عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2014, 04:50 AM   رقم المشاركة : 4
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏28‏)‏
‏{‏ قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون ‏}‏

يقول تعالى مخبراً عما رد به نوح على قومه في ذلك‏:‏ ‏{‏أرأيتم إن كنت على بينة من ربي‏}‏ أي على يقين وأمر جلي ونبوة صادقة وهي الرحمة العظيمة من اللّه به وبهم، ‏{‏فعميت عليكم‏}‏ أي خفيت عليكم فلم تهتدوا إليها ولا عرفتم قدرها بل بادرتم إلى تكذيبها وردها ‏{‏أنلزمكموها‏}‏ أي نغصبكم بقبولها وأنتم لها كارهون‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏29 ‏:‏ 30‏)‏
‏{‏ ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون ‏.‏ ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ‏}‏

يقول لقومه‏:‏ ولا أسألكم على نصحي ‏{‏مالا‏}‏ أجرة آخذها منكم، إنما أبتغي الأجر من اللّه عزّ وجلّ، ‏{‏وما أنا بطارد الذين آمنوا‏}‏ طلبوا منه أن يطرد المؤمنين احتشاماً أن يجلسوا معهم، كما سأل أمثالهم خاتم الرسل صلى اللّه عليه وسلم أن يطرد عنهم جماعة من الضعفاء ويجلس معهم مجلساً خاصاً، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏31‏)‏
‏{‏ ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين ‏}‏

يخبرهم أنه رسول من اللّه يدعو إلى عبادة اللّه وحده، ولا يسألهم على ذلك أجراً، ثم هو يدعو الشريف والوضيع، فمن استجاب له فقد نجا، ويخبرهم أنه لا قدرة له على التصرف في خزائن اللّه، ولا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه اللّه عليه، وليس هو بملك من الملائكة، بل هو بشرٌ مرسل مؤيد بالمعجزات، ولا أقول عن هؤلاء الذين تحتقرونهم وتزدرونهم، إنهم ليس لهم عند اللّه ثواب على أعمالهم ‏{‏اللّه أعلم بما في أنفسهم‏}‏، فإن كانوا مؤمنين، فلهم جزاء الحسنى‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏32 ‏:‏ 34‏)‏
‏{‏ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ‏.‏ قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ‏.‏ ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ‏}‏

يقول تعالى مخبراً عن استعجال قوم نوح نقمة اللّه وعذابه - والبلاء موكلٌ بالمنطق - قالوا‏:‏ ‏{‏يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا‏}‏ أي حاججتنا فأكثرت من ذلك ونحن لا نتبعك، ‏{‏فأتنا بما تعدنا‏}‏ أي من النقمة والعذاب ادع بما شئت علينا فليأتنا ما تدعو به، ‏{‏إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به اللّه إن شاء وما أنتم بمعجزين‏}‏ أي إنما الذي يعاقبكم ويعجلها لكم اللّه الذي لا يعجزه شيء، ‏{‏ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم‏}‏ أي أيُّ شيء يجدي عليكم إبلاغي لكم وإنذاري إياكم ونصحي ‏{‏إن كان اللّه يريد أن يغويكم‏}‏ أي إغواءكم ودماركم، ‏{‏هو ربكم وإليه ترجعون‏}‏ أي هو مالك أزمة الأمور، المتصرف الحاكم العادل الذي لا يجوز، له الخلق وله الأمر وهو المبدئ المعيد‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏35‏)‏
‏{‏ أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون ‏}‏

هذا كلام معترض في وسط هذه القصة، مؤكد لها مقرر لها، يقول تعالى لمحمد صلى اللّه عليه وسلم أم يقول هؤلاء الكافرون الجاحدون افترى هذا وافتعله من عنده،
‏{‏قل إن افتريته فعلي إجرامي‏}‏ أي قائم ذلك علي، ‏{‏وأنا بريء مما تجرمون‏}‏ أي ليس ذلك مفتعلاً ولا مفترى، لأني أعلم ما عند اللّه من العقوبة لمن كذب عليه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏36 ‏:‏ 39‏)‏
‏{‏ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ‏.‏ واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ‏.‏ ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ‏.‏ فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ‏}‏

يخبر تعالى أنه أوحى إلى نوح، لما استعجل قومه نقمة اللّه بهم وعذابه لهم، فدعا عليهم نوح دعوته‏:‏ ‏{‏رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا‏}‏، ‏{‏فدعا ربه أني مغلوب فانتصر‏}‏ فعند ذلك أوحى اللّه إليه‏:‏ ‏{‏أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن‏}‏ فلا تحزن عليهم ولا يهمنك أمرهم، ‏{‏واصنع الفلك‏}‏ يعني السفينة، ‏{‏بأعيننا‏}‏ أي بمرأى منا، ‏{‏ووحينا‏}‏ أي تعليمنا لك ما تصنعه، ‏{‏ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون‏}‏‏.‏ قال قتادة‏:‏ كان طولها ثلثمائة ذراع في عرض خمسين، وعن الحسن‏:‏ طولها ستمائة ذراع وعرضها ثلثمائة، وقيل غير ذلك، قالوا‏:‏ وكان ارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعاً، ثلاث طبقات كل طبقة عشرة أذرع، فالسفلى للدواب والوحوش، والوسطى للإنس، والعليا للطيور، وكان بابها في عرضها ولها غطاء من فوقها مطبق عليها‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه‏}‏ أي يهزأون به ويكذبون بما يتوعدهم به من الغرق، ‏{‏قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم‏}‏ الآية‏.‏ وعيد شديد وتهديد أكيد، ‏{‏من يأتيه عذاب يخزيه‏}‏ أي يهينه في الدنيا، ‏{‏ويحل عليه عذاب مقيم‏}‏ أي دائم مستمر أبداً‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس