحراث ووقف الثور الذى يجره فنظر الفلاح تحت المحراث فوجد تمثالا فحفر حوله وكشف ما عليه وأخرجة وكان يبلغ طوله حوالى المتر ووقف الفلاح يتأمل هذا الشئ الذى بين يديه فقال لنفسه سآخذه للبيت عسى أن أستفيد منه بشئ..وأثناء رجوعه بطريق العودة للمنزل قابله رجل أهل البلدة يلقبونه بالخواجة فهو غريب عن أهل البلدة ويتردد عليها بصفة مستمره ودائما يرتدى قبعة رعاة البقر الأمريكان ..فأوقف الخواجة الفلاح وسأله عما بحوزته فقال الفلاح ..كنت أحرث أرضى فخرج منها هذا المسخ أى التمثال..فقال له الخواجة .. وماذا ستفعل به فقال الفلاح ..لا أدرى ..سآخذه للبيت لعلى أجد من وراءه فائدة.. فعرف الخواجة أن الفلاح لا يعرف قيمة ما بين يديه فقال له على الفور ..سأشتريه منك ففرح الفلاح ظنا منه أنه سيبيع حجرا لهذا الأبله ..فقال الفلاح بكم ستشتريه قال الخواجة سأعطيك عشرة جنيهات ففرح الفلاح وأخذ العشرة جنيهات وأعطى الخواجة التمثال .. وذهب كل منهما فى طريق..وأحتفظ الفلاح بنقودة .. وبعد أسبوع قرر الفلاح أن يذهب للمدينة ليتسوق لأهل بيته..وبالفعل ركب الفلاح حماره وذهب للمدينة فوجد الناس تتزاحم فى طابور طويل.. فقال لنفسه بالتأكيد هناك شئ مهم تتزاحم الناس عليه فقرر الدخول فوقف مع المنتظرين حتى جاء دوره وعندما وصل الباب قال له المسئؤل عن الدخول أشترى تذكرة الدخول لتدخل فذهب ليشترى التذكرة فوجدها ب عشرة جنيهات أى بكل ما يملك لكن هذا زاده فضولا لمعرفة ما بالداخل وأشترى التذكرة ودخل فوجد الناس مجتمعه حول التمثال الذى باعه للخواجة وهنا بكى الفلاح لأنه باع الثمين بأبخس ثمن..
عزيزى القارئ
ربما يكون لك صديقا دره ثمينه .. فقط يحتاج لإزاحة غبار الزمن من على كاهله لترى معدنه الأصيل..هذا النوع نادر فإن صادفك فلا تفرط فيه وتمسك به فإن فارقته ستندم أشد الندم مدى الحياة ..لا يغرنك المظهر.. أستعمل بصيرتك..فكل ما يراه نظرك سطحيات
وإلى أن نلتقى فى قصة أخرى لكم منى أجمل الأمنيات
بقلمى .. أمير الخفوق
م / ن