بسم الله الرحمن الرحيم
يرحل الإنسان بعيداً ، يجول بالآفاق ، يتنقل في البلدان و القارات ، و في لحظة يشد الرحال عائداً إلى حيث كان . قوة تمسك بنياط قلبه تجذبه إلى حيث الأهل و الخـلان ، يتساءل !!
ما هذه القوة ؟ بسيطة هي الإجابة .. إنه الوطن !!
يختلط الإنسان بالبشر في كل مكان ، تبهره الأماكن ، يدرس القيم و العادات ، يشارك في اللقاءات و المؤتمرات ، يغوص في التاريخ الإنساني بما في من تحولات و صراعات فإذا به يتوق إلى السكينه و السلام ، تختلط عليه السبل ، فلا يجد سوى أرض الإيمان و المودة و الوئام . يتساءل !!
و لا حاجة للتساؤل .. يا زميلي .. إنه الوطن !!
يذهب الإنسان في سياحة ، يتوه في الساحات ، يرى البنايات شاهقة و الزحام أمواجاً تتلاطم ، يشعر ظاهرياَ بالسعادة لكن هناك شيئاً مفقوداً ، و سرعان ما يعود ، هذا الهواء دواء العليل ، تلك الرمال تحتضن خطوات الأباء و الأجداد ، هذا الغدير يتراقص مع دقات قلبي يتساءل و لماذا يتساءل !!
يا زميلي .. إنه الوطن !!
يصعد الإنسان سلم الأمجاد ، يكتسب المهارات و الخبرات ، يحصد الأوسمه و الشهادات ، يحقق ما تصبوا إليه النفس و الذات ، تراوده في قمة المجد أشجان و خلجات ، يسرع هنا و هناك ، إلى ركنه البسيط ، إلى الديرة حيث الشوارع و الطرقات ، حيث الوجوه المشرقه يعلوها البسمات و يتساءل !!
ما الذي ينتابني ؟ كفاك يا زميلي تساؤلاً .. إنــه الوطن !!
أتعبتني يا زميلي .. تقول إنـه الوطن ، أجبني .. فقد اشتقت لمعرفة ذاك السر الدفين !!
الوطن يا زميلي .. هو العنوان و المكان ، هو الماضي و الحاضر ، هو القادم من الأزمان ، هم الأبناء يمرحون ، هو الأب الحكيم و الأم الحنون ، هو نبع الخير و الإيمان و تواصل الإنسان بالإنسان هو الشاطئ يعانق شمس الأصيل ، هو الزهو يهفو مع اللحن الجميل ، الوطن يازميلي هو أنت .. هو ذاتك و صورتك ، دقات قلبك بين جنبيك !!
أقول لك ذلك .. و لكنني أرجوك أن تساعدني لنبحث سوياَ عن السر الدفين !!
تحيتي الخالده
أنين