عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-2010, 07:04 AM   رقم المشاركة : 26
مـعانق الـظلام
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية مـعانق الـظلام
 





مـعانق الـظلام غير متصل

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة




( المَلِك دائِماً لايَبتَسِـم - The King Never Smiles )


مِنذُ شَعبان أو ماقبله بِشَهرَين . كُنتُ أعاني لأوَّل مَرَّة بآلام حادَّة في مِعْدَتي وقَد صَبرت وقلت رُبَّما مَغص مؤقَّت إلى أن وصل بي صحوت مِن نومي مَذعوراً من آلام قطَّعت أمعائي لأفجأ بدماء كَثيرَة ..
ولَم أستطع المَشي والوقوف على رجلي وتثاقَل جسمي وفقدت التوازن سَريعاً .
لم أستطع أن أتنفّس ولَم يكُن معي أحد .
خشيت أن أموت كالجَبان .
ولا أريد أن أزعج الموظفين في السَّكن من الآلام وطلب المساعَدَة ..
حتّى أصبح النظر عندي غير واضِح .
وبسرعة قمت وحاولت أن أستمرّ بالوقوف لأرتدي ثوبي سَريعاً ونزلت من المِصعد وكان المصعد مخيف في آخر الليل وفتحت باب السّكن الخارجي لأركب سيَّارتي ذاهباً إلى المانع مع إختناق وحرارة في بطني وكأنه نار يغلي .
وسقطت عليهم ليحملوني إلى الطواريء .
واستمرّت الآلام لمدَة 3 ساعات ..
فقلت لنفسي :- ربَّما هذا آخر يوم لي .
كنت أريد أن أرفع هاتفي لأتصّل في الساعة الـ4 فَجراً . ولكن توقّفت عن ذلك ..
وضعوا لي الأوكسيجين برغم ضيق التنفّس وبرغم بدأ جسدي يبرد وارتعش جسمي واستمرّ بالإرتعاش واصفرار وجهي واخذوا من التحاليل بسرعة ..
لأكتشف بأنّ لديّ " نَزلة معويَّة حادَّة " أكل المطاعم كبورجر كينج وهارديز وغيره .
أخذت علاجي وخرجت صباحاً في الساعة 9 ص ..
وذهبت إلى سَكَن عملي تعب جِدّاً واستمرّت بي الآلام ولم تختفي ذهبت بعدها إلى مستشفى فخري والراجحي لأستمرّ بالعلاج فقالوا لي بأنه من جرّاء الأكل من المطاعم السريعة وعليّ أن أبتعد عنها ..
فأصبت بميكروب تعالجت عنه وذهب منّي ولكن استمرّت بي الآلام منذ شعبان إلى رمضان لا أستطيع الأكل فحينما آكل لاتتقبّل معدتي شيئاً أبداً وكدت أن أموت بالفطور في كل يوم ..
أصاب التعب القولون وأصبح القولون عصبي بشكل رهيب لأوّل مرَّة في حياتي ..
واستمرّت بي الآلام إلى الآن ثم ذهبت إلى مستشفى الملك فهد الجامعي - التعليمي ..
لأقوم بالفحص مرّة أخرى لكي أجِد حَلّ وقرّروا أن أعمل عمليَّة مِنظار بعدها اخذوا مني العيّنات والدم وكل شيء فبعد المنظار ظهرت النتيجة بأن قولوني " سليم !!! " ..
بعدما أخذت ساعة في غرفة العمليات مع تعبي الشديد والآلام التي قتلتني في المنظار وأثرّت على معدتي .
لَم أستغرب بأنني سليم ..
فعرفت بأن الموضوع موضوع " نفس أو عين " ..
لأنها ليست المرّة الوحيدَة أن أعاني من مشاكل صحيّة بعد ذلك تظهر النتيجة بأنني سليم 100% ..
كان وزني 53 وأصبح الآن بشكل سريع 45 ..
والكل يقول لي " لقد نحلت كثيراً ياعبدالله " وأنا لا أريد أحداً أن يقول لي ذلك فأصاب بالحزن الشديد على حالي ..
فكل هذا أقول في نفسي دائماً " الله آجرني وصبّرني وكفّر عن سيئاتي وارضى عني " ..
أصبحت أخشى أحياناً أن آكل واحياناً طبيعي واحياناً أسقط طريح الفراش مع ارتفاع في الحموضة وكأنها ستحرق رئتي ومعدتي وآلام تحت البطن من اليمين واليسار ..
بعد كل هذا ..
انتظرت لكي أنال الكِفاح في كل شيء وتأقلمت على ذلك .
لأتّصل على الأستاذ الدكتور نجيب الزامل عن أحواله فداعاني أن آتي بعد يومين إليه لإجتماع خاص مع مجلس الشورى سيبرز فيها أعمالي ونجاحي وكفاحي .
وذهبت بعد ذلك إلى الأستاذ محمد البقمي أبو سامي .
وأخذ مني أعمالي وقال له الدكتور نجيب :- ضع عبدالله في غرفة خاصة سنجعله المفاجأة الختاميَّة ..
وأنا لازلت لا أعرف مالموضوع .
استقبلت الأستاذ نجيب وحضنني بحفاوة وعرّفني على بعض الأصدقاء المسؤولين معه وقمت بمصافحتهم .
نجيب :- هذا عبدالله إللي قلت لكم عنه .. رجل ناجح فقد احترق في صغره ولكن حيا ومعه بيده الأمل والتميّز إنه من رموز المبدعين لدينا ..
خجلت من شهادته الكبيرة عني وابتسمت ولذت بالصمت ثم أخذوني ليضعوني في غرفة خاصة ..
بعد اجتماعهم المغلق إذ أسمع صوت الأخبار الرئيسيَّة الذي عملوا التقرير عني .
ليدخل الأستاذ نجيب الزامل إليّ ليمسكني من إيدي بعدما كنت مرتبك وادعوا الله أن يوفقني أن أنال على حسن ظنهم بي واخرجني إلى غرفة الإجتماع مع أكثر من 25 شخصية قاموا بالوقوف إلي سريعاً ليصّفقوا إلي بحرارة أستمرّ الصفيق والتشجيع إلى دقيقتين .
أنا لم أستطع أن أرى أحداً من خجلي , يا الله كان شعور خيالي , سحبني الأستاذ نجيب إلى رئيس اللجنة من مجلس الشورى إليه وسلّم علي رئيس اللجنَّة بقوّة وقال لي :- بارك الله فيك ياعبدالله بارك الله فيك والله بصراحة احنا سعيدين نسلم على شخصية مثلك انت رجل بصراحة مميّز تستاهل كل خير بجد فرحتنا فيك ونفخر بك انت رمز موهوب عندنا تستاهل كل خير ..
وكاميرة التلفزيون الخاصة لأعضاء مجلس الشورى تضع الكاميرا عليّ وأنا أحبس دموعي مبتسماً إليهم ..
واخذني الأستاذ نجيب الزامل وعانقني بشدّة لَم أستطع أن أعبِّر عن شعوري ولا كنت أريده أن يتركني بهذه المعانقة لكي لا أحد يرى وجهي من الخجل والإرتباك والتوتّر ثم صفّقوا لي مرّة أخرى وذهبت إليهم أسلّم عليهم واحد تلو الآخر وكل شخص يقول لي كلمات كبيرة بحقّي لم أستطع أن أفهمها بسبب شعوري الرهيب ولم أستطع أن أرى ملامحهم من ارتباكي ..
وقال لي الأستاذ نجيب الزامل :- سأتصل عليك لاحِقاً ..
ثم خرجت ولم أعرف من أين أخرج إلى أن وصلت مابين الشرطة والحَرس لمجلس الشورى إلى أن وصلت سيّارتي وقابلت نسيبي وقلت له :- لا أستطيع أن أقود السيّارة لازلت في وضع غريب قد عني يافيصل ..
وضعت يداي على وجهي أحاول الهدوء هل أبتسم أو أبكي أو أطير من الفرح ..
فقلت بكلمات خافتة :- إنه ملك البَحر .. ملك البحر الذي سجدته معه هذا بدأ الحلم يتحقّق نعم يتحقّق ..
لأعود إلى البيت سريعاً أريد أن أخبر أبي النائم .
( يبه ليتك صاحي تفتخر بولدك عبدالله )
ثم خرجت سريعاً أجهشت بالبكاء ..
وحاولت أن أدعوا ربي أن يصبّرني على والدي وأن يوفقني في هذه المهمة الأخيرة ..
فلم أستطع أن أخلع ثوبي .
فظليت بها لدقائق طويلة لا أعرف كيف كان شعوري في تلك الليلة ..


عبدالله العواد - معانق الظلام

عبث الذكريات



اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة