عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2008, 01:00 PM   رقم المشاركة : 4
إنتــَــــــر
( مشرف القضايا الساخنة )
 
الصورة الرمزية إنتــَــــــر


الأستاذة المحترمَة ( بنت قَطَر ) ..

السَّلام عليكم ......................... من إنتـَر

ومرحباً حيل عداد ا السّيل ..


/

/

يقول الشَّاعِر ..

اقتباس
ياشعب ٍ نسى ( الدرّه ) على الهامش .. وراح ..!

/

/

لَستُ أدري إن كنتِ تعرفي ما المقصُود بـ ( الدرَّة ) أم لا؟

والحقيقة هو ذلك الطفل الفلسطينِي البرٍِيء ( محمد جَمَال الدرَّة )

الذِي أغتِيلَ بـ ( 40 ) رصَاصَة..إختَرَقَت جَسَده الصَّغِير على يَد القَدر

الإسرائِيلي دُونَ رَحمَة ..

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


حَصَل ذلك في الـ 30 من سِبتَمبَر أيلُول العَام 2000 إن لم تخنِّي الذَاكِرَة

وحينما تشعري بجد والحَدِيث لكِ أستاده ( بنت قَطَر ) أنك سقطتِ ..

دون ان تجدِي من يُسمِّي عليك .. ودون أن تجِدِي يَدَين حَانِيَتَين تتلقَّفِك

قبل السَّقطَة .. فحينها تكوني في حال آخر ..

تكوني في حال تصعب عليكِ فيها نفسك .. حينها تشعري أن كل شيء

أصبح ضدّك .. حتَّى العالم الإسلامي الذِي تعوّلين عليه الكثير والكثير ..

وأن كل شيء لم يعد له أي أهمية بالنسبة لكِ ..

حينها تشعري بأنكِ كالغريق الذي يصارع الأمواج العاتية من أجل ..

حلاوة الروح (حفظكِ الله من كل سُوء .. وأوصلكِ إلى شاطئ الأمَان)

حيثُ الأمان الذي تنشديه .. والأمنية التي تريديها..

وهذا ليس غريباً كما أن كل منا ليس بمنأى عن مثل تلك الحرُوب ..

وذلك الإضطِهَاد والمواقف التِي يتعرَّض لها الشَّعب الفلسطيني الأبِي

أبعدنا الله وإياكِ عنها .. وجنّبنا آثارها السيئة المؤلمة..

فأنتِ أحياناً وبحكم الظروف التي تعيشِيهَا ..

وبحكم العقلية ( الإسرائِيليَّة ) الجَائِرَة التي تأتمري بأمرها ولا تستطيعي

ان تخرجي عن طوعها أحياناً كونها متسلِّطَة ومُتفرِّدَة أو لأسباب أخرى ..

الله سبحانه وتعالى أعلم بها ..

أحياناً بحكم تلك الظروف القَاسِيَة تفرض عليكِ الحياة حصُون مَنِيعَة ..

أنتِ نفسُكِ غير مقتنعة بها .. غير راضٍية عنها منذ البداية ولا تشعري ..

انها تلبِّي حتى أقل طموحاتكِ .. أو حتى الحد الأدنى من أمانيكِ البريئة

ولا تشعري أنها تُشبع احتياجكِ العاطفي الذي يتأجج بداخلكِ يوماً ..

بعد آخَر ..

ذلك الإحتياج ( الأمني ) الذي طالما حلمتِ بهِ وطمحتِ في الوصول إليهِ

ولكنكِ مع الأسَف تُرضي بهذا النَّمط وهذا الواقع رغماً عنكِ ..

ترضي به لأنه ليس هناك بديل سِواه على الأقل في تلك اللحظة الحرجة

ترضي به لأنكِ في موقف الضِّعف والعجز وقِلَّة الحيلة .. ترضي به ..

لأن المجتمع هكذا يُريد .. وأنتِ من عليكِ ان تدفعي ثمن سكوتكِ ورضاكِ

الذي يفسَّر على أنه موافقة .. بينما أنتِ في قرارة نفسكِ ..

ضد كل ما يُفرض عليكِ .. أو يطلب منكِ رغمًا عنكِ أتعلمِينَ لمِاذا؟

لأن العَرَب خذلوكِ .. وأشَاحُوا بوجوههم عنكِ ..

ولكن ماذا عسَاكِ أن تفعَلِي ؟

فحتّى الإعتراض نفسه لا يفترض ان يكون في قاموسك ِاللغوي أصلاً؟

نعم تعيشي هذهِ الحياة كغيركِ من الشَّعُوب الأخرَى ..

ولكنكِ لا تشعري بالسَّعادة التي يتحدثون عنها .. او تتوقي أنتِ إليها ..

كما كنت تحلمي بها .. أو كما كنتِ تريها وتعرفيها..

تشعري بأنكِ مجرَّد إنسانة عادية مسلوبَة الإرادة تُؤدِّي دوراً مطلوباً منكِ

وعليكِ تنفيذه كما يُراد منكِ بالحرف الواحد!!

وهكذا تعيشي وتُحسب عليكِ حياة .. تُحسَب عليكِ سعادة ..

وحتى لو إعترضتِ فإنك تُقارني بالآخرين وأنك أفضل حالاً منهم ..

على الأقل أنتِ لديكِ ولديكِ وهم ليس لديهم بينما وجه المقارنة غير عادل

ومجحف في حقكِ ..

ولكن ماذا تفعلي سِوَى أن تشتكي همَّك إلى الله وتلجئِي إليه؟

وماذا تفعلي سِوَى ان تلوذِ بـ ( الصَّمت ) وترضى؟

وهكذا تظلي على هذا المنوال حياة رتيبة غير متجددة لا تشعري معها

ان لكِ طموحات كغيركِ مِمَن هم في مثل عمر ( محمَّد الدرَّة ) ..

أو عمركِ أو قريباً منه .. أو مِمَن هم في مثل ظروفكِ .. أو وضعكِ ..

ولمَ الشَّكوى طالما كل شيء متوفِّر .. الطعَام .. والشِّرب واللباس؟

وكأن الحياة هِيَ كل ذلك فَقَط؟

ومع ذلك ترضي بهذا كله وأكثر .. لأنكِ والحال كذلك تدركِ فيما بعد ..

إنَّ هذا هو قدركِ الذي عليكِ ان تقبلي بهِ وتتعايشي معه ولا تعترضي عليه

لأنك حينئذٍ سوفَ تعتبري في منظُومَة ( اليهُود ) عليهم لعنَة الله وَسَخطِه

خارجَة عن منظومة العقل الإجتماعي .. عن منظومة السُّلطة الإجتماعية

التي نحن من أوجدها بضِعفِنَا العربي الهَزِيل ..

وسنَّ قوانينها .. وطالب غيره بالإلتزام بها .. وعدم الخروج عنها وإلاّ أعتبر

في عداد المارقين عنها الخَارجِينَ عن الصَّف فأيِ ظلمٍ هَذا؟

وهذا الموقف تجديه في جميع أوجه الحياة ( الفلسطِينِيَّة ) المختلفة ..

تجديه حينما تواجهي أزمة مَرَضية أو مالية أو نفسية أو اجتماعية أو عاطفية

وهذه العاطفية مشكلتها مشكلة صدّقِينِي !!

وحلّها ليس بالأمر السّهل .. لأن الحل في يدكِ أحياناً ..

ولكنكِ وأسفَاه .. لا تستطيعي أخذه .. ولا تقوي عليه..لأنك أضعف ..

من ان تأخذيه ..

خاصَّة حينما تكون مشاعركِ صادقة نبيلَة لدرجة الشفافية وحينما تكوني ..

حسَّاسة لدرجة شعوركِ بالذنب .. لكل خطوة او قرار تتخذيه في حق غيركِ

رغم ان فيه راحتكِ على المدى البعيد أليسَ هذا مُتعِباً؟

ولكن هل تستمر الحياة على نفس الوتيرة إلى الأبد؟

الأستاده المحترِمَة ( بنت قَطَر ) أعرِف إني أطلت الحِوَار إلى درجة التشبُّع ..

والملل .. ولكن أعدكِ إنها آخِر مرَّة !!

وقبل الخِتَام دعِينِي أسألكِ !!

هل تظل مشاعركِ الصَّادقة مكبوتة في قلبكِ .. محبوسة في صدركِ ..

تعيش في أودَاج الظلام؟

هل تظل أحلامكِ تُوأد أمامكِ في كل لحظة وكأن جريمتها أنها حُلم بَريء؟

هل تظل نظرتُكِ للحياة بكل ما فيها هي نظرة أحادية قاصرة؟

هل تظلِّي تسمعي عن السَّعادة وتحلمي بها دون ان تريها أو تعيشيها ..

على حقيقتها في يومٍ مَا؟

بل هل من العدل ان يضيع عمركِ هدراً وأنتِ لازلتِ في مقتبله وفي أوجّه

وعنفوانه؟

وإلى متى تظلِّي تنتظري وتنتظري إلى أن يأتيكِ المصبَاح السّحرِي ليُحرِّركِ

من القيُود؟

أليس ذلك متعباً وقاسياً؟

قد يكون الحال كذلك مع كثيرين ممن رضوا بهذا الواقع من ( الفلسطينيين )

ورغماً عنهم أو حتى برضاهم .. وممن لم يصابوا بنقلة تحوَّل في حياتهم ..

في مشاعرهم .. هذا والله من وراء القصد وكل عامٍ وأنتِ تنعمِين بالخَير،،،

/

/

/

إنتـَــر