عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-2013, 02:52 AM   رقم المشاركة : 30
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

* مواجهه عنيفه *

عبد الرحمن طالب يدرس في الولايات المتحده .. اتصل يوما بأهله يحكي لهم قصة غريبه حدثت له قال :
عدت من الجامعه إلى شقتي .. وعندما فتحت جهاز الكمبيوتر شعرت بشيء غريب فقد عبث أحدهم به .. ولعب في ترتيب البرامج على سطح المكتب .. وعرفت أن أحدهم قد استخدم الجهاز ..

تأكدت من المفتاح وتذكرت أني أغلقت باب الشقه .. وإن الأمور كلها تحت السيطرة ولكن العجب قد بلغ منتهاه .. وعندما حاولت تحريك فأرة الحاسوب ولم تتحرك .. وجدت على الشاشه حركه وإذا بكلمه واضحه تخبرني بأنه يتحكم في الجهاز الحاسوب وأنه يستطيع أن يدمر جميع الملفات التي في الجهاز .. وبدأت أحاوره من خلال نظام التخاطب فقلت له :

*ماذا تريد؟

- أولا يجب أن تعرف أن جميع الملفات تحت إمرتي وأنك لا تستطيع أن تتصرف في جهازك دون إذن مني .

*عرفت ذلك .. ولكن ماذا تريد ؟

-اعرف أنك غني ومن أسرة ثريه وتدرس في أمريكا وانا طالب في لندن ومحتاج الى مبلغ من المال تحوله الى حسابي الآن .. فإن لم تفعل فإنك لن تخرج من سيطرتي .

*ولكنني طالب مثلك ولا أملك إلا ما يكفي معيشتي الى آخر الشهر .

-هذا كلام غير مقبول .. فأنت طالب ثري ولديك أموال كثيره ويمكن لأهلك أن يزودوك .

*قلت لك إني لا أملك المال .. وما أملكه يكفي فقط لسد حاجتي .. فعندي إيجار ومصروفات معيشه .

-الأمر لك .. ولكنني سأحول جميع حساباتك الى حسابي ولن تستطيع الوصول اليها بعد اليوم .

يضيف عبد الرحمن قائلا .. ورأيته يحول من حسابي الى حسابه سته آلاف دولار .. ورغم أن حسابي ليس فيه هذا المبلغ ولكنه أصبح على حسابي .. وعندما رأيت ذلك أصابني الهلع وعرفت أني أمام إنسان لديه قدرة على التلاعب بالحسابات من خلال الدخول الى البريد الالكتروني .

بل إن قدرته قد تعدت الى الملفات الموجوده في الحاسوب .. وبدأ يفتح ملفا ملفا .. وكنت أراقب ذلك بتعجب وقد ذكر لي أنه يستطيع أن يلغي جميع الملفات .. وأضاف أنه سيبعث الى الجامعه بإلغاء جميع المواد الدراسيه التي سجلت بها .. وقد كان واضحا معي .. وإن لم أحول له من حساباتي الأخرى التي لا تظهر في البريد الالكتروني مبلغ ستة آلاف دولار خلال ساعتين فإنه سيدمر كل ملفاتي ..



حاولت أن أحاوره عن الدوافع لعمل مثل هذا التدمير وذكر لي أنها الحاجه الى المال .. وحيث إنه يملك الإمكانات الفنيه فإنه يستطيع أن يرغم الأخرين على الاستجابه لطلباته وقد اختارني من بين العشرات الذين اختارهم بدقه لكي يحل مشاكله الماليه ..

طال الحديث بيننا وكنت أحاول أن أدرس تلك الشخصيه وكيفية التخلص من مكرها .. وأهم أدواتي في ذلك ضبط انفعالاتي وبعد فترة طلب مني تدبير المبلغ خلال ساعتين .. وترك الحاسوب وذهب .. وبسرعه كبيرة .. حاولت أن أغير الرقم السري للبريد الالكتروني ولكنني عجبت من بروزه على الشاشه وطلب مني عدم العبث بأي شي .. والأغرب من ذلك أنه قام بتغيير الرقم السري واخفاءه عني .. ولم استطع أن أدخل الى بريدي إلا عن طريقه .. وذكر أن محاولة أخرى ستكلفني ضياع البريد الالكتروني ودمار جميع ملفاتي .. فالأمر بيدي إن أردت النتيجه السالفه ..

كان عقلي يفكر بطريقه آليه وبسرعه .. وكنت دائما أذكر نفسي أن من ضبط انفعالاته حقق غاياته ..وخطر في بالي فكرة وهي تخزين جميع الملفات الموجوده بالحاسوب لكي اضمن الحفاظ على ملفاتي المختلفه .. وقد نجحت في ذلك .. واطمأن قلبي الى الخطوة المهمه .. أن ملفاتي لا يسنطيع الوصول اليها .. وإن دمر ما في الحاسوب فإني قد حفظتها في مكان آمن .. واتصلت بالبنك وذكرت لهم ما حصل من تحويل مبالغ من حسابي الى حساب لا أعرفه .. وقد اخبروني بمعرفتهم بذلك وقد بعثوا لي رساله بذلك .. ولكنني رددت عليهم بالشكر وبمواصلة التحويل .. فذكرت لهم أني لم أبعث رساله ولم أتواصل معهم وأنما لص قد تلاعب في البريد الالكتروني وتلاعب في ذلك ..
وقد وعدوني بمتابعة هذا الأمر وإرجاع جميع المبالغ التي حُولت .. الى حسابي دون أن ينقص منها شي .. بل تعدى الأمر الى متابعة اللص وايقاعه في يد العداله ومعاقبته على افعاله التي اقترفها ..

شكرتهم على هذا الاهتمام .. ثم عدت الى بيتي مطمئن الحال على قضيتين الاولى أموالي والثانيه هي ملفاتي التي كان يهددني بها ..

عاد لص البريد الالكتروني مرة أخرى يستحثني على تحويل المبالغ .. ويهددني بتدمير الملفات التي بالحاسوب ... ضحكت في نفسي وكنت في غاية الهدوء .. لأن هذا التهديد انتفى بتخزين الملفات في مكان آمن ..

يكمل عبد الرحمن قصته قائلا لقد قررت محاورة ذلك اللص واكتساب المهارات في التعامل مع لص لا تستطيع الوصول اليه فقلت له :

*أظنك إنسانا تقدر الظروف خاصة أن الظروف هي التي دعتك الى الدخول على البريد الإلكتروني والتحدث معي وطلب تحويل مبالغ ماليه .. ولولا تلك الظروف لما اقحمت نفسك في هذه المغامرة .

-ليست هناك مغامرة وإنما هناك تفكير وتدبير .. أما التفكير ففي كيفية الوصول الى البريد الالكتروني وفك الشفرات فيه .. والدخول الى من تشاء .. وفي هذا دهاء وأما التدبير ففي كيفية اختيار الضحايا الذين تقتنصهم وتسحب منهم ما تحتاج اليه في عاجلك وآجلك .. وإن رفضوا اعطيتهم درسا لن ينسوه .. وقد دمرت قبل الاتصال بك ملفات كثيرة في شركات وأفراد لسبب بسيط أنهم لم يستجيبوا لطلباتي وكانوا يظنون أنهم قادرون على منعي ولكن خاب ظنهم ..

*أعلم أنك خبير ولكنك اتصلت بمن لا يملك طلبك ..

-سأمهلك يومين لكي تتصل بأهلك وتطلب منهم أن يبعثوا لك مالا ..

*ولكنهم لن يستجيبوا لذلك الطلب

-إن ادعيت أنك في ورطه ماليه مع الجامعه فسيستجيبون لك ويلبون ذلك الطلب ..

*ولكنني لا أريد أن أكذب على اهلي

-أريدك أن تكذب على أهلك في سبيل الحفاظ على ملفاتك وكذلك موادك العلميه فإني سألغي جميع موادك الدراسيه في الجامعه .. حتى وإن بلغتهم فإني لن أعدم الوسيله لكي الغيها كلية .

*عجبا من أمرك ولكنني لا أملك المال

-سأعطيك يومين سأغلق البريد الالكتروني ولن تستطيع استخدامه حتى افتحه من عندي لك يومين ..

*لكن يا أخي ..

-أغلق البريد الالكتروني واختفى من الشاشه .

يضيف عبد الرحمن قائلا ..

قررت الاتصال على مركز البريد الالكتروني المسمى ياهو ... وطلبوا مني كلمة السر .. ولكنني لم اتذكرها فاعتذروا عن مساعدتي بدون كلمة السر التي كتبتها عندما فتحت البريد الالكتروني .. وقد تعلمت درسا لن انساه .. أن احفظ كلمة السر والتي لم تشكل عندي ذات أهمية .. ولكن أهميتها خرجت عندما احتجت إليها ولكنني في نفس الوقت كنت مطمئن البال لعدة أمور :

أن اللص لا يستطيع الوصول الى حساباتي وقد حميتها بواسطة البلاغ الذي قدمته الى البنك والمراقبه التي طلبتها منهم على حسابات ..

وكذلك المواد الدراسيه والتي حفظت حقي بالاستمرار بها على الرغم من إلغائها بواسطة طلب رسمي من البريد الالكتروني الوارد اليهم ..

وكذلك الملفات الموجوده على سطح المكتب في مخزن خارجي ..

بقى الأمر فيما يتعلق بالبريد واطلاعه على الرسائل الوارده والصادرة .. وقلت في نفسي حيث إني طالب ليس عندي تلك الرسائل ذات الأهميه القصوى فإني لا أبالي ولكن افرض أنك ذو مسؤوليه ولديك كثير من الرسائل ذات الاهميه التي لا تريد أحدا أن يطلع عليها فما العمل ؟

يضيف عبد الرحمن ..
القضية أصبحت بالنسبة لي لعبة لا بد من إكمالها والتعلم منها .. فقد درست نظريه الاختيار وعرفت الفرق بين الانفعالات وحل المشكلات .. ولهذا وجدت في هذا الحدث فرصة كبرى للتدرب على ضبط الانفعالات والتعامل مع المشكله لحلها دون أن تدمر حياتي أو يختل برنامجي ..




يتبع بإذن الله ..... الحياة رحله لطيفه


في الجزء 13 من سلسلة اكتشف ذاتك ... الى ذلك الحين ألقااكم







رد مع اقتباس