عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2012, 05:29 AM   رقم المشاركة : 3
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر

ونحن حينما ننادي فيك ( غِيرَتُكَ ) فإننا نفترض اننا ننادي تلك ( الغِيرَة ) الكبيرة ..

المشبعة بالحنان والعاطفة المملوء بالرحمة بالانسانية ..

نخاطب بداخلك تلك المساحة الكبيرة من التسامح الذي يظلل اخطاء المحبين ..

وتجاوزاتهم غير المقصودة ..

نحن لا نريد ان نفتح جراحاً غائرة كادت ان تلتئم .. او تثير حساسية من شخص

او موضوع معين ..

ولكن ما يحدث احيانا انني كإنسان متخم بالهموم .. ومليء بالافكار السوداوية ..

ليس لدي وقت في التفكير في الأشياء المفترض التفكير فيها لأننا ربما ما زلنا

نعيش حالة صدمة نفسية او حالة اكتئاب او ربما لأن الظروف من حولنا ..

لا تسمح لنا للخروج مما نحن فيه بل وحتى اقرب الناس لنا هم انفسهم لا يمدون

لنا يد المساعدة او لا يعرفون كيف يخرجوننا مما نحن فيه؟!

ان هذه ( الغيرة ) التي لديك ربما تعبت من مناداتنا لها وربما أنهكها التعب ..

من كثرة الرجوع للماضي وتذكر الذكريات الحلوة والسيئة على حد سواء!

ولكنها تتعب لأنها ( غيرة ) كبيرة رقيقة تحس بما حولها وتتأثر بكل ما يدور

من مواقف انسانية وظروف قاهرة للآخرين .. فما بالك اذا كانت هي نفسها

وأقصد ( الغيرَة ) تعانِ تلك الظروف وتمر بنفس التجارب والمواقف؟!

هذه ( الغيرة ) التي بداخلك لولا صدقها لما احبت بطريقة مختلفة حتى التعب

وهذا الحب لولا شفافيته لما تفرّد عن غيره ..

وهذا الطرف الآخر لولا تميزك عن الآخرين لما انجذب اليك وتعلق بك ..

وسأل عنك و( غار ) عليك؟!

وهذه العلاقة الحميمة لولا انك طرف فيها لما حرص الطرف الآخر ..

على المحافظة عليها والتمسك بها والدفاع عنها من كل من يريد ان ينال منها

او يشوهها او يقلل من أهميتها .. بل من كل العواصف التي تريد ان تعصف بها

وتوهن من قوتها؟!

هذه ( الغيرة ) لولا انها حديقة غناءة مليئة بالورود والزهور ..

ولولا ان جنباتها محاطة بالرياحين ولولا ان اجواءها مفعمة بشذا العطور ..

وهذه ( الغيرة ) لولا انها قاع بحر صافٍ مليء باللآلي والدانات ..

والشعب المرجانية الرائعة التي تشكل لوحات جمالية بصدفها المختلفة الاشكال

والالوان؟!

لولا انها كل ذلك واكثر لما اصبح هدفها غاليا للباحثين عن أسرار الجمال ومكامنه

وعن مواطن الصدق والعطاء الذي لا ينضب .. بل لما اصبحت منهجا لكل من يريد

ان يتعلم كيف يقيم علاقات انسانية صحيحة قائمة على الصدق والصراحة ..

وكيف يجدد حياته ويثري علاقاته؟!

أرأيت أستاذ ( سَيف ) لماذا نخاطبك وننادي فيك ( غيرتك ) .. أرأيت كم هو أملنا

فيك كبير في ان تظل هدفا للخير وعنوانا للتفاؤل ورمزا للعطاء؟!

/

/

إنتــَــــــر











حينما أحدثك..

حديث ( الغيرة ) لـ ( الغيرة )؟!

وحينما أخترق ما بداخلك..

واعرف ما يؤرقك..

وما يغض مضجعك..

وما يلامسك..

بل أعرف ما في نفسك..

فليس لأني أفضل منك..

ليس تطفلا عليك..

ليس تدخُّلاً في شؤونك..

ليس لأنني أريد..

ان اذكرك..

ذكرى أليمة على ( غيرتك ) ..

أو أسترجع معك..

أشياء ترغب في نسيانها..

أبدا..

لا هذا ولا ذاك..

صدقني..

كل ما أريده..

حينما أناديك نداء ( الغيرة ) ..

أن أشعرك بكل صراحة..

أنك لست لوحدك حينما تحزن..

فهناك من يشاطرك أحزانك..

هناك من يحزن مثلك..

وحتى حينما تفرح..

فهناك من يسعد من أجلك..

من يشاركك فرحتك..

ومع ذلك..

اسمح لي ان أعتذر لك..

إن كنت دون قصد..

قد سببت لك ألما..

اعذرني حينما أعيد عليك..

شريط الماضي..

بكل أحداثه..

بكل أحزانه وآلامه..

ولكن عزائي..

أنني أنا الآخر..

جزء منك ومثلك..

أعاني ما تعانيه أحيانا..

او مررت به يوما ما..

عزائي..

ان أناساً كثيرين..

سوف يرتاحون..

حينما يعلمون..

ان هناك أمثالهم..

وان هناك من يتحدث باسمهم..

ومن يعبّر عن مشاعرهم..

عزائي..

انني لا اريد ان تخسر..

أكثر مما خسرت..

أريدك ان تحتفظ بما لديك..

ان كان لديك منه شيء..

حتى لو كان ذكرى حلوة..

أريدك ان ترى الأمور..

بوضوح أكثر..

برؤيا أجمل..

أريد ان افكر معك..

بصوت مسموع..

أريدك ان تعرف..

انه حتى الحرج أحيانا..

يمكن ان يكون راحة..

إذا أفصحنا عنه..

ولكن ليس مع أي انسان..

بل عزائي..

أن الصدق هو ما أتحدث عنه..

هو من أتحدث معه..

وأن ( الغيرة ) هي من أخاطبها..

فهل يشفع لي ذلك عندك؟!
.