تمنعت فخدرهاعريس أردني يقتل عروسه جهلاً
نحن نعرف أن معظم الجرائم يرتكب إمّا بعد تخطيط وسبق ترصد مسبق، أو فجأة وعلى حين غرة حين تقترف الجريمة دون سابق تفكير، ولكنها تتم فجأة لظرف طارئ! ولكن هل سمع أحدنا بجريمة كان سبب ارتكابها هو الجهل، والجهل وحده؟
الحادثة التي سنروي تفاصيلها، تدلُ على أن الجهل المطبق ببعض الأمور قد يكون سبباً لوقوع جريمة لم يكن مقترفها ليفكر قبل لحظات أن جهله بالذات سيتسبب فيها! والواقع أن مجتمعاتنا العربية ما تزال، رغم الإرث الحضاري الهائل الذي آل إليها وحجم التطور العلمي الذي أخذت منه نصيباً، ما تزال تعيش في بعض جوانب عالم الجهل الذي يؤدي إلى ارتكاب الأخطاء، بل والجريمة في بعض الأحيان.
ولعل مبالغة مجتمعاتنا في قانون "العيب" وتجاوز مناقشة العلاقات الإنسانية بموضوعية، خاصة الجنسية منها، سواء عبر المناهج الدراسية أو في مؤسسات المجتمع المدنية، يفتح الطريق رحباً أمام ارتكاب الأخطاء المميتة.
فإذا ما أضفنا إلى ذلك الجهل بنتائج بعض التصرفات الخاطئة التي يلجأ إليها الكثيرون نتيجة التهور واللهفة للحصول على نتيجة سريعة توصل إلى الغاية المرجوة، ندرك مدى فداحة تلك التصرفات وأخطارها الحتمية، ولنعد الآن لرواية تفاصيل الحادثة من البداية!
والبداية كانت عندما وافقت إحدى العوائل على زواج أبنتهما "ش.م" من جارهم "م" الذي كان مغترباً لسنين خارج بلاده في سبيل جمع بعض المال الذي يعينه على الحياة في قابل الأيام.
وعندما عاد الشاب إلى مدينته كان أول ما فكر فيه هو العثور على فتاة طيبة وبنت حلال تعيش معه حلو الحياة ومرّها، فلم يجد أمامه غير بنت الجيران.
الفتاة هذه كانت مثال الصبية المثالية، هادئة وخجولة وقد أكملت لتوها الدراسة في أحد المعاهد التجارية، فلما عرض عليها أهلها الاقتران بالجار "م"لم تمانع في هذا الارتباط، بل وجدت فيه نعم الزوج وخير القرين.
وأمام مباركة العائلتين لهذه الزيجة، تمت إجراءات الاحتفال بالخطبة، ثم جرى عقد القران، وأقيم حفل الزفاف وسط فرحة المجتمع الغامرة، وهي الفرحة التي كانت غائبة عن عائلة العروس "ش" منذ سنين طويلة، فقد كانت أسرتها تعيش حالة ضنك وضيق ذات يد منذ فترة طويلة، ولهذا فإنها لقيت في هذا الزواج متنفساً لها من ناحية و "سُترة" لابنتهم من ناحية أخرى كما يقولون!
وبعد انتصاف الليل بقليل أصطحب "م" عروسه إلى بيت الزوجية الكائن في أحد الأحياء القريبة من أهله لإكمال نصف دينه بالدخول على زوجه كما جرت عليه العادة.
وهكذا أقفل باب الشقة على العروسين لإكمال مراسيم الزواج المعتادة، لكنّ أحداً لم يكن يتصور وقتها أن الحال سينتهي بجريمة قتل العروس!
ولكي لا يشتط الخيال إلى تصور أن تلك الجريمة حدثت لأن الفتاة لم تكن بكراً، نقول إن العريس اتصل بأهلها هاتفياً في الثانية صباحاً وأخبرهم أن كل شيء على ما يرام! زغردت الأم فرحاً وقالت له إنها ستزورها على الفور، لكن العريس استمهلها حتى الصباح.
وفي الصباح الباكر اتصل "م" بأهل العروس طالباً حضور أمها وهو يخبرها أن "ش" تعاني من إرهاق بعض الشيء!هرعت الوالدة إلى شقة العريس لتفاجأ بأن ابنتها شاحبة الوجه عليلة وكأنها زهرة ذابلة.. وأخذت الأم تصرخ وهي تستفسر عما حصل، حيث علمت أن العريس سقى ابنتها شراباً مخدراً مزجه بمادة مجهولة كي يستطيع الزواج بها بعد أن تمنعت عليه ورفضت اقترابه منها رغم انه بذل كل ما في وسعه لإرضائها وإتمام زواجه بها، ولهذا فإنه اضطر آخر الأمر إلى سقيها ذلك الشراب المزدوج حتى يستكمل ليلة العرس!
ومرّ يومان كانت العروس تعاني خلالهما من حالة القيء المستمر والدوار والإغماء المتقطع نتيجة ما سقاها به زوجها نتيجة لهفته وجهله، ويبدو أن جسد المسكينة لم يتحمل نسبة التخدير العالية في ذلك الشراب، إذ أنها لفظت أنفاسها في نهاية اليومين دون أن تكتمل فرحة أهلها بها.
أما نهاية هذه المأساة فإنها تمثلت بالعرف الدارج :"الستر ولا الفضيحة"! فقد رفضت عائلة "ش" نقلها إلى المستشفى خشية إثارة ما قد يترتب على تلك الفعلة وتهرباً من "شماتة" الأقارب والجيران، وما إلى ذلك من التقاليد السائدة.. بقي أن نعرف، ما آل إليه حال العريس القاتل الذي يبدو أنه لم يجد ما يلجأ إليه للخلاص من تبعة جريمته غير المقصودة هذه، سوى الفرار والسفر على عجل إلى تلك الدولة التي كان يعمل فيها قبل إتمام هذه الزيجة التي انقلبت بهجتها إلى مأساة دامية لن يستطيع أي من العارفين بها نسيانها على مر الأيام.
العرض العادي
