عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-2014, 04:22 AM   رقم المشاركة : 10
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏89 ‏:‏ 90‏)‏
‏{‏ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ‏.‏ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ‏}‏

يقول لهم‏:‏ ‏{‏ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي‏}‏ أي لا تحملنكم عداوتي وبغضي على الإصرار على ما أنتم عليه من الكفر والفساد، فيصبيكم مثل ما أصاب قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط من النقمة والعذاب، وقال قتادة‏:‏ ‏{‏ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي‏}‏ يقول‏:‏ لا يحملنكم فراقي، وقال السدي‏:‏ عداوتي، على أن تمادوا في الضلال والكفر فيصيبكم من العذاب ما أصابهم، ولما أحاط الناس بعثمان بن عفان أشرف عليهم من داره فقال‏:‏ ‏{‏ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح‏}‏، يا قوم لا تقتلوني، إنكم إن قتلتموني كنتم هكذا، وشبك بين أصابعه ‏"‏أخرجه ابن أبي حاتم‏"‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وما قوم لوط منكم ببعيد‏}‏ قيل المراد في الزمان، قال قتادة‏:‏ يعني إنما هلكوا بين أيديكم بالأمس، وقيل‏:‏ في المكان، ويحتمل الأمران، ‏{‏واستغفروا ربكم‏}‏ من سالف الذنوب، ‏{‏ثم توبوا إليه‏}‏ فيما تستقبلونه من الأعمال السيئة ‏{‏إن ربي رحيم ودود‏}‏ لمن تاب‏.‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

الآية رقم ‏(‏91 ‏:‏ 92‏)‏
‏{‏ قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ‏.‏ قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط ‏}‏

يقولون‏:‏ ‏{‏يا شعيب ما نفقه‏}‏ ما نفهم ‏{‏كثيرا‏}‏ من قولك، ‏{‏وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ روي عن سعيد بن جبير والثوري أنهما قالا‏:‏ كان شعيب ضرير البصر ، قال السدي‏:‏ أنت واحد، وقال أبو روق‏:‏ يعنون ذليلاً، لأن عشيرتك ليسوا على دينك، ‏{‏ولولا رهطك لرجمناك‏}‏ أي قومك لرجمناك‏}‏ قيل‏:‏ بالحجارة، وقيل‏:‏ لسببناك، ‏{‏وما أنت علينا بعزيز‏}‏ أي ليس عندنا لك معزة، ‏{‏قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من اللّه‏}‏، يقول‏:‏ أتتركوني لأجل قومي، ولا تتركوني إعظاماً لجناب الرب تبارك وتعالى أن تنالوا نبيّه بمساءة وقد اتخذتم جانب اللّه ‏{‏وراءكم ظهريا‏}‏ أي نبذتموه خلفكم لا تطيعونه ولا تعظمونه، ‏{‏إن ربي بما تعملون محيط‏}‏ أي هو يعلم جميع أعمالكم وسيجزيكم عليها‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏93 ‏:‏ 95‏)‏
‏{‏ ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب ‏.‏ ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ‏.‏ كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود ‏}‏

لما يئس نبي اللّه شعيب من استجابتهم له قال‏:‏ يا قوم ‏{‏اعملوا على مكانتكم‏}‏ أي طريقتكم، وهذا تهديد شديد ‏{‏إني عامل‏}‏ على طريقتي، ‏{‏سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب‏}‏، أي مني ومنكم، ‏{‏وارتقبوا‏}‏ أي انتظروا، ‏{‏إني معكم رقيب‏}‏، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏جاثمين‏}‏ أي هامدين لا حراك بهم‏.‏ وذكر ههنا أنه أتتهم صحية، وفي الأعراف رجفة، وفي الشعراء ‏{‏عذاب يوم الظلة‏}‏، وهم أمة واحدة اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلها، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه، وقوله‏:‏ ‏{‏كأن لم يغنوا فيها‏}‏ أي يعيشوا في دارهم قبل ذلك ‏{‏ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود‏}‏ وكانوا جيرانهم قريباً منهم في الدار، وشبيهاً بهم في الكفر وكانوا عرباً مثلهم‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏96 ‏:‏ 99‏)‏
‏{‏ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ‏.‏ إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد ‏.‏ يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود ‏.‏ وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ‏}‏

يقول تعالى مخبراً عن إرسال موسى بآياته ودلالاته الباهرة إلى فرعون ملك القبط وملئه ‏{‏فاتبعوا أمر فرعون‏}‏ أي منهجه ومسلكه وطريقته في الغي، ‏{‏وما أمر فرعون برشيد‏}‏ أي ليس فيه رشد ولا هدى، وإنما هو جهل وضلال وكفر وعناد؛ وكما أنهم اتبعوه في الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم، كذلك هو يقدمهم يوم القيامة إلى نار جهنم، ‏{‏يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار، وبئس الورد المورود‏}‏، وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم القيامة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لكل ضعف ولكن لا تعلمون‏}‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ربنا آتهم ضعفين من العذاب‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة‏}‏ الآية، أي أتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة في الدنيا، ‏{‏ويوم القيامة بئس الرفد المرفود‏}‏‏.‏ قال مجاهد‏:‏ زيدوا لعنة يوم القيامة فتلك لعنتان، وقال ابن عباس‏:‏ لعنة الدنيا والآخرة وكذا قال الضحاك وقتادة ، وهو كقوله‏:‏ ‏{‏وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين‏}‏‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏100 ‏:‏ 101‏)‏
‏{‏ ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد ‏.‏ وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب ‏}‏

لما ذكر تعالى خبر الأنبياء وما جرى لهم من أممهم وكيف أهلك الكافرين ونجى المؤمنين، قال‏:‏ ‏{‏ذلك من أنباء القرى‏}‏ أي أخبارهم، ‏{‏نقصه عليك منها قائم‏}‏ أي عامر، ‏{‏وحصيد‏}‏ أي هالك، ‏{‏وما ظلمناهم‏}‏ أي إذ أهلكناهم ‏{‏ولكن ظلموا أنفسهم‏}‏ بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بهم، ‏{‏فما أغنت عنهم آلهتهم‏}‏ أوثانهم التي يعبدونها ويدعونها ‏{‏من دون اللّه من شيء‏}‏ ما نفعوهم ولا أنقذوهم بإهلاكهم، ‏{‏وما زادوهم غير تتبيب‏}‏‏.‏ قال مجاهد وقتادة‏:‏ أي غير تخسير، وذلك أن سبب هلاكهم ودمارهم إنما كان باتباعبهم تلك الآلهة، فلهذا خسروا في الدنيا والآخرة‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏102‏)‏
‏{‏ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا كذلك نفعل بأشباههم،
‏{‏إن أخذه أليم شديد‏}‏‏.‏ وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن اللّه ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته‏)‏، ثم قرأ صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏{‏وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة‏}‏ الآية‏.‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏103 ‏:‏ 105‏)‏
‏{‏ إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ‏.‏ وما نؤخره إلا لأجل معدود ‏.‏ يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ إن في إهلاكنا الكافرين وإنجائنا المؤمنين ‏{‏لآية‏}‏ أي عظة واعتباراً على صدق موعودنا في الآخرة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين‏}‏ الآية‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ذلك يوم مجموع له الناس‏}‏ أي أولهم وآخرهم، كقوله‏:‏ ‏{‏وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا‏}‏، ‏{‏وذلك يوم مشهود‏}‏ أي عظيم تحضره الملائكة، ويجتمع فيه الرسل وتحشر الخلائق بأسرهم،
من الإنس والجن والطير والوحوش والدواب، ويحكم فيه العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة، وقوله‏:‏ ‏{‏وما نؤخره إلا لأجل معدود‏}‏ أي ما نؤخر إقامة القيامة إلا لأنه قد سبقت كلمة اللّه في وجود أناس معدوين من ذرية آدم، ضرب مدة معينة إذا انقطعت وتكامل وجود أولئك المقدر
خروجهم قامت الساعة، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وما نؤخره إلا لأجل معدود‏}‏ أي لمدة مؤقتة لا يزاد عليها ولا ينقص منها، ‏{‏يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه‏}‏ أي يأتي يوم القيامة لا يتكلم أحد إلا بإذن اللّه، كقوله‏:‏ ‏{‏لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا‏}‏، وفي الصحيحين في حديث الشفاعة‏:‏ ‏(‏ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلّمْ سلّمْ‏)‏، وقوله‏:‏ ‏{‏فمنهم شقي وسعيد‏}‏ أي فمن أهل الجمع شقي ومنهم سعيد، كما قال‏:‏ ‏{‏فريق في الجنة وفريق في السعير‏}‏، ثم بيّن تعالى حال الأشقياء وحال السعداء فقال‏:‏
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏106 ‏:‏ 107‏)‏
‏{‏ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ‏.‏ خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏لهم فيها زفير وشهيق‏}‏، قال ابن عباس‏:‏ الزفير في الحلق، والشهيق في الصدر، أي تنفسهم زفير وأخذهم النفس شهيق، لما هم فيه من العذاب، ‏{‏خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض‏}‏ قال ابن جرير‏:‏ من عادة العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالدوام أبداً قالت‏:‏ هذا دائم، دوام السماوات والأرض، وكذلك يقولون‏:‏ هو باق ما اختلف الليل والنهار، يعنون بذلك كله أبداً، فخاطبهم جل ثناؤه بما يتعارفونه بينهم، فقال‏:‏ ‏{‏خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض‏}‏ قلت‏:‏ ويحتمل أن المراد بما دامت السماوات والأرض الجنس،
لأنه لا بد في عالم الآخرة من سماوات وأرض، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات‏}‏، ولهذا قال الحسن البصري في قوله‏:‏ ‏{‏ما دامت السماوات والأرض‏}‏ قال‏:‏ يقول سماء غير هذه السماء وأرض غير هذه، فما دامت تلك السماء وتلك الأرض، وعن ابن عباس قال‏:‏ لكل جنة سماء وأرض، وقال ابن أسلم‏:‏ ما دامت الأرض أرضاً والسماء سماء، وقوله‏:‏ ‏{‏إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم‏}‏، وقد اختلف المفسرون في المراد من هذا الاستثناء على أقوال كثيرة نقل كثيراً منها ابن جرير رحمه اللّه، واختار أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد، ممن يخرجهم اللّه من النار بشفاعة الشافعين، ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين، فتخرج من لم يعمل خيراً قط، وقال يوماً من الدهر ‏{‏لا إله إلا اللّه‏}‏، كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها، وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديماً وحديثاً، وقال السدي‏:‏ هي منسوخة بقوله‏:‏
‏{‏خالدين فيها أبدا‏}‏‏.

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏108‏)‏
‏{‏ وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض
إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏وأما الذين سعدوا‏}‏ وهم أتباع الرسل ‏{‏ففي الجنة‏}‏ أي فمأواهم الجنة، ‏{‏خالدين فيها‏}‏ أي ماكثين فيها أبداً، ‏{‏ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك‏}‏ معنى الاستثناء ههنا أن دوامهم فيما هم فيه من النعيم ليس أمراً واجباً بذاته، بل هو موكول إلى مشيئة اللّه تعالى، فله المنة عليهم دائماً، وعقّب ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏عطاء غير مجذوذ‏}‏ أي غير مقطوع قاله مجاهد وابن عباس وأبو العالية وغير واحد ، لئلا يتوهم متوهم بعد ذكره المشيئة أن ثم انقطاع أو لبس أو شيء، بل حتم له بالدوام وعدم الانقطاع، ‏{‏إن ربك فعال لما يريد‏}‏، كقوله‏:‏ ‏{‏لا يسئل عما يفعل وهم يسألون‏}‏، وهنا طيَّب القلوب وثَّبت المقصود بقوله‏:‏ ‏{‏عطاء غير مجذوذ‏}‏‏.‏ وقد جاء في الصحيحين‏:‏ ‏(‏يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت‏)‏، وفي الصحيح أيضاً‏:‏
‏(‏فيقال‏:‏ يا أهل الجنة إن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً‏)‏

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الآية رقم ‏(‏109 ‏:‏ 111‏)‏
‏{‏ فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ‏.‏ ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب ‏.‏ وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير ‏}‏

يقول تعالى‏:‏ ‏{‏فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء‏}‏ المشركون إنه باطل وجهل وضلال، فإنهم إنما يعبدون ما يعبد آباؤهم من قبل، أي ليس لهم مستند فيما هم فيه إلا اتباع الآباء في الجهالات وسيجزيهم اللّه على ذلك أتم الجزاء، قال سفيان الثوري، عن ابن عباس‏:‏ ‏{‏وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص‏}‏، قال‏:‏ ما وعدوا من خير أو شر، وقال ابن أسلم‏:‏ لموفوهم من العذاب نصيبهم غير منقوص، ثم ذكر تعالى أنه آتى موسى الكتاب فاختلف الناس فيه فمن مؤمن به ومن كافر به، فلك بمن سلف من الأنبياء قبلك يا محمد أسوة، فلا يغظنك تكذيبهم لك، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم‏}‏‏.‏ قال ابن جرير‏:‏ لولا ما تقدم من تأجليه العذاب إلى أجل معلوم لقضى اللّه بينهم، ويحتمل أن يكون المراد بالكلمة أنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسول إليه كما قال‏:‏ ‏{‏وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا‏}‏، ثم أخبر تعالى أنه سيجمع الأولين والآخرين من الأمم ويجزيهم بأعمالهم فقال‏:‏ ‏{‏وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير‏}‏ أي عليم بأعمالهم جميعاً، جليلها وحقيرها صغيرها وكبيرها، وقوله‏:‏ ‏{‏ولا تركنوا إلى الذين ظلموا‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ هو الركون إلى الشرك، وقال أبو العالية‏:‏ لا ترضوا بأعمالهم؛ وقال ابن جرير عن ابن عباس‏:‏ ولا تميلوا إلى الذين ظلموا؛ وهذا القول حسن، أي لا تسعينوا بالظلمة فتكونوا كأنكم قد رضيتم بأعمالهم، ‏{‏فتمسكم النار وما لكم من دون اللّه من أولياء ثم لا تنصرون‏}‏ أي ليس لكم من دونه من ولي ينقذكم، ولا ناصر يخلصكم من عذابه‏.‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس