عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 02:47 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الحمد لله، الحمد لله المُتفرِّد بكبريائِه وعظمتِه، أحمدُه - سبحانه –
وأشكرُه وأسألُه المزيدَ من فضلِه ونعمتِه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أسمائِه وصفاتِه وفي ربوبيَّته وألوهيَّته،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه الرؤوفُ بالمؤمنين الرحيمُ بأمَّتِه،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آلِهِ وأزواجِه وعِترتِه،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ وسارَ على نهجِه وطريقتِه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
آمابعد ...
معاشر المسلمين:
من حقِّ هذه النفوس الكريمة التي انتهَى عملُها النظاميُّ أن تطمئنَّ
بعدما جاهَدَت بصحَّتها ووقتها وفِكرِها، وأفنَت أيام حياتها لتبنِيَ أُسرة، وتعمُر مُؤسَّسة،
وتخدمَ أمَّةً، فأضاءَت للمُجتمع دُروبَ الخير، وأجرَت ينابيعَ النفع،
لا ينبغي أن يتوقَّفَ هذا النفع، أو ينتهي عند أبوابِ التقاعُد.
ليس من الوفاء أن من قدَّم لأمَّته زهرةَ عُمره وأيام جدِّه وحيويَّته
أن يُفرَّط فيه آخرَ عُمره، من حقِّه أن يُقدَّر له عملُه، ويُحفَظ له ما قدَّم،
وأن يُنظَر فيما يمكن أن يُفيدَ فيه من الفُرص والمجالات، في غير مِنَّةٍ ولا شفقةٍ؛
بل ثقةٍ به واعتِرافًا بحقِّه وقُدراته.
بل لعلَّ في لفتِ القرآن الكريم إلى تذكُّر حقِّ الوالدين في وقت عطائِهما وكريمِ عملِهما
ما يدلُّ على ما ينبغي من امتِداد الوفاء لكل عاملٍ، والاعتِرافِ بالجميل لكل ذي جميل:
{ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
[ الإسراء: 24 ]
من حقِّ هذه الفئة العزيزة الغالية أن يُقدَّم لها ما يُؤكِّدُ الاعتِرافَ بفضلِها وكريمِ صُنعِها.
ألا فاتقوا الله - رحمكم الله ،
واعلموا أن المُجتمع لم يستغنِ البتَّةَ عن عملِ هؤلاء وكفاءاتهم وخِبراتهم،
ولكنها المُدَّةُ النظاميَّةُ انتهَت وليس إلا،
أما العملُ والكفاءةُ والقُدرةُ والحاجةُ فباقيةٌ مُمتدَّة،
والدليلُ الظاهرُ أن كثيرًا من الدول والمُؤسَّسات تستعينُ بخبراتٍ تجاوَزَت السنَّ النظاميَّة
المحدودة في داخِلِ الدول وخارجِها.
وإن السنَّة العُمَريَّة الراشِدة هي أولُ من خصَّصَ المُخصَّصات للعاجِزين
عن الكسبِ من المُسلمين والمُعاهَدين وأهل الذمَّة.
هذا، وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة:
نبيِّكم محمدٍ رسول الله؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم في مُحكم تنزيلِه،
فقال - وهو الصادقُ في قِيله - قال قولاً كريمًا:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ الأحزاب: 56 ]
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمدٍ الحبيب المُصطفى،
والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين،
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ،
وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين،
واخذُل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملَّة والدين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا،
واجعل اللهم ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعِزَّه بطاعتك،
وأعلِ به كلمتَك، واجعله نُصرةً للإسلام والمسلمين،
وألبِسه لباسَ الصحةِ والعافيةِ، ومُدَّ في عُمره على طاعتك،
ووفِّقه ونائِبَيْه وإخوانَه وأعوانَه لما تُحبُّ وترضى، وخُذ بنواصِيهم للبرِّ والتقوى.
اللهم وفِّق ولاةَ أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنَّة نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم ،
واجعلهم رحمةً لعبادك المؤمنين،
واجمع اللهم كلمتَهم على الحق والهُدى والسنة يا رب العالمين.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين،
اللهم أصلِح أحوال المسلمين، واحقِن دماءَهم، وولِّ عليهم خيارَهم،
واجمع على الحقِّ والهُدى والسنَّةِ كلمتَهم، وانصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم.
اللهم من أرادَنا وأرادَ دينَنا وديارَنا وأمَّتَنا وأمنَنا ووُلاةَ أمرنا وعلماءَنا
وأهلَ الفضل والصلاح والاحتِساب منَّا، ووحدَتنا واجتماعَ كلمتنا بسوءٍ
اللهم فأشغِله بنفسِه، واجعَل كيدَه في نحرِه،
واجعَل تدبيرَه تدميرًا عليه يا رب العالمين.
اللهم وأبرِم لأمةِ الإسلام أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطاعة،
ويُهدَى فيه أهلُ المعصية، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر،
إنك على كل شيءٍ قديرٌ.






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس