عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2014, 02:39 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بعنوان : التقاعد .. و العمل للإسلام ‎

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
خُطَبّتي الجمعة من المسجد الحرام

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة بعنوان:
التقاعد .. و العمل للإسلام
والتي تحدَّث فيها عن تقاعُد الموظفين بوصولهم سنًّا مُعيَّنة،
وبيَّن أن التقاعِد في نعمةٍ عظيمةٍ لا بُد أن يستغلَّها،
وأنه بتركِه للوظيفة لم ينتهِ عملُه ولم يُستغنَ عنه؛
بل عليه أعمالٌ يخدمُ بها دينَه ومُجتمعَه،
مُتوجِّهًا بالنصح إلى المؤسسات بضرورة استثمار هذه الجهود والخبرات السابقة
في أعمالٍ نافعةٍ للأمة.
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
الحمد لله، الحمد لله تعالى في كماله عن الأشباه والنظائر،

وتقدَّس في جلاله أن تُدرِكَه الأبصار أو تُحيط به الضمائر،
العظمةُ رداؤُه والكبرياءُ إزارُه فمن نازعَه فهو الخاسرُ البائرُ،
أحمده - سبحانه - وأشكرُه على خيرِه العَميم وفضلِه المُتكاثِر،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادةَ حقٍّ ويقينٍ تُنجِي صاحبَها يوم تُبلَى السرائر،
وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه صاحبُ المقام المحمود
والحوض المورود والشافع المُشفَّع في الصغائِر والكبائِر،
صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله الطيبين،
وأصحابِه الغُرِّ الميامين أُولي الألباب والبصائِر،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا ذُخرًا في القيامة من أعظم الذخائِر.
آمابعد ...
فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -؛
فتقوى الله عزٌّ من غير عشيرة، وعلمٌ من غير طلب، وغِنًى من غير مال،
وأُنسٌ من غير جماعة.
يا عبد الله!
بركةُ العمر حُسن العمل، والندمُ طريقُ التوبة، وآفةُ الرأي الهوى،
وأشدُّ البلاء شماتةُ الأعداء، وكثرةُ العِتاب تُورِثُ الضَّغينة، والتودُّد نصفُ العقل،
والغِيبةُ جُهدُ العاجِز، ومن أراد إصلاحَ أهله والناس فليُصلِح نفسَه،
{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }
[الفرقان: 31].
أيها المسلمون:
لا تطيبُ الحياةُ إلا بسمُوِّ معناها، ولا يسمُو معناها
إلا حين يُدرِكُ العبدُ عظمةَ الخالق - عزَّ شأنُه -،
ثم ينظرُ بعد ذلك في الغاية من الخلق وثمرة السعي والعمل،
وحينئذٍ لا تضطرب عنده الأولويات، ولا تتشتَّتُ به الهموم، ولا يتسلَّلُ به القلق،
ولا تستبِدُّ به الحيرة.
إن إدراك معنى الحياة مما فطَرَ الله الناسَ عليه، فمنحَ - سبحانه - عبادَه قُدراتٍ
وعلومًا ومواهِب، وهداهم النجدَين، وجعلَ كلاًّ مُيسَّرًا لما خُلِق له
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }
[الروم: 54].
حياةُ الإنسان مراحِل، وعُمرهُ منازِل، يحياها ويتنقَّلُ فيها، ويعيشُها، ويعملُ فيها،
يتَّعِظُ من مُتغيِّراتها، ويعتبِرُ من تقلُّباتها؛ بل إن لكل مرحلةٍ من مراحِل عُمره أعمالاً تليقُ بها،
إن لم يُحسِن الاستفادةَ منها مضَت في ضياع، وانقَضَت في إهمال.
ولهذا جاء في الحديث:
( اغتنِم خمسًا قبل خمس: صحَّتَك قبل مرضِك، وشبابَك قبل هرمِك،
وغِناكَ قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلك، وحياتَك قبل موتِك )
وفي الحديث الآخر:
( لن تزولَ قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربع:
عن عُمره فيما أبلاه، وعن مالِه من أين اكتسَبَه وفيمَ أنفقَه،
وعن شبابِه فيما أفناه، وعن علمِه ماذا عمِلَ به )
وفي النظرة العاقِلة حياةُ المرء حياةٌ واحدةٌ ممتدَّةٌ منذ الولادة حتى الممات،
ما بين طفولةٍ وفتُوَّة، وكهولةٍ وشيخوخة، وكلُّها تعلُّمٌ وعلمٌ وعملٌ وعبادةٌ وإنتاجٌ.
ومن لطائِف خلقِ الله وصُنعه، وآياته وحكمته: أن ضعفَ البدن يُقابِلُه قوةُ العقل،
ووهن العظم يُقابِلُه قوةُ الفهم، واشتِعالَ الشَّيب يُقابِلُه ظهورُ الحكمة.
فالإنسانُ مُكلَّفٌ ومُنتِجٌ ما دام مُتمتِّعًا بقوَّته وعقلِه، يجمعُ ذلك:






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس