عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-2007, 01:01 PM   رقم المشاركة : 6
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

الجزء الثاني :

وأمَّا الآنَ !

فما هي بالتحديدِ المعصية ُالتي سببتْ ما نحنُ فيهِ من هَمٍّ وغمٍّ , فالطبيبُ مثلاُ يقولُ لكَ بأنكَ تحملُ فايروس أو جرثومة ًاسمُها كذا وعلاجُها كذا !

أو تـُعاني من التهابٍ بكتيريٍّ أو فايروسيٍّ علاجُهُ كذا أو كذا ,

أمَّـا هذا العارضُ الذي هو أمامُنا اليومَ , فما هو المرضُ ؟

أو بتعبيرٍ أدقٍّ ما هيَ المعصية ُالتي سببتْ ظهورَ هذا العارض ِفي أهل ِفلسطينَ بالذات .

فالعارضُ الأولُ وكما ذكرنا تسليط ُ قوم ٍمن أحقرِ وأجبن ِالأمم ِوأشرِّ الناس ِ, وموضعُ البحثِ عن العلاج ِحديثٌ شريفٌ للرسول ِالأكرم ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ يقولُ فيهِ : ( يا معشرَ ‏‏المهاجرينَ،‏‏ خمسٌ إذا ابتليتمْ بهنَّ وأعوذ ُباللهِ أن تدركوهُنَّ : لمْ تظهرِ الفاحشة ُفي قوم ٍقط ٍّ حتى يُعلنوا بها إلا فشا فيهمُ الطاعونُ والأوجاع ُ التي لم تكن مضتْ في أسلافهمُ الذينَ مَضَوْا , ولم يُنقصوا المكيالَ والميزانَ إلا أُخذوا بالسنينَ وشدةِ المَئونةِ ‏‏وجَورِ ‏‏السلطان ِعليهم , ولم يَمنعوا زكاة َأموالهم إلا مُنعوا ‏القطرَ ‏‏من السماءِ , ولولا البهائمُ لم يُمطروا , ولم يَنقضوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولهِ إلاَّ سلط َالله ُعليهم عَدواً من غيرِهِم , فأخذوا بعضَ ما في أيديهم , وما لم تحكم أئِمَّتهُم بكتابِ اللهِ ويَتخيروا مِمَّا أنزلَ اللهُ إلاَّ جعلَ اللهُ بأسَهُم بينهم )

نعم أيها الإخوة ُالكرام :
نقولـُها بغـُصَّةٍ وحُرقةٍ , فقد فعلناها جميعَهَا وزيادَة !

فسلط َاللهُ علينا من لا يَخافـُهُ ولا يرحَمُنا , فقد ضيَّعنا أماناتِنا , وفرَّطنا ببيتِ المقدِس ِعلى مرآى ومسمع ٍ من الجميع ِ, وكمَا هوَ معلومٌ فإن فلسطينَ أمانة ٌفي عُنق ِكلِّ مسلم ٍ.

وقد تنازلَ عنها شِرذِمَة ٌ قليلونَ من أهلهَا وسكتَ عنهمُ الكثيرُ كثيرا , فأنزلَ اللهُ العذابَ على المسلمينَ بسببِ معاصيهم , وأيُّ معصيةٍ أكبرُ من السكوتِ عنهم , أو الرِضا بحكمِهم , ونحنُ نراهُم وقد أقروا الزِنا من بابِ الحُريةِ الشخصيةِ , ففشت فينا الأمراضُ التي لم تكن في أسلافِنا من قبل .
وتركنا موازينَ القسطِ فأخـَذنا اللهُ بالسِّنينَ , وصدقَ عليهِ السلامُ إذ يقولُ مُبيناً : ( ليستِ السَّنة ُأن لا تـُمطروا بل ِ السنة ُأن تمطروا وتمطروا ولكن لا يَنبُتُ الزرعُ ! )

وهذا لعمري حالٌّ بجميع ِأراضي المسلمين ,
فأرضُهُم خصبة ٌ,
ومياهُهُم عذبة ٌ,
وموقعهُم استراتيجيٌّ هام ,
ورَغمَ ذلكَ فالفقرُ والعَوَزُ والفاقة ُحالـَّة ٌبهم ,

كيفَ لا !
وقد سُمُّوا بالدول ِالناميةِ ,
والفقيرةِ ,
والرجعيةِ والمتخلفةِ ,
والمُتسوِلةِ التي تعيشُ على المساعداتِ .

فلماذا كلُّ هذا أيها المؤمنون ؟!
لأننا تركنا حُكمَ رَبِّنا ,
واحتكمنا لأنظمةٍ طاغوتيةٍ جائرةٍ غربيةٍ غريبةٍ عنا ,
لا تـُمِتُّ لإسلامِنا بشيءٍ ,
وإنما تعملُ على وأدهِ والقضاءِ على أهلهِ ,
ونقضنا عَهدَ اللهِ وعهدَ رسولِهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبهِ وسلمَ ,
وخـُنا الأمانة َ!

وليسَ المقصودُ بالأمانةِ أن أُعيدَ الدِّرهمَ الذي اقترضتُ وحسب , كلا, فإنَّ الأمانة َأعظمُ من ذلكَ بكثيرٍ وأكبرُ, فكلُّ أمرٍ أُمرنا بهِ أمانة ٌوجبَ إقامتـُهُ , وكلُّ نهيٍّ نهينا عنهُ وجبَ تركه, وكلُّ تكليفٍ كـُلفنا بهِ وجبَ أداؤه , ففلسطينُ والعراقُ والسودانُ وأفغانستانُ ولبنانُ أمانة ٌوجبَ الحفاظ ُ عليها , والعملُ على توحيدِها في بوتقةٍ واحدةٍ تحتَ إمرةِ خليفةِ المسلمينَ , وعدمُ التفريطِ بها بحال ٍ,
وهذا كلـُّهُ من الأمانةِ.

إذن ! بسببِ ذنوبـِنا وتضييع ِأماناتِنا حلَّ بنا ما نحنُ فيهِ من ضنكٍ للعيش ٍوتداع ٍللأمم ِعلينا من كلِّ حدبٍ وصوب.

وأمَّا تضييعُ الأمانةِ أو جُحُودُها من قبل ِفردٍ فإن اللهَ لا يَأخذ ُالأمة َبذنبِهِ وقد ضيَّعَ الأمانة َ!
فهذا الفردُ له نفسُهُ وعليهِ وزرُهُ , ولكن عندما تكونُ الأمانة ُالمُضَّيعَة ُمن قِـبل ِمن زعموا أنهم يُمثلون الناسَ جميعاً ثمَّ سكتَ الناسُ عن ذلكَ , فقد صارَ هذا التضييعُ تضييعاً عاماً , لأنهُ معصية ٌأعاذنا اللهُ وإياكـُم منها .

نعم معصية ٌاشتركَ بها الجميعُ , إلاَّ من رحمَ اللهُ , وقد رويَ عن أمِّ المؤمنينَ أمِّ سلمَة َزوج ِالنبيِّ صلى اللّهُ عليهِ وسلمَ أنها قالت : سمعتُ رسولَ اللّهِ صلى اللّهُ عليهِ وسلمَ يقولُ : ( إذا ظهرتِ المعاصي في أمَّتي عَمَّهمُ اللّهُ بعذابٍ من عندِهِ , فقلتُ؟ يا رسولَ اللّهِ أمَا فيهم أناسٌ صالحونَ؟ قالَ : بلى , قالت : فكيفَ يصنعُ أولئكَ؟ قالَ : يُصِيبُهُم ما أصابَ الناسَ ثمَّ يَصيرونَ إلى مغفرةٍ من اللّهِ ورضوان ٍ) رواهُ الإمامُ أحمد .


ـــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذن الله