عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2014, 04:29 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏28 ‏:‏ 33‏)‏
‏{‏ وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون ‏.‏ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ‏.‏ فسجد الملائكة كلهم أجمعون ‏.‏ إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين ‏.‏ قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين ‏.‏ قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون ‏}‏

يذكر تعالى تنويهه بذكر آدم في ملائكته، قبل خلقه له وتشريفه إياه بأمر الملائكة بالسجود له، ويذكر تخلف إبليس عدوه عن السجود له حسداً وكفراً، وعناداً واستكباراً وافتخاراً بالباطل، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون‏}‏، كقوله‏:‏ ‏
{‏أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏34 ‏:‏ 38‏)‏
‏{‏ قال فاخرج منها فإنك رجيم ‏.‏ وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ‏.‏ قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ‏.‏ قال فإنك من المنظرين ‏.‏ إلى يوم الوقت المعلوم ‏}‏

يذكر تعالى أنه أمر إبليس بالخروج من المنزلة التي كان فيها من الملأ الأعلى، وأنه رجيم أي مرجوم، وأنه قد أتبعه لعنة لا تزال متصلة به لاحقة له متواترة عليه إلى يوم القيامة، وعن سعيد بن جبير أنه قال‏:‏ لما لعن اللّه إبليس تغيرت صورته عن صور الملائكة، ورن رنة، فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة منها ‏"‏رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير‏"‏‏.‏ وأنه لما تحقق الغضب الذي لا مرد له سأل من تمام حسده لآدم وذريته النظرة إلى يوم القيامة، وهو يوم البعث، وأنه أجيب إلى ذلك استدراجاً له وإمهالاً، فلما تحقق النظرة قبحه اللّه قال ما قصّه اللّه تعالى‏:‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏39 ‏:‏ 44‏)‏
‏{‏ قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ‏.‏ إلا عبادك منهم المخلصين ‏.‏ قال هذا صراط علي مستقيم ‏.‏ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ‏.‏ إن جهنم لموعدهم أجمعين ‏.‏ لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ‏}‏

يقول تعالى مخبراً عن إبليس وتمرده وعتوه أنه قال للرب‏:‏ ‏{‏بما أغويتني‏}‏ أي بسبب ما أغويتني وأضللتني ‏{‏لأزينن لهم‏}‏ أي لذرية آدم عليه السلام، ‏{‏في الأرض‏}‏ أي أحبب إليهم المعاصي وأرغبهم فيها، ‏{‏ولأغوينهم أجمعين‏}‏ أي كما أغويتني وقدّرت علي ذلك، ‏{‏إلا عبادك منهم المخلصين‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا‏}‏،{‏قال‏}‏ اللّه تعالى له متهدداً ومتوعداً، ‏{‏هذا صراط علي مستقيم‏}‏ أي مرجعكم إليَّ فأجازيكم بأعمالكم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وقيل‏:‏ طريق الحق مرجعها إلى اللّه تعالى وإليه تنتهي قاله مجاهد والحسن وقتادة ، كقوله‏:‏ ‏{‏وعلى اللّه قصد السبيل‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏إن عبادي ليس لك عليهم سلطان‏}‏ أي الذين قدرت لهم الهداية فلا سبيل لك عليهم، ولا وصول لك إليهم ‏{‏إلا من اتبعك من الغاوين‏}‏ استثناء منقطع، ‏{‏وإن جهنم لموعدهم أجمعين‏}‏ أي جهنم موعد جميع من اتبع إبليس كما قال عن القرآن، ‏{‏ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده‏}‏، ثم أخبر أن لجهنم سبعة أبواب ‏"‏في اللباب‏:‏ أخرج الثعلبي‏:‏ أن سلمان الفارسي لما سمع قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن جهنم لموعدهم أجمعين‏}‏ فرّ ثلاثة أيام هارباً من الخوف لا يعقل، فجيء به إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال‏:‏ يا رسول اللّه، أنزلت هذه الآية‏؟‏ فوالذي بعثك بالحق لقد قطعت قلبي، فأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏إن المتقين في جنات وعيون‏}‏‏"‏‏{‏لكل باب منهم جزء مقسوم‏}‏ أي قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس يدخلونه لا محيد لهم عنه أجارنا اللّه منها، وكل يدخل من باب بحسب عمله ويستقر في درك بقدر عمله، وعن علي بن أبي طالب أنه قال‏:‏ إن أبواب جهنم هكذا أطباقٌ بعضها فوق بعض، وعن هبيرة بن أبي مريم عن علي رضي اللّه عنه قال‏:‏ أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض، فيمتلئ الأول ثم الثاني ثم الثالث، حتى تمتلئ كلها‏.‏ وقال عكرمة‏:‏ سبعة أبواب سبعة أطباق، وقال ابن جريج‏:‏ سبعة أبواب أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية روى الضحّاك عن ابن عباس نحوه، وكذلك روي عن الأعمش ، وقال قتادة ‏{‏لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم‏}‏‏:‏ هي واللّه منازل بأعمالهم، وقال الترمذي، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي - أو قال على أمة محمد - ‏)‏ ‏"‏رواه الترمذي وقال‏:‏ لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول‏"‏‏.‏ وقال ابن أبي حاتم، عن سمرة بن جندب عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏لكل باب منهم جزء مقسوم‏}‏ قال‏:‏ ‏(‏إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه، وإن منهم من تأخذه النار إلى حِجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى تراقيه، منازلهم بأعمالهم، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏لكل باب منهم جزء مقسوم‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏45 ‏:‏ 50‏)‏
‏{‏ إن المتقين في جنات وعيون ‏.‏ادخلوها بسلام آمنين ‏.‏ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ‏.‏ لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ‏.‏ نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ‏.‏ وأن عذابي هو العذاب الأليم ‏}‏

لما ذكر تعالى حال أهل النار، عطف على ذكر أهل الجنة وأنهم في جنات وعيون‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ادخلوها بسلام‏}‏ أي سالمين من الآفات مسلم عليكم، ‏{‏آمنين‏}‏ أي من كل خوف وفزع، ولا تخشوا من إخراج ولا انقطاع ولا فناء‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين‏}‏‏.‏ عن أبي أمامة قال‏:‏ لا يدخل الجنة مؤمن حتى ينزع اللّه ما في صدره من غل حتى ينزع منه مثل السبع الضاري، وهذا موافق لما في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة‏)‏ وقال ابن جرير‏:‏ دخل عمران بن طلحة على عليّ رضي اللّه عنه بعد ما فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال‏:‏ إني لأرجو أن يجعلني اللّه وإياك من الذين قال اللّه‏:‏ ‏{‏ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين‏}‏‏.‏ وعن أبي حبيبة مولى لطلحة قال‏:‏ دخل عمران بن طلحة على عليّ رضي اللّه عنه بعد ما فرغ من أصحاب الجمل فرحب به وقال‏:‏ إني لأرجو أن يجعلني اللّه وإياك من الذين قال اللّه‏:‏ ‏{‏ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين‏}‏ قال‏:‏ ورجلان جالسان إلى ناحية البساط، فقالا‏:‏ اللّه أعدل من ذلك تقتلهم بالأمس وتكونون إخواناً، فقال علي رضي اللّه عنه‏:‏ قُوما أبعد أرض وأسحقها، فمن هم إذاً إن لم أكن أنا وطلحة‏؟‏ وفي رواية‏:‏ فقام رجل من همدان فقال‏:‏ اللّه أعدل من ذلك يا أمير المؤمنين، قال‏:‏ فصاح به علي صيحة، فظننت أن القصر تدهده لها، ثم قال‏:‏ إذا لم نكن نحن فمن هم‏؟‏ وقال سفيان الثوري‏:‏ جاء ابن جرموز ، قاتل الزبير، يستأذن على علي رضي اللّه عنه فحجبه طويلاً، ثم أذن له، فقال له‏:‏ أما أهل البلاء فتجفوهم، فقال عليّ‏:‏ بفيك التراب، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال اللّه‏:‏ ‏{‏ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين‏}‏‏.‏ وقال الحسن البصري، قال عليّ‏:‏ فينا واللّه أهل بدر نزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين‏}‏‏.‏ وقال الثوري في قوله‏:‏ ‏{‏إخوانا على سرر متقابلين‏}‏ قال، هم عشرة‏:‏ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنهم أجمعين، وقوله‏:‏ ‏{‏متقابلين‏}‏ قال مجاهد‏:‏ لا ينظر بعضهم في قفا بعض، وفيه حديث مرفوع‏.‏ قال ابن أبي حاتم، عن زيد بن أبي أوفى قال‏:‏ خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فتلا هذه الآية‏:‏ ‏{‏إخوانا على سرر متقابلين‏}‏ في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض ‏"‏في اللباب‏:‏ أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن الحسن‏:‏ أن هذه الآية‏:‏ ‏{‏ونزعنا ما في صدورهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ نزلت في أبي بكر، وعمر، قيل‏:‏ وأي غل‏؟‏ قال‏:‏ غل الجاهلية، إن بني تميم وبني عدي وبني هاشم كانوا أعداء، فلما أسلموا تحابوا، فأخذت أبا بكر الخاصرة، فجعل علي يسخن يده فيكمد بها خاصرة أبي بكر، فنزلت هذه الآية‏"‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لا يمسهم فيها نصب‏}‏ يعني المشقة والأذى، كما جاء في الصحيحين‏:‏ ‏(‏إن اللّه أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب‏)‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وما هم منها بمخرجين‏}‏، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏خالدين فيها لا يبغون عنها حولا‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم‏}‏ أي أخبر يا محمد عبادي أني ذو رحمة وذو عذاب أليم، وقد تقدم ذكر نظير هذه الآية الكريمة وهي دالة على مقامي الرجاء والخوف، وذكر في سبب نزولها ما رواه ابن جرير عن ابن أبي رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ طلع علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال‏:‏ ‏(‏لا أراكم تضحكون‏)‏ ثم أدبر، حتى إذا كان عند
الحجر رجع علينا القهقرى فقال‏:‏ ‏(‏إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال‏:‏ يا محمد إن اللّه يقول‏:‏ لم تقنط عبادي‏؟‏ ‏{‏نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم‏}‏‏)‏ وقال قتادة‏:‏ بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏لو يعلم العبد قدر عفو اللّه لما تورع من حرام، ولو يعلم العبد قدر عذاب اللّه لبخع نفسه‏)‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏51 ‏:‏ 56‏)‏
‏{‏ ونبئهم عن ضيف إبراهيم ‏.‏ إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون ‏.‏ قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم ‏.‏ قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون ‏.‏ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين ‏.‏ قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ وخبرهم يا محمد عن قصة ‏{‏ضيف إبراهيم‏}‏، والضيف يطلق على الواحد والجمع كالزور والسفر، وكيف ‏{‏دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون‏}‏ أي خائفون، وقد ذكر سبب خوفه منهم لما رأى أيديهم لا تصل إلى ما قربه إليهم من الضيافة وهو العجل السمين الحنيذ، ‏{‏قالوا لا توجل‏}‏ أي لا تخف، ‏{‏وبشروه بغلام عليم‏}‏ أي إسحاق عليه السلام كما تقدم في
سورة هود، ثم ‏{‏قال‏}‏ متعجباً من كبره وكبر زوجته ومتحققاً للوعد ‏{‏أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون‏}‏، فأجابوه مؤكدين لما بشروه به تحقيقاً وبشارة بعد بشارة، ‏{‏قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين‏}‏، فأجابهم بأنه ليس يقنط ولكن يرجو من اللّه الولد، وإن كان قد كبر وأسنت امرأته، فإنه يعلم من قدرة اللّه ورحمته ما هو أبلغ من ذلك‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏57 ‏:‏ 60‏)‏
‏{‏ قال فما خطبكم أيها المرسلون ‏.‏ قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ‏.‏ إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين ‏.‏ إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين ‏}‏

يقول تعالى إخباراً عن إبراهيم عليه السلام لما ذهب عنه الروع وجاءته البشرى، إنه شرع يسألهم عما جاءوا له فقالوا‏:‏ ‏{‏إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين‏}‏ يعنون قوم لوط، وأخبروه أنهم سينجون آل لوط من بينهم إلا امرأته فإنها من الهالكين، ولهذا قالوا‏:‏ ‏{‏إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين‏}‏ أي الباقين المهلكين‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏61 ‏:‏ 64‏)‏
‏{‏ فلما جاء آل لوط المرسلون ‏.‏ قال إنكم قوم منكرون ‏.‏ قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون ‏.‏ وأتيناك بالحق وإنا لصادقون ‏}

يخبر تعالى عن لوط لما جاءته الملائكة في صورة شباب حسان الوجوه فدخلوا عليه داره قال‏:‏ ‏{‏إنكم قوم منكرون * قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون‏}‏ يعنون بعذابهم وهلاكهم ودمارهم الذي كانوا يشكون في وقوعه بهم وحلوله بساحتهم، ‏{‏وأتيناك بالحق‏}‏ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ما ننزل الملائكة إلا بالحق‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وإنا لصادقون‏}‏ تأكيد لخبرهم إياه بما أخبروه به من نجاته وإهلاك قومه‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏65 ‏:‏ 66‏)‏
‏{‏ فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون ‏.‏ وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين‏}‏

يذكر تعالى عن الملائكة أنهم أمروه أن يسري بأهله بعد مضي جانب من الليل، وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم؛ وهكذا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمشي في الغزو يزجي الضعيف ويحمل المنقطع، وقوله‏:‏ ‏{‏ولا يلتفت منكم أحد‏}‏ أي إذا سمعتم الصيحة بالقوم فلا تلتفتوا إليهم وذروهم فيما حل بهم من العذاب والنكال، ‏{‏وامضوا حيث تؤمرون‏}‏ كأنه كان معهم من يهديهم السبيل، ‏{‏وقضينا إليه ذلك الأمر‏}‏ أي تقدمنا إليه في هذا ‏{‏أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين‏}‏ أي وقت الصباح، كقوله في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب‏}‏‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس