عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2014, 04:49 AM   رقم المشاركة : 7
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

حديث آخر ‏:‏قال الطبراني عن جابر بن سمرة السوائي عن علي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، فقلت‏:‏ يا رب لا تهلك أمتي جوعاً فقال‏:‏ هذه لك‏.‏ قلت‏:‏ يا رب لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم يعني أهل الشرك فيجتاحهم قال‏:‏ ذلك لك، قلت‏:‏ يا رب لا تجعل بأسهم بينهم قال - فمنعني هذه‏)‏

حديث آخر ‏:‏قال الحافظ أبو بكر بن مردويه عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏دعوت ربي عزَّ وجلَّ أن يرفع عن أمتي أربعاً فرفع اللّه عنهم اثنتين، وأبى عَليَّ أن يرفع عنهم اثنتين‏:‏ دعوت ربي أن يرفع الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأن لا يلبسهم شيعاً، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع اللّه عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأبى أن يرفع اثنتين القتل والهرج‏)‏ طريق أخرى ‏:‏ عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية‏:‏ ‏{‏قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض‏}‏ قال‏:‏ فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم فتوضا ثم قال‏:‏ ‏(‏اللهم لا ترسل على أمتي عذاباً من فوقهم ولا من تحت أرجلهم ولا تلبسهم شيعاً، ولا تذق بعضهم بأس بعض‏)‏ قال‏:‏ فأتاه جبريل فقال‏:‏ يا محمد إن اللّه قد أجار أمتك أن يرسل عليهم عذاباً من فوقهم أو من تحت أرجلهم‏.‏ قال مجاهد وسعيد بن جبير والسدي وابن زيد وغير واحد في قوله‏:‏ ‏{‏عذاباً من فوقكم‏}‏ يعني الرجم، ‏{‏أو من تحت أرجلكم‏}‏ يعني الخسف وهذا هو اختيار ابن جرير‏.‏


وكان عبد اللّه بن مسعود يصيح وهو في المسجد أو على المنبر يقول‏: الا أيها الناس إنه قد نزل بكم، إن اللّه يقول‏:‏ ‏{‏قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم‏}‏ لو جاءكم عذاب من السماء لم يبق منكم أحد ‏{‏أو من تحت أرجلكم‏}‏ لو خسف بكم الأرض أهلككم ولم يبق منكم أحداً، ‏{‏أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض‏}‏، الا إنه نزل بكم أسوأ الثلاث‏.‏ وقال ابن جرير عن ابن عباس ‏{‏عذاباً من فوقكم‏}‏ يعني أمراءكم، ‏{‏أو من تحت أرجلكم‏}‏ يعني عبيدكم وسفلتكم، قال ابن جرير‏:‏ وهذا القول وإن كان له وجه صحيح لكن الأول أظهر وأقوى، ويشهد له بالصحة قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير‏}‏ وفي الحديث‏:‏ ‏(‏ليكونن في هذه الأمة قذف وخسف ومسخ‏)‏، وذلك مذكور مع نظائره في أمارات الساعة وأشراطها وظهور الآيات قبل يوم القيامة، وستأتي في موضعها إن شاء اللّه تعالى‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏أو يلبسكم شيعاً‏}‏ يعني يجعلكم ملتبسين شيعاً فرقاً متخالفين‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ يعني الأهواء،وكذا قال مجاهد وقد ورد في الحديثعنه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة‏)‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويذيق بعضكم بأس بعض‏}‏، قال ابن عباس وغير واحد‏:‏ يعني يسلط بعضكم على بعض بالعذاب والقتل، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏انظر كيف نصرف الآيات‏}‏ أي نبينها ونوضحها مرة ونفسرها ‏{‏لعلهم يفقهون‏}‏ أي يفهمون ويتدبرون عن اللّه آياته وحججه وبراهينه قال زيد ابن أسلم‏:‏ لما نزلت ‏{‏قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذاباً من فوقكم‏}‏ الآية، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف‏)‏ قالوا‏:‏ ونحن نشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم‏)‏ فقال بعضهم‏:‏ لا يكون هذا ابداً أن يقتل بعضنا بعضاً ونحن مسلمون، فنزلت ‏{‏انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون* وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون‏}‏"‏رواه ابن أبي حاتم وابن جرير‏"‏






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس